مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

بعد أشهر من التصعيد.. ترامب يلوح بإنهاء الحرب التجارية بشرط واحد

نشر
الأمصار

في تحول مفاجئ قد يغيّر قواعد اللعبة في السياسة التجارية الأمريكية، ألمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى إمكانية التراجع عن الرسوم الجمركية الصارمة التي فرضها خلال فترته الرئاسية، بشرط أساسي يتمثل في انفتاح الدول الكبرى على السوق الأمريكية.

وفي الوقت نفسه، شهدت الأيام القليلة الماضية إعلان الرئيس ترامب عن اتفاقات مع الفلبين وإندونيسيا لفتح أسواقهما أمام السلع الأمريكية، ودفع رسوم جمركية قدرها 19% على دخول سلعهما إلى السوق الأمريكية.

وينص الاتفاق على فرض تعريفة بنسبة 19% على الصادرات الفلبينية إلى الولايات المتحدة، في مقابل إعفاء كامل للمنتجات الأمريكية من أي رسوم جمركية عند دخولها إلى الأسواق الفلبينية. وأوضح ترامب عبر منصته “تروث سوشيال” أن ماركوس كان “مفاوضًا صعبًا”، لكنه أشاد بالاتفاق واعتبره “خطوة إيجابية تعكس عمق العلاقات الثنائية”.


هذا الاتفاق لا يحمل طابعًا اقتصاديًا فقط، بل يمهد أيضًا لتعزيز التعاون العسكري بين البلدين، وهو ما يعكس البُعد الاستراتيجي للاتفاق، في ظل تصاعد التوترات في منطقة المحيط الهادئ واحتدام التنافس بين الولايات المتحدة والصين على النفوذ هناك.

هذا التوجه قد يمثل الملامح الأولى لسياسة ترامب الاقتصادية إذا عاد إلى الحكم، حيث يسعى لترسيخ صورة “أمريكا القوية” من خلال الاتفاقيات الثنائية التي تُظهر الولايات المتحدة في موقف الطرف المُتحكم.

وفي النهاية، تبقى سياسته مزيجًا بين الضغط والمرونة، وبين البراغماتية والمصلحة القومية، وهي سياسة قد تعيد تشكيل التوازنات التجارية العالمية إذا قُدّر له العودة إلى البيت الأبيض من جديد.

ثم أعلن ترامب عن اتفاق مماثل مع اليابان، حيث ستكون الرسوم الجمركية على سلعها 15%، فيما ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على وشك التوصل إلى اتفاق يقضي بفرض رسوم جمركية بنسبة 15% على السلع الأوروبية.

ترامب يعلن انتصاره، والانطباع الظاهري الأول هو أن ترامب يفرض رسوما جمركية، ولا يتلقى أي رد من نظرائه. لكن الأمر أكثر تعقيدا من ذلك.

 

التخلي عن الرسوم

ترامب، الذي لطالما تبنّى سياسة حمائية تهدف إلى حماية الصناعة والمنتجات الأمريكية، فاجأ متابعيه بتصريح صريح قال فيه: "سأتخلى عن الرسوم الجمركية إذا تمكنت من إقناع الدول الكبرى بفتح أسواقها أمام الولايات المتحدة".

هذا التصريح يوحي بأن سياسة ترامب التجارية قد تشهد تحولًا نحو مزيد من المرونة، شريطة أن يقابل ذلك خطوات مقابلة من الشركاء التجاريين.

بين السياسة والاقتصاد.. ترامب يفاوض بطريقته

خطاب ترامب الأخير يعكس مزيجًا من البراغماتية والضغط السياسي، فهو يلوّح بالتراجع عن الرسوم الجمركية شريطة الحصول على امتيازات تجارية، ويوقّع اتفاقًا يُظهر الولايات المتحدة في موقع الأقوى. هذه التطورات قد تكون مقدّمة لنهج جديد يعتمده ترامب إذا عاد للبيت الأبيض، حيث يستخدم الاقتصاد كسلاح تفاوضي لتعزيز مكانة واشنطن عالميًا.