مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

"بصمت غاضب".. إيران تودع علماؤها في مشاهد مهيبة

نشر
الأمصار

في قلب الصراع الإقليمي المحتدم بين إيران وإسرائيل، برز شكل جديد من المواجهة غير التقليدية، عنوانه الاغتيالات الدقيقة والحرب السيبرانية والتخريب السري.

إيرانيون يشاركون في مدينة مشهد في تشييع جثامين 15 شخصاً قتلوا في الغارات الإسرائيلية خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً بين إسرائيل وإيران (أ.ف.ب)

 وبينما تجنبت الدولتان حربًا مفتوحة، تخوض أجهزتهما الأمنية مواجهة شرسة في الخفاء، أحد أبرز أوجه هذه المواجهة كان استهداف إسرائيل لعدد من أبرز القادة والعلماء الإيرانيين، وعلى رأسهم الشخصيات المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني أو بالحرس الثوري.

بدأت إسرائيل الحرب بهجوم مباغت فجر 13 يونيو (حزيران) استهدف مواقع عسكرية ونووية في إيران، وتخللته عمليات اغتيال باستهدافات لشقق في مبانٍ سكنية.

وأسفرت الضربات الأولى عن مقتل قادة عسكريين أبرزهم رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة محمد باقري، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، وأمير علي حاجي زاده، قائد القوة الجوفضائية في الحرس المسؤولة عن المسيّرات والقدرات الصاروخية.

وقتلت مع باقري زوجته وابنته فرشته الصحافية في وسيلة إعلام إيرانية.

 مراسم تشييع رسمية لستين من القادة العسكريين والعلماء النوويين 

انطلقت صباح اليوم السبت في إيران مراسم تشييع رسمية لستين من القادة العسكريين والعلماء النوويين الذين قتلوا في ضربات إسرائيلية خلال حرب الاثني عشر يوماً بين البلدين، في اليوم الرابع لوقف هش لإطلاق النار، بينما يهدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بمهاجمة البلاد مجدداً.

ومع انطلاق التشييع في الساعة الثامنة ، أعلن التلفزيون الرسمي: «بدأت رسمياً مراسم تكريم الشهداء»، عارضاً مشاهد لحشود تجمعت في وسط طهران.

ونقل التلفزيون مواكب جنازة «شهداء الحرب التي فرضها الكيان الصهيوني»، وظهرت في المشاهد نعوش ملفوفة بالعلم الإيراني، وعليها صور القادة القتلى باللباس العسكري.

وانطلق الموكب من ساحة انقلاب (الثورة بالفارسية) وسط طهران متوجهاً إلى ساحة آزادي (الحرية) التي تبعد 11 كلم، ويتوسطها برج ضخم يعد من أبرز معالم العاصمة.

أعداد من الناس يشاركون في تشييع قادة إيرانيين قتلوا بالهجمات الإسرائيلية الأخيرة على بلادهم (رويترز)

ويشارك الرئيس مسعود بزشكيان في المراسم بحسب التلفزيون، وأظهرت لقطات مشاركة علي شمخاني، مستشار المرشد الإيراني في مراسم التشييع، وكان شمخاني قد أصيب جراء ضربة إسرائيلية، بحسب وسائل إعلام إيرانية.

صورة متداولة لعلي شمخاني مستشار المرشد الإيراني خلال مراسم التشييع (إكس)
مستشار المرشد الإيراني" شمخاني"

وتضم قائمة التشييع السبت ما لا يقل عن 30 من الضباط الكبار. ومن بين العلماء النوويين، سيتم تشييع محمد مهندي طهرانجي وزوجته.

وبين القتلى الستين الذين ستقام مراسم تشييعهم السبت، أربع نساء، وأربعة أطفال.

وعادة ما يؤمّ المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي صلاة الجنازة على الشخصيات الكبيرة في إيران. لكن السلطات لم تعلن بعد ما إذا كان سيقوم بذلك في مراسم السبت.

 

أهداف إسرائيل من الاغتيالات

ترى إسرائيل أن استهداف العلماء والمخططين العسكريين الإيرانيين هو وسيلة فعالة لعرقلة تقدم إيران النووي وتقويض نفوذها الإقليمي دون الدخول في حرب مباشرة. 

وقد أثبتت هذه العمليات فعاليتها، إذ تسبب اغتيال فخري زاده مثلاً في تأخير كبير للأنشطة النووية بحسب تقارير غربية.

ردود الفعل الإيرانية

ردّت طهران على هذه الاغتيالات بمجموعة من التصريحات الغاضبة والوعود بالانتقام، لكنها واجهت صعوبة في منع تكرار الاختراقات الأمنية، وقد أعلنت إيران مرارًا عن اعتقال "جواسيس يعملون لصالح الموساد"، كما عززت الإجراءات الأمنية حول منشآتها الحساسة وشخصياتها البارزة.

في ظل استمرار المواجهة غير المعلنة بين إيران وإسرائيل، يبقى استهداف العقول والقيادات أحد أخطر وجوه هذا الصراع، فالحرب لم تعد تُخاض فقط في ميادين القتال، بل في المختبرات والمكاتب والمؤتمرات العلمية، حيث أصبحت الكلمة العليا للمخابرات وأجهزة الدولة .

ويسري منذ الثلاثاء وقف لإطلاق النار أعلنه ترمب، بعد 12 يوماً من بدء إسرائيل حملة جوية استهدفت على وجه الخصوص مواقع عسكرية ومنشآت نووية في إيران. وليل 21 إلى 22 يونيو، شنّت الولايات المتحدة كذلك ضربات على ثلاثة مواقع نووية رئيسة.

وفي هذا الصدد، توعد ترمب الجمعة بأن تعاود الولايات المتحدة توجيه ضربات إلى إيران في حال قامت الأخيرة بتخصيب اليورانيوم للاستخدام العسكري، متهماً خامنئي بالجحود.

وقال على منصة «تروث سوشيال» التابعة له: «كنت أعرف بالضبط أين كان يختبئ، ولم أسمح لإسرائيل، أو القوات المسلحة الأميركية التي تعد الأعظم والأقوى في العالم، بإنهاء حياته».

وأشار الرئيس الأميركي إلى أنه كان يعمل في الأيام الأخيرة على إمكان رفع عقوبات مفروضة على إيران، مضيفاً: «بدلاً من ذلك تلقيت بياناً مليئاً بالغضب والكراهية والاشمئزاز، وتوقفت على الفور عن العمل على تخفيف العقوبات».

وكان التلفزيون الإيراني بث الخميس كلمة لخامنئي أشاد فيها بـ«انتصار» الشعب الإيراني على «الكيان الصهيوني الزائف»، وقلل من شأن الضربات الأميركية على منشآت نووية رئيسة.