المبعوث الأمريكي لسوريا: نحن على اتصال مع أطراف الاشتباك بالسويداء

قال السفير الأمريكي بأنقرة والمبعوث الخاص إلى سوريا توم باراك، إنهم في حالة اتصال مع أطراف الاشتباك بمدينة السويداء جنوبي سوريا.
جاء ذلك في منشور عبر منصة إكس، الثلاثاء، أوضح فيه: "نحن على تواصل فعال مع جميع الأطراف من أجل تحقيق الهدوء في سوريا، ومواصلة محادثات الاندماج بشكل مثمر".
وأفاد أن الاشتباكات الأخيرة في السويداء تثير القلق لدى جميع الأطراف، مضيفا أن بلاده تعمل على التوصل إلى حل سلمي وشامل يراعي مصالح الدروز، والعشائر البدوية، والحكومة السورية، والقوات الإسرائيلية.
وأضاف باراك أن "سوء التوجيه، وضعف التواصل تمثل التحدي الأكبر في ضمان التكامل السلمي والمدروس لمصالح كل طرف".
وأشار أنهم يجرون مناقشات مباشرة ونشطة ومثمرة مع جميع الأطراف للتحرك نحو الهدوء والتكامل.
والأحد، اندلعت مواجهات بأسلحة متوسطة وثقيلة بين مجموعات مسلحة درزية وأخرى بدوية في السويداء، جراء قيام الطرفين بمصادرة مركبات بشكل متبادل، وفق مصادر محلية للأناضول.

وأكدت المصادر أن معظم الضحايا من عناصر المجموعات المسلحة، بينما تضرر بعض المدنيين جراء الاشتباكات التي أسفرت عن أكثر من 30 قتيلا و100 جريح، وفق أحدث إحصائية نقلتها وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، مساء الاثنين.
وبعد سقوط نظام بشار الأسد أواخر عام 2024، بدأت قوات الأمن العام التابعة للحكومة الجديدة دخول محافظات البلاد، لكن رتلا تابعا لها آثر عدم دخول السويداء آنذاك وعاد إلى دمشق حقنا للدماء، بسبب رفض حكمت الهجري، أحد مشايخ العقل بالمحافظة.
وفي ظل ذلك، تولت عناصر من أبناء المحافظة مهمة تأمينها، لكنها لم تتمكن من ذلك ما دفع قوات الجيش ووزارة الداخلية إلى التدخل لإنهاء الانفلات.
وفي وقت سابق اليوم، باشرت قوات تابعة للجيش ووزارة الداخلية الدخول إلى مدينة السويداء، بعد عمليات في ريف المحافظة لضبط الأمن بها.
وكانت قالت القناة 12 العبرية، نقلا عن مسؤول أمني إسرائيلي، إن حجم الضربات التي وجهها جيش الاحتلال الإسرائيلي لمواقع تابعة للنظام السوري في محافظة السويداء جنوب سوريا يعد غير مسبوق.
وأوضح المسؤول أن هذه العمليات تأتي في إطار ما وصفه بـ"اختبار حقيقي لسياسة نزع السلاح في جنوب سوريا"، كما أشار إلى أن إسرائيل تعتبر ما جرى رسالة واضحة بشأن التزامها بحماية مصالح الطائفة الدرزية في المنطقة.
في تطور خطير للأحداث في الجنوب السوري، أصدر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس تعليمات مباشرة إلى الجيش الإسرائيلي بشن ضربات ضد قوات النظام السوري في منطقة السويداء.
وأكد بيان رسمي صادر عن مكتب رئيس الوزراء أن إسرائيل ملتزمة بحماية المجتمعات الدرزية في سوريا بسبب الروابط العميقة التي تجمعها مع الدروز في إسرائيل، والعلاقات الأسرية والتاريخية التي تربطهم بدروز سوريا"، مضيفًا أن "الجيش الإسرائيلي سيتحرك لمنع النظام السوري من الإضرار بأبناء الطائفة الدرزية وضمان الحفاظ على خلو المنطقة الحدودية من أي تهديد عسكري".

جاءت هذه التعليمات بعد تقارير أفادت بانتشار قوات النظام السوري داخل مدينة السويداء ذات الأغلبية الدرزية، صباح اليوم الثلاثاء، بقيادة أحمد الشرع، حيث سيطرت قوات الجيش السوري على المدينة في إطار حملة عسكرية شاملة أطلقتها لاستعادة السيطرة على المنطقة.
وفي أول رد فعل من داخل الطائفة، بث حكمت الهجري، الزعيم الروحي للدروز في سوريا، مقطع فيديو دعا فيه أبناء طائفته إلى مقاومة ما وصفه بـ"الإبادة الجماعية الجارية على جبل الدروز"، مشيرًا إلى أن الاتفاق السابق مع النظام السوري، الذي تم التوصل إليه بوساطة أطراف دولية، قد تم خرقه، حيث هاجمت القوات السورية المدنيين رغم التزام الدروز ببنوده.
وقال الهجري في رسالته: "هذا يوم القرار إما أن نقف معًا كسوريين ونرفض هذه الإهانة، أو نقبل عقودًا قادمة من الذل"، داعيًا الدروز في كل أنحاء العالم إلى "دعم أهالي السويداء بكل السبل الممكنة".