مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

ترامب يهدد دول "بريكس" برسوم جمركية إضافية ويصعّد الحرب التجارية عالمياً

نشر
الأمصار

في تصعيد جديد للحرب التجارية التي يخوضها مع خصومه حول العالم، هاجم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجموعة "بريكس" التي تضم 11 دولة، أبرزها البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، متوعداً بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10% على الدول التي تنتهج سياسات تتماشى مع توجهات المجموعة التي وصفها بـ"المعادية لأمريكا".

نهاية المراقبة وقوة الدولار .. ترامب يهدد دول البريكس

وقال ترامب، عبر منشور على منصته الخاصة "تروث سوشيال" أمس الأحد، إن "أي دولة تصطف مع سياسات مجموعة بريكس المعادية لأمريكا سيتم فرض رسوم جمركية إضافية عليها بنسبة 10%... ولن تكون هناك استثناءات لهذه السياسة".

وأضاف أنه سيبدأ اعتباراً من الاثنين في إرسال أول دفعة من الرسائل الرسمية إلى عدة دول حول العالم، لحثها إما على التوصل إلى اتفاقيات تجارية عادلة مع الولايات المتحدة، أو مواجهة رسوم جمركية باهظة على صادراتها. ووفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، فإن هذه الخطوة تمثل بداية مرحلة جديدة في استراتيجية ترامب التجارية القائمة على "الضغط الجمركي" بدل المفاوضات الجماعية.

منها مصر والإمارات وروسيا.. ترامب يهدد بفرض رسوم جمركية جديدة على دول " البريكس" - CNN Arabic

مجموعة بريكس ترد: سياسة عدوانية تضر بالتجارة العالمية

في المقابل، لم تمر تهديدات ترامب مرور الكرام، إذ جاء رد مجموعة بريكس حاداً خلال قمتهم المنعقدة في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية. 

وقد أعرب  القادة المجتمعون في بيان مشترك عن "قلقهم الشديد إزاء تزايد الإجراءات الجمركية وغير الجمركية المشوهة للتجارة"، مؤكدين أن هذه السياسات "غير قانونية وتعسفية"، وتهدد بمزيد من الاضطراب في التجارة العالمية وتعطيل سلاسل الإمداد، وزيادة حالة عدم اليقين في الاقتصاد الدولي.

وجاء في البيان أيضاً: "إن مثل هذه الإجراءات تنسف الثقة بين الدول، وتعيق سلاسة حركة التجارة، وتؤثر سلباً على النمو الاقتصادي العالمي، خصوصاً في الدول النامية التي تعتمد بشكل أساسي على الانفتاح التجاري".

ترامب يطالب دول البريكس بعدم تغيير العملة الرسمية - الوطن

خلفيات التصعيد: عقيدة "أمريكا أولاً" تعود بقوة

ويُعد هذا الهجوم امتداداً لعقيدة "أمريكا أولاً" التي روّج لها ترامب خلال ولايته السابقة، والتي ترتكز على فرض قيود تجارية شديدة على الدول التي يرى أنها تستفيد أكثر من علاقاتها الاقتصادية مع الولايات المتحدة. 

وكان ترامب قد أحدث صدمة في أبريل الماضي حين أعلن عن زيادة الرسوم الجمركية على معظم شركاء بلاده التجاريين، لتتراوح بين 10% و50% حسب حجم العجز التجاري مع كل دولة.

لكن ترامب عاد لاحقاً وعلّق تطبيق تلك الإجراءات حتى 9 يوليو، مفسحاً المجال أمام تفاوض فردي مع كل دولة على حدة، وهو ما وصفه مراقبون بأنه "تكتيك ضغط لإجبار الدول على القبول بالشروط الأمريكية".

مجموعة دول قمة "بريكس" تدعو لوقف فوري لإطلاق النار في غزة - إيجي إن

وزير الخزانة يؤكد: تطبيق الرسوم يبدأ في أغسطس

وزير الخزانة الأمريكي سكوت بينسنت أكد أمس الأحد أن الرسوم الجمركية الجديدة ستُطبق رسمياً اعتباراً من الأول من أغسطس المقبل، في حال لم تنجح الدول المستهدفة – من تايوان إلى الاتحاد الأوروبي – في التوصل إلى اتفاقات مرضية مع واشنطن.

ورغم لهجة التهديد، إلا أن مراقبين اقتصاديين أشاروا إلى أن تطبيق الرسوم قد يواجه عقبات قانونية داخل الولايات المتحدة، فضلاً عن إمكانية أن تلجأ الدول المتضررة إلى منظمة التجارة العالمية للطعن في شرعية هذه الإجراءات.

بريكس... تكتل يتحدى الهيمنة الغربية

وتشكل مجموعة "بريكس" ثقلاً اقتصادياً متنامياً على الساحة العالمية، إذ تضم دولاً ناشئة تمثل نحو نصف سكان العالم و40% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. 

وتسعى هذه الدول إلى إعادة صياغة النظام الاقتصادي الدولي بما يقلل من هيمنة الغرب والمؤسسات التي تهيمن عليها الولايات المتحدة مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.

ومن الملاحظ أن القادة في مجموعة بريكس يتجنبون غالباً توجيه انتقادات مباشرة للرئيس الأمريكي، إدراكاً منهم لحساسية العلاقة مع واشنطن، لكن التصريحات الأخيرة تكشف عن تحول تدريجي في موقفهم، في ظل التوجه الأمريكي لفرض إجراءات عقابية بشكل منفرد ومتصاعد.

بريكس" تسعى لملء الفراغ الذي خلفته أمريكا في عهد ترامب - جريدة البورصة

هل يقود ترامب العالم نحو حرب تجارية شاملة؟

يبدو أن ترامب يستعد لتوسيع معركته الاقتصادية، ليس فقط ضد الصين أو الاتحاد الأوروبي، بل ضد كل دولة قد تجرؤ على الوقوف إلى جانب تكتلات لا تتوافق مع الرؤية الأمريكية. 

ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية في 2024، يرى كثيرون أن هذه التصعيدات جزء من حملته الانتخابية لإبراز صورته كـ"مدافع شرس عن المصالح الأمريكية".

قمة "البريكس" تدين العمليات الإسرائيلية في غزة وإيران | سكاي نيوز عربية

ومع ذلك، تبقى التساؤلات مفتوحة حول قدرة الاقتصاد الأمريكي نفسه على تحمّل تداعيات مثل هذه السياسات التصعيدية، في ظل تزايد القلق في الأسواق العالمية، واحتمال نشوب ردود فعل انتقامية من قِبل دول كبرى في مجموعة بريكس.