مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

«صفر تخصيب».. اقتراح روسي يصطدم بجدار رفض إيران

نشر
الأمصار

في خضم تصاعد التوترات الإقليمية والدولية، فجر تقرير لموقع “أكسيوس” الأميركي جدلاً واسعًا حول تحول جذري محتمل في الموقف الروسي من البرنامج النووي الإيراني، التقرير، الذي نقل عن مصادر متعددة، كشف عن ضغوط روسية على إيران لقبول اتفاق نووي يقوم على «صفر تخصيب»، وهو ما قوبل بنفي إيراني قاطع.

وبينما تتشابك خيوط الدبلوماسية من موسكو إلى واشنطن وتل أبيب، تُطرح تساؤلات جوهرية: هل بدأ الكرملين فعلاً في إعادة رسم حدود المسموح والممنوع في الملف النووي الإيراني؟ أم أن الأمر لا يعدو كونه تسريبًا في لعبة النفوذ الكبرى؟.

وكان موقع أكسيوس، نقل عن أربعة مصادر له قولها، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ كلاً من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومسؤولين إيرانيين، بأنه يدعم فكرة التوصل إلى اتفاق نووي تُحرَم إيران بموجبه من أي قدرة على تخصيب اليورانيوم.

وبحسب المصدر، فإن موسكو حثّت طهران على قبول اتفاق يقوم على أساس «صفر تخصيب»، وهو تحول جذري في موقفها التقليدي. كما أبلغ الروس الحكومة الإسرائيلية بهذا الموقف الجديد لبوتين. ونقل التقرير عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى قوله: «نحن نعلم أن هذا ما قاله بوتين للإيرانيين».

نفي إيراني

إلا أن مصدرا مطّلعا لوكالة تسنيم شبه الرسمية، قال إن الادعاء بشأن إرسال بوتين رسالة إلى طهران تتعلق بقبول التخصيب بنسبة صفر بالمئة، «غير صحيح».

وأضاف المصدر المطّلع: "طهران لم تتلقَّ أي رسالة من هذا النوع من بوتين على الإطلاق."

وأوضح أن آخر لقاء لبوتين مع المسؤولين الإيرانيين كان مع وزير الخارجية عباس عراقجي، ولم يُطرح هذا الموضوع في ذلك اللقاء، كما لم يتم تبادل أي رسالة حول التخصيب الصفري عبر القنوات التواصلية بين روسيا وطهران بعد ذلك.

ولطالما كانت روسيا الحليف الدبلوماسي الأبرز لإيران في ملفها النووي، واعتادت موسكو الدفاع علنًا عن «حق إيران في التخصيب»، إلا أن تقرير «أكسيوس» يشير إلى أن الرئيس الروسي بات يتبنى موقفًا أكثر صرامة خلف الكواليس، خاصة بعد الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يومًا بين إسرائيل وإيران.

أضرار جسيمة

وأسفرت الضربات الإسرائيلية والأمريكية الأخيرة عن أضرار جسيمة في منشآت إيران النووية، لكن وفقًا للتقرير، لم يتم تدمير كل كميات اليورانيوم عالي التخصيب. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت أجهزة الطرد المركزي الإيرانية قد نجت من الضربات.

في المقابل، أوضح التقرير أن الرئيس ترامب أعلن عن رغبته في التوصل إلى اتفاق نووي جديد مع إيران. وإذا ما استؤنفت المفاوضات، فسيكون من أبرز المطالب الأمريكية فرض حظر تام على أي نشاط لتخصيب اليورانيوم داخل إيران.

وأعلنت إيران مرارا أنها تحتفظ بحقها السيادي في تخصيب اليورانيوم ضمن أي اتفاق نووي. ولكن وفقًا لمسؤول أوروبي مشارك بشكل مباشر في المحادثات، فإن روسيا تعمل على إقناع إيران بالعدول عن هذا الموقف.

مصادر: بوتين يحث إيران على قبول اتفاق نووي "بدون تخصيب"

نقل موقع "أكسيوس" عن مصادر مطلعة، السبت، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أبلغ نظيره الأميركي، دونالد ترامب، والمسؤولين الإيرانيين، أنه يدعم فكرة التوصل إلى اتفاق نووي لا يسمح لإيران فيه بتخصيب اليورانيوم.

ووفق ما ذكر الموقع، فقد أفاد مسؤولون مطلعون على هذه القضية، بأن موسكو شجعت الإيرانيين على الموافقة على "صفر تخصيب".

وأضافت المصادر أن الروس أطلعوا الحكومة الإسرائيلية على موقف بوتين من تخصيب اليورانيوم الإيراني، فيما صرح مسؤول إسرائيلي كبير: "نعلم أن هذا ما قاله بوتين للإيرانيين".
وأعرب بوتين أيضا عن هذا الموقف في مكالمات الأسبوع الماضي مع ترامب والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وأشارت المصادر إلى أن بوتين ومسؤولين روس آخرين نقلوا دعمهم لاتفاق "صفر تخصيب" إلى الإيرانيين عدة مرات خلال الأسابيع القليلة الماضية.
من جانبه، قال مسؤول أوروبي مطلع مباشرة على القضية: "سيدعم بوتين وقف التخصيب تماما. وشجع الإيرانيين على العمل لتحقيق ذلك لجعل المفاوضات مع الأميركيين أكثر ملاءمة. لكن الإيرانيين قالوا إنهم لن يفكروا في ذلك".

لكن وكالة "تسنيم" الإيرانية نقلت عن مصدر مطلع قوله إن "بوتين لم يوجّه رسالة لإيران بشأن وقف التخصيب".

وتصر إيران منذ فترة طويلة على ضرورة احتفاظها بالقدرة على التخصيب بموجب أي اتفاق.

وبحسب مصادر، فقد قالت روسيا إنها ستزود إيران بعد ذلك باليورانيوم المخصب بنسبة 3.67 بالمئة لاستخدامه في الطاقة النووية، إضافة إلى كميات صغيرة من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمئة لاستخدامه في مفاعل طهران للأبحاث وإنتاج النظائر المشعة.