نفاد صواريخ باتريوت.. أزمة دفاعية تطرق أبواب البنتاجون

تُعد منظومة صواريخ "باتريوت" واحدة من أبرز أنظمة الدفاع الجوي في العالم، وقد أصبحت رمزًا للتفوق العسكري الأمريكي في مواجهة التهديدات الجوية الحديثة.
أبرز أنظمة الدفاع الجوي في العالم
صُممت هذه المنظومة لاعتراض وتدمير الصواريخ الباليستية والطائرات والصواريخ الجوالة، وتمثل خط الدفاع الأول عن الأجواء في كثير من الدول الحليفة للولايات المتحدة.
ومع تطورها عبر العقود، باتت "باتريوت" عنصرًا محوريًا في الاستراتيجيات الدفاعية، لا سيما في مناطق التوتر والصراعات المتصاعدة، مثل الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية، حيث تتزايد الحاجة إلى حماية البنى التحتية والمدنيين من الهجمات المفاجئة.
انخفاض مخزونات صواريخ باتريوت دفع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تعليق تسليماتها إلى أوكرانيا، وهو تغيرات كبيرة.

تقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية كشفت فيه أن الولايات المتحدة لا تملك سوى 25% من صواريخ باتريوت الضرورية لأي خطط عسكرية.
الصحيفة أشارت إلى أن الحرب في الشرق الأوسط ودعم واشنطن المتدفق لإسرائيل أدى إلى إفراغ المستودعات من هذا النوع من الصواريخ.
ووفقًا لتقرير الجارديان، فإن مستوى الانخفاض أثار قلق مسؤولي البنتاغون من أن نقص مخزون باتريوت قد يعرض أي عمليات عسكرية أمريكية محتملة للخطر.
التقرير، الذي استند إلى بيانات من مصادر بوزارة الدفاع الأمريكية، يأتي بعد يوم من وعود ترامب إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمنحه ذخائر عسكرية.

ووفقًا لزيلينسكي، فإن أنظمة الدفاع الجوي من طراز باتريوت تمثل أهمية قصوى لحماية سماء أوكرانيا من الضربات الروسية المباغتة.
الأمر لا يتعلق بنظام باتريوت فحسب، فقد كشفت هيئة الأركان المشتركة ووكالة التعاون الأمني الدفاعي التابعة للبنتاغون أن مخزونات عدد من الذخائر الحرجة باتت أقل، منذ أن بدأت إدارة الرئيس السابق جو بايدن في إرسال المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا.
وما زاد من الأزمة هو حالة الإغداق الأمريكية العسكرية المستمرة لإسرائيل، التي تواصل حربها على غزة لما يقرب من عامين.

وقبل عدة أشهر، حذر قائد القوات الأمريكية في المحيطين الهندي والهادئ، جون أكويلينو، من أن أوكرانيا وإسرائيل تلتهمان مخزون الأسلحة الأمريكية، مما قد يؤثر على دفاعاتها الخاصة.
في ظل هذا التراجع الحاد في مخزونات الأسلحة الاستراتيجية، تجد واشنطن نفسها أمام معادلة صعبة بين تلبية التزاماتها تجاه حلفائها، والحفاظ على جاهزيتها الدفاعية.
صواريخ باتريوت (Patriot) هي منظومة دفاع جوي أمريكية متقدمة، تُستخدم لاعتراض وتدمير الصواريخ الباليستية والطائرات والصواريخ الجوالة (كروز) أثناء تحليقها، واسم "باتريوت" هو اختصار لـ:
Phased Array Tracking Radar to Intercept on Target
أي "رادار تتبع مصفوف مرحلي لاعتراض الهدف".
مكوّنات المنظومة:
قاذفات صواريخ: تُحمّل على شاحنات متحركة، وكل قاذفة تحمل حتى 4 صواريخ.
رادار متطور: يكتشف ويُتابع الأهداف في مدى يتجاوز 100 كيلومتر.
مركز قيادة وتحكم: يتولى تحديد الأهداف وتوجيه الصواريخ بدقة.
صواريخ اعتراضية: منها طرازات مختلفة مثل PAC-2 وPAC-3 (الأحدث).
قدرات باتريوت:
المدى: حتى 160 كم (حسب الطراز).
الارتفاع: قادر على اعتراض أهداف على ارتفاعات شاهقة.
الدقة: تعتمد PAC-3 على نظام "hit-to-kill" (ضرب الهدف مباشرة).
الاستخدامات: دفاع عن قواعد عسكرية، عواصم، مطارات، ومرافق استراتيجية.
الدول المستخدمة:
إلى جانب الولايات المتحدة، تستخدمه دول مثل:
ألمانيا، اليابان، السعودية، الإمارات، إسرائيل، كوريا الجنوبية، بولندا، السويد وغيرها.
الاستخدام العملي:
استخدمته السعودية لصد صواريخ الحوثيين.
نشرت أمريكا البطاريات لحماية قواعدها في الشرق الأوسط.
طلبت أوكرانيا منظومة باتريوت لاعتراض صواريخ روسية خلال الحرب الجارية.