الضربة التي هزت إيران.. كيف كادت إسرائيل تُطيح برؤوس السُلطات الثلاث؟

في تطور خطير هزّ أركان «النظام الإيراني»، نفذت «إسرائيل» ضربة دقيقة ومدروسة، كادت أن تقضي على ثلاثة من أبرز قيادات إيران في آن واحد. هذه العملية التي لم تُعلن رسميًا، تعكس تصعيدًا غير مسبوق في الصراع الإقليمي، وتُوضح مدى قدرة إسرائيل على استهداف قلب السُلطة الإيرانية الثلاثية بدقة مُتناهية.
وفي هذا التقرير، نستعرض تفاصيل الضربة التي كادت تُغيّر موازين القوى في المنطقة.
ضربة في عُمق القيادة
حيث كشفت وكالة أنباء «دفاع مقدس» الإيرانية، عن تفاصيل إضافية حول الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف اجتماع «المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني»، وأسفر عن إصابة الرئيس «مسعود بزشكيان» في قدمه.
وقالت الوكالة: «في صباح يوم الاثنين الموافق (15) يونيو، وأثناء انعقاد اجتماع المجلس الأعلى للأمن القومي بحضور رؤساء السُلطات الثلاث وعدد من كبار المسؤولين في الطوابق السفلية لأحد المباني الواقعة غرب طهران، بدأ الهجوم».
وأضافت: «نُفد الهجوم بأسلوب مُشابه لمحاولة اغتيال الشهيد حسن نصر الله، حيث قام المهاجمون بإطلاق (6) قذائف أو صواريخ استهدفت مداخل ومخارج المبنى بهدف إغلاق طرق الفرار وقطع تدفق الهواء».
وتابعت: «بعد الانفجارات، انقطع التيار الكهربائي عن الطابق المعني، لكن المسؤولين تمكنوا من الخروج عبر فتحة طوارئ تم تجهيزها مُسبقًا. وقد تعرّض بعض المسؤولين، ومن بينهم رئيس الجمهورية، لإصابات طفيفة في القدم أثناء عملية الخروج».
تحقيقات إيرانية في احتمال وجود عنصر مُندس وراء الهجوم
وأشارت الوكالة الإيرانية إلى أنه: «ونظرًا لدقة المعلومات التي امتلكها العدو لتنفيذ هذا الهجوم، يُجرى حاليًا التحقيق في احتمال وجود عنصر مُندس أو مُتعاون داخلي. وهذا يُشير إلى أن العدو يستخدم كل وسيلة مُمكنة، بما في ذلك اغتيال كبار المسؤولين، لضرب الأمن القومي الإيراني».
ورغم فشل الضربة في تحقيق هدفها النهائي، إلا أنها كشفت حجم الاختراق الإسرائيلي داخل عُمق المؤسسة الأمنية والسياسية الإيرانية. ومع استمرار الغموض حول الرد المُحتمل، تدخل المنطقة مرحلة جديدة من الحرب الصامتة على مستوى القيادات.
إيران تُطلق صواريخ على إسرائيل في هجوم غير مسبوق.. سقوط قتلى ودمار واسع
وفي وقت سابق، شنت «إيران» هجومًا صاروخيًا واسع النطاق على أهداف داخل «إسرائيل»، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، إلى جانب دمار كبير في عدة مواقع.
وأعلنت «الجبهة الداخلية الإسرائيلية»، فجر يوم الثلاثاء، عن تعرض إسرائيل لهجوم صاروخي إيراني واسع النطاق، في واحدة من أعنف الضربات منذ اندلاع التصعيد بين الطرفين.
وقالت الجبهة: إنها وسعت نطاق الإنذار المُبكر ليشمل كافة أنحاء إسرائيل، من إيلات جنوبًا وحتى المُطلة شمالًا، بعد رصد إطلاق صواريخ من الأراضي الإيرانية.
وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أن «الإنذارات تم تفعيلها في عدة مناطق من البلاد عقب رصد صواريخ إيرانية»، داعيًا المواطنين إلى الالتزام بتعليمات الجبهة الداخلية والتوجه فورًا إلى المناطق الآمنة.
ودوّت صفارات الإنذار في تل أبيب وبئر السبع ومناطق أخرى، فيما أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن عددًا من الأشخاص ما زالوا عالقين داخل مبنى في بئر السبع تعرّض لقصف مباشر، وأُصيب بأضرار جسيمة جراء صاروخ إيراني.
هجوم إيراني يُودي بحياة 8 إسرائيليين ويُصيب العشرات
وبحسب مصادر طبية وأمنية، أسفر الهجوم عن مقتل (8) إسرائيليين على الأقل، وإصابة عشرات آخرين، بعضهم في حالة حرجة. وأكدت فرق الإسعاف أن أحد المباني السكنية المكوّنة من (7) طوابق في بئر السبع تعرض لضربة مباشرة، وتعمل فرق الطوارئ حاليًا على انتشال العالقين من تحت الأنقاض.
وشهدت «إسرائيل» خلال أقل من ساعة خمس موجات صاروخية متتالية، أدّت إلى انفجارات هائلة في عدد من المُدن، وسط أنباء عن دمار واسع في منشآت وبنى تحتية مدنية.
ويأتي هذا الهجوم في وقت حساس، بعد ساعات من إعلان اتفاق مُحتمل لوقف إطلاق النار، ما يُهدد بنسف جهود التهدئة، ويدفع نحو مزيد من التصعيد في المنطقة.
اتفاق وقف إطلاق النار بين «إيران وإسرائيل» يدخل حيّز التنفيذ
وفي وقت سابق، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين «إيران وإسرائيل» حيّز التنفيذ رسميًا، بعد وساطات دولية مُكثفة هدفت إلى نزع فتيل التصعيد العسكري المُتبادل، وذلك رغم الغموض الذي دار حول الإعلان عن هذا الاتفاق وتضارب بعض المعلومات عن حقيقته.