الصين.. وفاة 4 أشخاص وفقدان 8 في انزلاق للتربة بسبب الفيضانات

أمطار غزيرة تضرب ضواحي بكين وتؤدي إلى سيول وانهيارات أرضية، مع إجلاء آلاف السكان وتضرّر البنية التحتية في ظل تحذيرات من كوارث متزايدة.
فيضانات الصين
أعلنت السلطات الصينية، اليوم الإثنين 27 يوليو/ تموز، عن إجلاء أكثر من 4.400 شخص من مناطق مختلفة حول العاصمة بكين والمقاطعات الشمالية المجاورة، وذلك عقب تصاعد وتيرة الأمطار الغزيرة التي أدّت إلى فيضانات وانهيارات أرضية، وسط تحذيرات من تفاقم الكوارث الطبيعية.
وذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون الصينية أن الأمطار تركزت بشكل خاص على منطقة "ميون" في ضاحية بكين، حيث تسببت في حدوث سيول جارفة وانهيارات أرضية طالت العديد من القرى والمنازل، مُحدثة أضرارًا واسعة في البنية التحتية والخدمات الحيوية.
وأظهرت صور ومقاطع مصوّرة متداولة على تطبيق "وي شات" الصيني مشاهد من منطقة ميون، حيث بدت السيارات والشاحنات طافية فوق طريق مغمور بمياه الفيضانات التي ارتفع منسوبها إلى درجة غطّت جزءًا من مبنى سكني، في مشهد يعكس حجم الخطر المُحدق بالسكان.
وأفادت هيئة الإذاعة والتلفزيون بأن الكهرباء انقطعت عن أكثر من عشرة آلاف شخص في المنطقة المتضررة، الأمر الذي فاقم من صعوبة عمليات الإجلاء والاستجابة الطارئة، وسط استمرار تساقط الأمطار دون انقطاع.
تُعدّ هذه الموجة من الأمطار واحدة من بين موجات عدّة شهدها شمال الصين في السنوات الأخيرة، حيث سجّلت مناطق، من بينها العاصمة بكين، معدّلات هطول غير مسبوقة، ما زاد من احتمالات الفيضانات في مدن ذات كثافة سكانية عالية.
ويرى بعض العلماء أن تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري قد يكون مرتبطًا بزيادة الهطولات المطرية في شمال الصين، وهي منطقة تُعرف بطبيعتها الجافة نسبيًا في الأحوال المناخية المعتادة، وهو ما يزيد من صعوبة التكيّف السريع مع هذه التغيرات.
وتندرج هذه العواصف ضمن نمط واسع من الظواهر المناخية المتطرفة التي تشهدها مناطق مختلفة من الصين، نتيجة الرياح الموسمية القادمة من شرق آسيا. وتؤثر هذه الأحوال الجوية بشكل مباشر على الأنشطة اليومية، وتُحدث اضطرابات في عدد من القطاعات ضمن ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وبينما تواصل السلطات جهودها للحدّ من تداعيات السيول والفيضانات، تبقى الحاجة إلى حلول بنيوية طويلة الأمد ملحّة للتعامل مع التحوّلات المناخية المفاجئة، والتي يبدو أنها باتت تتكرّر بوتيرة متزايدة.