مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

"مناطق انتقال إنسانية" في غزة.. خطة إسرائيلية تثير مخاوف من التهجير القسري

نشر
الأمصار

في خطوة أثارت جدلاً واسعًا ومخاوف من مخطط تهجير جماعي، كشفت تقارير إعلامية عن طرح خطة جديدة تحت اسم "مناطق انتقال إنسانية" في قطاع غزة، بدعم أمريكي وإسرائيلي، تستهدف إقامة مخيمات كبيرة لاستيعاب مئات الآلاف من الفلسطينيين في مناطق داخل القطاع وربما خارجه.

تفاصيل الخطة

الخطة المثيرة للجدل التي اطّلعت عليها وكالة "رويترز"، أعدّتها مؤسسة تُدعى "غزة الإنسانية"، وهي منظمة مدعومة من الولايات المتحدة. 

وبحسب المصادر، جرى عرض الخطة على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتصل تكلفتها التقديرية إلى نحو ملياري دولار.

ووفقًا للتفاصيل المسرّبة، تهدف الخطة إلى إقامة مخيمات "واسعة النطاق وطوعية"، لتوفير مأوى مؤقت للفلسطينيين، بعيدًا عن سيطرة حركة حماس، مع وصف المخيمات كمناطق لإعادة التأهيل والاندماج، وتسهيل إعادة التوطين خارج القطاع، في حال رغب السكان في ذلك.

الموقف الإسرائيلي

وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أكد أن وزارة الدفاع ستنشئ منطقة إنسانية جديدة في رفح جنوب غزة، ستستقبل ما لا يقل عن 600 ألف فلسطيني، وستكون خالية تمامًا من عناصر حماس.

وأوضح أن هذه المنطقة ستكون محاطة بقيود صارمة على الدخول والخروج، وسيُعتبر الفلسطينيون داخلها "مدنيين آمنين"، مع تزويدهم باحتياجاتهم الأساسية من غذاء ومأوى، في محاولة لعزل حماس سياسيًا واجتماعيًا.

ورغم التسريبات، نفت "مؤسسة غزة الإنسانية" تقديم أي مقترح من هذا النوع، ووصفت الوثائق المسرّبة بأنها "ليست صادرة عنها"، وأكدت أن نشاطها يقتصر على توزيع الغذاء فقط داخل غزة

كما أضافت الشركة المتعاقدة معها (SRS) أنها لم تشارك في أي خطط لإنشاء مناطق انتقال إنسانية، ووصفت ما تم تداوله بأنه "تشويه غير دقيق" لطبيعة عملها.

مخاوف من التهجير القسري

تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في فبراير الماضي بشأن تحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" بعد تهجير سكانها، أثارت موجة غضب عارمة بين الفلسطينيين ومنظمات حقوق الإنسان، والتي عبّرت عن خشيتها من أن تكون هذه الخطط تمهيدًا لتهجير قسري، تحت غطاء "العمل الإنساني".

وأكد إسماعيل الثوابتة، مدير مكتب الإعلام الحكومي في غزة، أن المؤسسة المذكورة "أداة استخباراتية تعمل لصالح إسرائيل" تحت مظلة إنسانية زائفة، بحسب تعبيره، ورفض أي وجود لها في القطاع.

وحتى اللحظة، لم يصدر أي تعليق رسمي من البيت الأبيض أو وزارة الخارجية الأمريكية بشأن الخطة، لكن مسؤولًا في الإدارة أكد لرويترز أنه "لا يوجد شيء من هذا القبيل قيد الدراسة حاليًا"، وأنه لم يتم تخصيص أي تمويل لتنفيذ هذه المناطق.

ومن جهتها، حذّرت الأمم المتحدة من خطورة هذه الخطط، ووصفت العمليات المرتبطة بمؤسسة غزة الإنسانية بأنها "غير آمنة بطبيعتها"، وتمثل انتهاكًا لمبادئ الحياد الإنساني. 

كما أشار مكتب حقوق الإنسان الأممي إلى وقوع أكثر من 600 حالة قتل في محيط نقاط إغاثة تتبع للمؤسسة أو قريبة من قوافل مساعدات إنسانية أخرى.

الوثائق المسربة أشارت إلى أنه سيتم إنشاء ثمانية مخيمات، كل منها يستوعب مئات الآلاف من السكان، وتحتوي على بنية تحتية متكاملة تشمل مدارس، حمامات، خدمات نظافة ومراكز طبية. وأشارت إحدى الصور إلى أن المخيم الأول سيكون جاهزًا خلال 90 يومًا من بدء التنفيذ.

الخبير الإنساني جيريمي كونينديك وصف الخطة بأنها "خطرة وغير واقعية"، وقال إن الحديث عن "نزوح طوعي" في ظل القصف المستمر وغياب المساعدات الأساسية هو أمر لا أساس له من الصحة، مشيرًا إلى أنها محاولة لشرعنة تهجير قسري تحت غطاء إنساني.

فيما تلوح في الأفق "مؤشرات إيجابية" حول موافقة حماس على اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بدأت تتكشف المزيد من التفاصيل عن اتفاق غزة، الذي يتضمن وقفا لإطلاق النار لمدة 60 يوما.

قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن ضغوطا داخلية وأخرى إقليمية تدفع تل أبيب وحماس نحو اتفاق قد يعيد ترتيب المشهد في غزة والشرق الأوسط.

