بعد 12 يوم من الحرب بين إيران وإسرائيل.. ما هي المعركة القصيرة؟

بعد 12 يوماً من المواجهات غير المسبوقة بين إسرائيل وإيران - وبضربات صاروخية أمريكية ضد إيران- فمن انتصر في هذه المعركة القصيرة باهظة التكلفة؟

وبعد أن دخل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران حيز التنفيذ، الثلاثاء، وذلك بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الهدنة بدأت بين الطرفين عقب مطالبتهما معاً بوقف الحرب، وفق تعبيره.
خسائر 12 يوم
في إسرائيل
كلفت الحرب إسرائيل مئات الملايين من الدولارات يوميًا، إذ تعتبر كلفة الصواريخ الاعتراضية التي تتصدى للصواريخ والمسيرات الإيرانية كبيرة جداً، وتصل تكلفتها إلى 200 مليون دولار يوميًا، وفق تقديرات خبراء.

وخسرت إسرائيل نحو 30 قتيلا إلى جانب 592 مصاب، بحسب إعلام السلطات الإسرائيلية، في حين قدرت كلفة إصلاح المباني المتضررة في الكيان لاسيما تل أبيب وحيفا وبئر السبيع بحسب صحف غربية وإسرائيلية بنحو 1.3 مليار دولار.

فنظام "مقلاع داود" الذي يسقط الصواريخ قصيرة وطويلة المدى، كلف حوالي 700 ألف دولار في كل مرة تم تنشيطه.
ونظام أرو 3، وهو نظام آخر استخدم خلال المواجهات، لإسقاط الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، كلف حوالي 4 ملايين دولار لكل اعتراض واحد، حسب ما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أما النسخة الأقدم من أرو، المعروفة باسم أرو 2، فكلف حوالي 3 ملايين دولار لكل اعتراض.
في حين قدرت كلفة إصلاح المباني المتضررة في إسرائيل لاسيما تل أبيب وحيفا وبئر السبيع بأكثر من 400 مليون دولار، بينما سجل مقتل ما يقارب 30 إسرائيلياً خلال المواجهات.
في إيران
أما في إيران، فنظراً للأضرار المادية الأكبر التي لحقت بعدة مناطق، ومنها المواقع العسكرية والنووية، فلا شك أن التكلفة مرتفعة أيضا، وتصل إلى مليارات الدولارات.

علماً أن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية لاسيما في أصفهان ونطنز وفوردو، بعد قصفها من قبل الولايات المتحدة، السبت الماضي، لا يزال غير معروف على وجه الدقة حتى الآن.
لكن جهد سنوات طويلة لإنشاء هذه المواقع النووية كلف طهران المليارات، ولا شك أن إعادة بنائها "إذا حصل" سيكلفها باهظاً.
إلا أن التكلفة الأكبر على طهران أتت عبر خسارتها الصف الأول من قيادتها العسكرية والتي كانت العامل الأساس في القبضة الإيرانية على الشرق الأوسط"، على رأسهم رئيس الأركان محمد حسين باقري، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، فضلا عن قائد مقر "خاتم الأنبياء" علي شادماني بعد أيام قليلة على تعيينه، وغيرهم العشرات، حيث اغتالت إسرائيل أكثر من 17 عالماً.
ومن الخسائر البشرية في إيران أيضا، قتل نحو 650 شخصا وأصيب الآلاف، وخاصة أنه من بين القتلى كبار القادة العسكريين
وبعد الحرب، انطلقت في الداخل الإيراني نقاشات صريحة حول شكل المرحلة المقبلة، وسط انقسام بشأن البرنامج النووي والصاروخي.
تشير الوقائع إلى أن الحرب التي اندلعت كانت لها آثار مزدوجة على الداخل الإيراني، فمن جهة، وحدت الصفوف مؤقتا خلف القيادة السياسية، وأعادت المعارضة إلى مربع "الدفاع عن الوطن" ضد عدوان خارجي، لكن من جهة أخرى، فإنها عمقت أزمات كانت قائمة أصلا، مثل البطالة، وتراجع مستوى المعيشة، وانكماش الاقتصاد المتأزم بفعل العقوبات الأميركية والأوروبية.
وثمة انقسام واضح بين جناحين أساسيين في إيران، الأول يدعو إلى التهدئة وفتح قنوات التفاوض مع الغرب، انطلاقا من أولوية رفع العقوبات وتوفير متنفس اقتصادي للبلاد، والثاني يتمسك بمنطق "الاستقلال الاستراتيجي"، ويعتبر أن إيران يجب ألا تُكرر خطأ الوثوق بأميركا التي "أعلنت الحرب من خلال إسرائيل" بينما كانت طهران لا تزال على طاولة المفاوضات.
وبالرغم من استهداف منشآت نووية رئيسية، فإن إيران لا تزال تعتبر برنامجها النووي "حقا مكتسبا"، لا يمكن التخلي عنه. وقد تؤدي هذه المواقف إلى مزيد من الاحتكاك مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في ظل دعوات متزايدة لتغيير سلوك إيران تجاه المفتشين الدوليين.
في أمريكا
من هذه المعركة، الولايات المتحدة هي المنتصر الأكبر.. وفقا لما ذكره نائب الرئيس الأمريكي بقوله: قضينا على المشروع النووي الإيراني من دون أن يصاب جندي أمريكي واحد، وهو بذلك يعبر عن حالة البراغماتية الأمريكية ".
وأكد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أن الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة على المنشآت النووية الإيرانية كانت حاسمة، مشيرا إلى أن "الدمار الكامل" الذي طال تلك المنشآت عاد ببرنامج إيران النووي "عقودا" إلى الوراء.
وقال ترامب، في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته، إن بلاده "ستعود وتشن ضربات أخرى في حال عادت طهران إلى نشاطها النووي"، مضيفا أن إيران "لن تتمكن من تصنيع قنابل لفترة طويلة".
وأوضح الرئيس الأميركي أن من الصعب نقل المواد من المنشآت التي تم تدميرها، مشددا على أن "لن يكون هناك أي تخصيب لليورانيوم مستقبلا في إيران".
وقال ترامب إنه: "لولا هجومنا على المنشآت النووية الإيرانية لما وافقت طهران على العودة إلى طاولة المفاوضات".
الحرب تشعل أسهم شركات السلاح الصينية مع توقع زيادة الصادرات
ومن ضمن تأثيرات الحرب على دول العالم، ارتفعت أسعار أسهم شركات الصناعات الدفاعية الصينية في تعاملات الأربعاء، مع توقعات المستثمرين بزيادة صادرات الأسلحة الصينية في أعقاب الحرب بين إيران وإسرائيل وتحسن المعنويات قبل العرض العسكري المنتظر.
وقد ارتفع سهم شركة أفيك شيان أير كرافت إنداستري ارتفع بنسبة 5.8 بالمئة وسهم تشاينا أيروسبيس تايمز إلكترونيكس بنسبة 5.7 بالمئة وسهم أفيك شينجدو أير كرافت بنسبة 3.8 بالمئة.
يأتي ذلك بعد أن أعلنت الصين أمس اعتزامها تنظيم عرض عسكري لاستعراض قدراتها الجديدة يوم 3 سبتمبر المقبل.