مقرمان من جنيف: الجزائر ملتزمة بمبادئ التضامن الدولي وتقاسم الأعباء بشأن اللاجئين
ترأس الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية، لوناس مقرمان، الوفد الجزائري في اجتماع مراجعة التقدم المحرز في تنفيذ تعهدات المنتدى العالمي للاجئين، الذي انعقد في جنيف خلال الفترة من 15 إلى 17 ديسمبر 2025.
وأكد مقرمان في مداخلته خلال اليوم الأول حرص الجزائر على مبادئ التضامن الدولي وتقاسم الأعباء والمسؤوليات، في ظل تزايد الأزمات الإنسانية والنزوح القسري، وتراجع الموارد المخصصة للعمل الإنساني، مما يفاقم الفجوات التمويلية.
وأشار إلى أن الجزائر، انطلاقاً من التزاماتها الإنسانية، تحتضن منذ أكثر من خمسة عقود اللاجئين الصحراويين، وتوفر لهم الدعم بالتنسيق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة والمنظمات الأممية لضمان كرامتهم واستمرارية الخدمات الأساسية حتى التوصل إلى حل عادل ودائم يتيح لهم العودة الطوعية والكريمة.
وشدد الأمين العام على أهمية التصدي للأسباب العميقة للجوء القسري، بما في ذلك النزاعات والاستعمار، داعياً إلى مقاربة متوازنة تجمع بين المساعدة الإنسانية والحماية والحلول المستدامة. كما أكد على المسؤولية القانونية والأخلاقية للمجتمع الدولي في التعامل مع أوضاع اللاجئين، لا سيما اللاجئين الصحراويين، ضمن احترام مبادئ الشرعية الدولية.
واستعرض مقرمان التقدم المحرز في تنفيذ تعهدات الجزائر المقدمة خلال المنتدى العالمي للاجئين 2023، خاصة في مجالات الصحة والتعليم والبنية التحتية، بالإضافة إلى الجهود الجارية لإعداد قانون وطني شامل للجوء يتوافق مع المعايير الدولية ويحترم السيادة الوطنية، مؤكداً استمرار الجزائر في القيام بدورها المسؤول في دعم العمل الإنساني والدفاع عن القضايا الإنسانية العادلة.
المغرب يستقبل آلاف المهاجرين القادمين من الجزائر
تحولت الحدود الشرقية للمغرب خلال 2025 إلى نقطة عبور رئيسية لموجة هجرة غير نظامية كبيرة، مع دخول آلاف المهاجرين قادمين من الجزائر، في مشهد يعكس التحولات الإقليمية المستمرة وتأثير الأزمات الإنسانية في شمال إفريقيا والشرق الأوسط.
وسجلت التقارير دخول أكثر من 6 آلاف مهاجر، يشكل الأطفال غير المصحوبين نحو 35% من الوافدين، بينما تمثل النساء حوالي 10%، مع غلبة للمواطنين السودانيين بنسبة تجاوزت 75% من مجموع الوافدين.
ويعتمد عدد كبير من هؤلاء المهاجرين على العمل في الفلاحة، البناء، والخدمات المنزلية، غالبًا في ظروف صعبة ودون حماية قانونية، خصوصًا في مناطق سوس-ماسة وبركان.
وتعاونت السلطات المغربية والمنظمات الإنسانية لتقديم 4.380 طلب لجوء إلى بلدان عربية وإفريقية، ومساعدة 1.190 شخصًا على الحصول على بطاقات لجوء لتسوية أوضاعهم القانونية، ومنع ترحيل طالبي لجوء بلا وثائق.

وأوصى التقرير بـرفع التجريم عن الهجرة غير النظامية، حماية النساء والأطفال ضحايا الاتجار بالبشر، وإنشاء آلية للتحقيق في حالات الغرق والاختفاء.
وتعكس موجة الهجرة الأخيرة عبر الحدود الجزائرية الضغوط الكبيرة على المغرب، وتسلط الضوء على الحاجة الملحة لتعزيز الحماية الإنسانية وإيجاد حلول مستدامة لمعالجة أسباب الهجرة، بدل الاكتفاء بتدبير تدفقها.
وكانت أفادت سلطات محلية مغربية أن حصيلة ضحايا حادث انهيار بنايتين سكنيتين بحي المستقبل بالمنطقة الحضرية المسيرة بمدينة فاس، ليل الثلاثاء –( الأربعاء)، ارتفعت إلى 22 حالة وفاة وإصابة 16 شخصًا.
وأوضحت السلطات المحلية أن المعطيات الأولية تشير إلى أن البنايات المنهارة تعود عملية تشييدها إلى سنة 2006 في إطار عمليات البناء الذاتي لفائدة قاطني دوار "عين السمن" ضمن برنامج "فاس بدون صفيح".