مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

مندوب الجزائر لدى الجامعة العربية: مأساة غزة اختبار قاس لضمير العالم

نشر
الأمصار

قال محمد سفيان براح، سفير الجزائر لدى مصر، ومندوبها الدائم لدى الجامعة الدول العربية، إن المأساة التي تعصف اليوم بغزة ليست مجرد كارثة إنسانية، بل اختبار قاس لضمير العالم ولمصداقية منظومة القانون الدولي وحقوق الإنسان.

وأوضح براح في بيان بمناسبة الذكرى الـ63 لعيد استقلال الجزائر أن احتفاء الجزائر هذا العام بعيد استقلالها يأتي على وقع جراحٍ عربية يعجز أي ضمير حي عن غض الطرف عنها، وفي مقدمتها ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان همجي متواصل بلغ حدّ الإبادة الجماعية، في انتهاك صارخ لكل الأعراف والمواثيق الدولية.

وأكد السفير الجزائري أن المأساة التي تعصف اليوم بغزة ليست مجرد كارثة إنسانية، بل اختبار قاس لضمير العالم ولمصداقية منظومة القانون الدولي وحقوق الإنسان؛ فقد علمنا التاريخ أن الوضع في فلسطين ليس مسألةَ حدود أو تفاوض فحسب، بل امتحان أخلاقي لحضارتنا وإنسانيتنا جمعاء.

ونوه براح مجددا بالدور المحوري الذي تضطلع به مصر، من خلال جهدها الدبلوماسي والإنساني المتواصل، في الدفاع عن الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني، ورفضها القاطع لمحاولات قوات الاحتلال فرضَ وقائع تستبيح الحق والتاريخ معًا، بغيةَ تصفية القضية الفلسطينية عبر التجويع والترهيب والتهجير.

واعتبر أن هذا التفاني وروحُ المسئولية اللذان تنهض بهما مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي هما نفسهما ما يُحرّك الدبلوماسيةَ الجزائرية، بتوجيهات الرئيسِ عبد المجيد تبون، في مختلف المحافل الإقليمية والدولية، ولا سيما في مجلس الأمن، حيث تواصل الجزائر الدفاعَ بشجاعةٍ ووضوحٍ عن القضايا العادلة، وفي مقدمتها حقُّ الشعوب في تقرير مصيرها.

وأكد براح أن هذا التلاقي في المواقف والرؤى بين البلدين الشقيقين يُعد تأكيدا على أن تنسيق الجهود بين الجزائر ومصر ليس خيارا سياسيا فحسب، بل ضرورةٌ أخلاقية واستراتيجية، خاصةً في ظل المحاولات المتكررة لقوى دوليةٍ وإقليميةٍ لفرض معادلات تُكرّس واقعًا من العنف وتُغذي دوائرَ عدم الاستقرار في المنطقة.

وقال السفير الجزائري إنه بفضل هذا الوعي المبكر وقراءتهما السليمة للتحوّلات المتسارعة في محيطنا العربي، أدركت الجزائر ومصر خطورةَ المخططات التي تستهدف تفكيكَ المنطقة العربية وإعادةَ رسمها على أسسٍ واهيةٍ ووظيفية.

وشدد على أن زرع الفتن، وضرب الوحدة الوطنية، وتأجيج النزاعات العرقية والطائفية، ومحاولة النيل من الرموز الجامعة، ليست إلا وجوها متجددة لاستراتيجيات قديمة ترمي إلى إضعاف الدول العربية ومنعها من التحول إلى كتلة تنموية متماسكة قادرة على حماية مصالحها وصياغة مستقبلها.