وأشارت إلى أنه رغم اختلاف الدوافع، يجد الطرفان نفسيهما أمام لحظة سياسية فارقة، تفرض عليهما التعامل مع المبادرات التي تقودها الولايات المتحدة وقطر ومصر.

يتضمن الاتفاق المرتقب هدنة مؤقتة لمدة 60 يومًا، تُفرَج خلالها حماس عن عشرة من الرهائن الإسرائيليين الأحياء، مقابل إطلاق سراح عدد أكبر من الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، مع فتح الباب أمام تدفق أوسع للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الذي يعاني من تفاقم حدة المجاعة.

وتفاصيل المقترح الأميركي كالتالي:

- الإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين أحياء و18 جثة لأسرى إسرائيليين، وحماس هي من ستحدد هوية المفرج عنهم.

- سيتم إطلاق الأسرى الإسرائيليين الأموات على 3 دفعات منفصلة خلال فترة الـ 60 يوما.

على أن تجري عمليات تبادل الأسرى من دون احتفالات أو استعراضات.

وسيكون جدول تبادل الأسرى والجثامين كالتالي وفق ما نقلته هيئة البث الإسرائيلية:

اليوم الأول: الإفراج عن 8 رهائن أحياء.
اليوم السابع: تسليم 5 جثامين.
اليوم الـ30: تسليم 5 جثامين إضافية.
اليوم الـ50: الإفراج عن رهينتين إضافيتين أحياء.
اليوم الـ60 (الأخير): تسليم 8 جثامين.

1000 أسير فلسطيني

بالمقابل، سيتم الإفراج عما لا يقل عن ألف أسير فلسطيني، بينهم أكثر من 100 محكومين بالمؤبد.

وينص الاقتراح على دخول عشرات آلاف الشاحنات المحمّلة بالمساعدات إلى القطاع خلال فترة وقف إطلاق النار.

كما أن إسرائيل لن تتنازل في الوقت الراهن عن استمرار تشغيل مراكز توزيع المساعدات في جنوب القطاع.

انسحاب الجيش الإسرائيلي

ووفقا للمقترح، وبعد الإفراج عن 8 أسرى، سينسحب الجيش الإسرائيلي من مناطق في شمال غزة، حسب خرائط يتم التوافق عليها، كما ستتم عملية انسحاب إسرائيلية من مناطق في الجنوب في اليوم السابع، حسب خرائط متفق عليها.

وسيوقف الجيش الإسرائيلي كافة عملياته العسكرية في قطاع غزة فور بدء تنفيذ الاتفاق.

كما سيتم تعليق الطلعات الجوية لمدة 10 ساعات يوميًا، أو 12 ساعة في الأيام التي يتم فيها تبادل أسرى.

والمفاوضات حول إنهاء الحرب يمكن أن تستمر بعد انتهاء فترة وقف إطلاق النار (60 يومًا)، طالما تتم بحسن نية. والولايات المتحدة ستكون ضامنة لتنفيذ هذا البند.

في حين أنه لا يوجد التزام إسرائيلي بإنهاء الحرب، وفق القناة الإسرائيلية.

4 نقاط

ومع بدء سريان الاتفاق، ستبدأ مفاوضات حول وقف دائم لإطلاق النار، تتناول 4 نقاط رئيسية:

1- تبادل ما تبقى من الأسرى.
2 - الترتيبات الأمنية الطويلة الأمد في غزة.
3 - ترتيبات "اليوم التالي" في القطاع.
4 - إعلان وقف دائم لإطلاق النار.

وفي اليوم العاشر، ستقدم حماس كل المعلومات والأدلة حول الأسرى المتبقين وإذا كانوا أحياء أو قتلوا، مع تقارير طبية.

في المقابل، ستقدم إسرائيل معلومات كاملة عن الأسرى الفلسطينيين الذين اعتقلوا من غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وسيقدم الوسطاء (الولايات المتحدة ومصر وقطر) ضمانات بأن مفاوضات جادة ستجري خلال فترة الهدنة.

نقاط الخلاف

أما نقاط الخلاف التي ما زالت قائمة فهي وفق ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية:

مطالبة حركة حماس بالتزام واضح بإنهاء الحرب، حيث من المقرر أن تأتي بصيغة متفق عليها يعلن عنها المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، وأيضا إعلان رسمي من الرئيس الأميركي عن الاتفاق.

معارضة إسرائيل إطلاق سراح بعض الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

ومطالبة حماس بوجوب انسحاب إسرائيل إلى مواقع ما قبل انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الأول في 18 مارس.

إضافة ترتيبات إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة حيث تصر إسرائيل على بقاء مؤسسة غزة الإنسانية، فيما تطالب حماس بأن يتم توزيع المساعدات من خلال مؤسسات الأمم المتحدة.

رد إيجابي

وقدمت حركة حماس "رداً إيجابياً" للوسطاء على اقتراح وقف إطلاق النار في قطاع غزة يستمر 60 يوماً، حسبما ذكر موقع "واي نت" الإسرائيلي، اليوم الجمعة.

كما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس أن إسرائيل وافقت على الصفقة، وتنتظر رد حماس، بحسب القناة 11 الإسرائيلية.