واشنطن: «الشرق الأوسط يدخل مرحلة جديدة بعد ضرب المنشآت النووية الإيرانية»

صرّحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، «كارولين ليفيت»، أن منطقة الشرق الأوسط باتت أقرب إلى مرحلة جديدة من «السلام والاستقرار»، وذلك في أعقاب الضربات الجوية الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية.
وقالت ليفيت في مؤتمر صحفي: «الشرق الأوسط يتجه الآن بعيدًا عن الفوضى وإراقة الدماء ويتحرك نحو بداية حقبة جديدة من السلام والاستقرار».
ووفقًا لها فقد نجح الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، في التوصل إلى هدنة بين «إيران وإسرائيل»، وزعمت أنه «أنهى التهديد المباشر»، وبعد الضربات الأمريكية «أصبح العالم أكثر أمانًا».
هذا وأعلن الرئيس الأمريكي في أواخر مايو الماضي أن الجيش الأمريكي لن ينشر الديمقراطية في الخارج تحت تهديد السلاح. ولكنه لم يأتِ على ذكر «السلام والاستقرار».
تصعيد مُتبادل بين إسرائيل وإيران
وشنت إسرائيل عملية ضد إيران في (13) يونيو، مُتهمة إياها بتنفيذ برنامج نووي عسكري سري. واستهدفت الغارات الجوية منشآت نووية، وجنرالات، وعلماء فيزياء نووية بارزين، وقواعد جوية. ورفضت إيران هذه الاتهامات، وردت بهجماتها الخاصة.
وتبادل الطرفان الضربات على مدى (12) يومًا، وانضمت الولايات المتحدة إلى إسرائيل، حيث شنّت هجومًا لمرة واحدة على المنشآت النووية الإيرانية ليلة (22) يونيو. بعد ذلك، في مساء (23) يونيو، شنت طهران ضربات صاروخية على قاعدة «العديد» الأمريكية في قطر، مُؤكدة أن الجانب الإيراني لا ينوي التصعيد أكثر.
«عراقجي» يكشف مصدر طلب وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل
من ناحية أخرى، أزاح وزير الخارجية الإيراني، «عباس عراقجي»، الستار عن تفاصيل حساسة تتعلق بوقف إطلاق النار بين «طهران وتل أبيب»، كاشفًا للمرة الأولى عن الجهة التي طلبت التهدئة.
وفي هذا الصدد، أكد عباس عراقجي، أن «طهران لم تطلب وقف إطلاق النار بل الكيان الصهيوني هو من طلب ذلك»، حسبما أفادت وسائل إعلام إيرانية، اليوم الجمعة.
وقال عراقجي: «يُصدر الرئيس الأمريكي أحيانًا تصريحات مُتناقضة ساعة بعد ساعة. قد يبدو هذا غريبًا بعض الشيء، لكنه واقع، وقد نشهد منه عدة تغريدات أو مقابلات مُتناقضة في يوم واحد».
تصريحات جديدة من وزير الخارجية الإيراني
وأضاف: «في تلك اللحظة، عندما طرح الطرف الآخر رواية مُفادها أن الوساطة أو المفاوضات جرت وأن إيران هي الجهة الطالبة، حاولت على الفور تحييد هذه الرواية وتوضيح الحقيقة بتغريدة نشرتها في الساعة الرابعة صباحًا، لم نطلب وقف إطلاق النار بل الكيان الصهيوني هو من طلب ذلك».
وأوضح وزير الخارجية الإيراني، قائلًا: «أخبرت طرفًا أوروبيًا أن يُوضح للكيان الصهيوني أن أي خرق لوقف إطلاق النار سيُواجه برد فوري منا».
وتابع عراقجي: «لقد مررنا بتجربة بالغة الأهمية. قاومنا لسنوات الحرمان من حقوقنا، وفرض علينا في المرحلتين الأولى والثانية جميع أنواع الضغوط والعقوبات، واستخدموا كل أنواع التهديدات والحيل، وحاولوا استدراجنا إلى هذه المفاوضات، وعندما رأوا أنها لم تجد نفعا، لجأوا إلى الحرب. لقد استخدموا كل الوسائل لحرمان الشعب الإيراني من حقوقه».
عراقجي يفصل بين المفاوضات والمصالح الداخلية
كما أكد عباس عراقجي، أن «القرارات في نهاية المطاف ستتخذ بُناءً على مصالح الشعب الإيراني، ولا ينبغي أخذ بعض التكهنات بشأن استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة على محمل الجد»، مُوضحًا أن «هناك مباحثات ومداولات داخلية بشأن مصالح الشعب الإيراني وهي مسألة منفصلة عن التفاوض».
وشنت إسرائيل في (13) يونيو هجومًا ضد إيران دامٍ (12) يوما لضرب برنامجها النووي، فيما ردت طهران بضربات بالصواريخ والمُسيّرات ضد عشرات الأهداف في إسرائيل.
ودخلت الولايات المتحدة على خط المواجهة بقصف ثلاثة مواقع نووية إيرانية، فيما استهدفت طهران قاعدة «العديد» الأمريكية في قطر ردًا على الهجوم الأمريكي قبل أن يُعلن الرئيس «دونالد ترامب»، عن وقف لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل يوم (24 يونيو 2025).
اتفاق وقف إطلاق النار بين «إيران وإسرائيل» يدخل حيّز التنفيذ
وفي وقت سابق، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين «إيران وإسرائيل» حيّز التنفيذ رسميًا، بعد وساطات دولية مُكثفة هدفت إلى نزع فتيل التصعيد العسكري المُتبادل، وذلك رغم الغموض الذي دار حول الإعلان عن هذا الاتفاق وتضارب بعض المعلومات عن حقيقته.