مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

السودان.. تنسيقية الفاشر تحذر من “مرحلة مفصلية” في الولاية الشمالية

نشر
الأمصار

في ظل التصعيد العسكري المستمر وتوسّع رقعة القتال في السودان، أطلقت تنسيقية لجان المقاومة بمدينة الفاشر نداءً حذّرت فيه من ما وصفته بـ”مرحلة مفصلية”، داعية أهالي الولاية الشمالية إلى رفع الجاهزية والتأهب لموجات تصعيد جديدة.

وقالت التنسيقية في بيان صحفي، إن الحرب لم تضع أوزارها بعد، وإن ما وصفته بـ”الميليشيات وحلفاؤها” يستهدفون تماسك النسيج الاجتماعي وتهديد وعي المجتمع في الشمال السوداني. وأضافت أن اختراق الولاية الشمالية يُعد مدخلاً لتفتيت البلاد، مطالبة بالمقاومة على كافة الجبهات السياسية والمدنية والإعلامية، وعدم الركون إلى ما وصفته بـ”الهدوء الخادع”.


في ذات السياق، قال أحد المحللين في السودان ” دعا فيه قيادة الجيش إلى عدم الركون إلى حالة الاطمئنان الميداني. وقال إن “منذ سيطرة قوات الدعم السريع على مناطق الدبيبات والخوي، ثم المثلث، وظهور قائدها محمد حمدان دقلو (حميدتي) داخل البلاد، بدا وكأن زمام المبادرة العسكرية بات في يد هذه القوات”.

وأضاف أن رغم النجاحات الجوية للجيش في نيالا وصدّ الهجمات على بابنوسة، إلا أن المؤشرات الميدانية العامة تثير مزيدًا من القلق، داعياً إلى رفع درجة التأهب وتقييم الموقف العسكري بدقة أكبر.


وفي أول ظهور له منذ عدة أشهر، ظهر قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) وسط جنوده فيما يُرجح أنه معسكر ميداني بدارفور، حيث ألقى خطاباً مسجلاً تم بثه عبر قناته الرسمية على تطبيق “تلغرام”.

وأكد حميدتي أن قواته ليست في خصومة مع أي دولة، وأن دخولها إلى منطقة المثلث الحدودي مع ليبيا ومصر لن يضر بدول الجوار “إن لم يكن إضافة لهم”، في إشارة إلى سيطرة قواته مؤخرًا على تلك المنطقة الاستراتيجية، عقب انسحاب الجيش السوداني في إطار ما وُصف بـ”ترتيبات دفاعية”.

 “الدعم السريع” : نحترم حدود مصر وليبيا وتشاد


وأضاف أن “الدعم السريع” تحترم حدود مصر وليبيا وتشاد وتسعى للتعاون مع دول الجوار في تأمين كامل الصحراء السودانية، مؤكداً أنه “راجع الحسابات مع مصر” وأنه يفضل الحوار والمصالحة على التوترات.

ورغم النبرة التصالحية، أكد حميدتي أن قوات الدعم السريع ستواصل العمليات العسكرية، داعيًا إلى تكثيف تدريب المجندين الجدد في جميع محليات دارفور، مشيراً إلى أن ما وصفه بـ”الحرب المفروضة” لا تزال قائمة، رغم أن قواته خسرت “مناطق غالية جدًا” في المعارك الأخيرة، منها الخرطوم ووسط البلاد.

“سنعود إليها بعزة وكرامة”

وقال: “سنعود إليها بعزة وكرامة”، مطلقًا بذلك إشارة واضحة على التمسك بخيار المواجهة الممتدة، رغم الضغوط الإقليمية والدولية لوقف الحرب المستمرة منذ أبريل 2023.

وبينما وجّه رسائل تطمينية لسكان الولاية الشمالية، شدد حميدتي على أن قواته “لا تستهدف المواطنين”، في محاولة لامتصاص المخاوف التي تثيرها التحركات العسكرية في محيط ولايات بعيدة عن مسرح العمليات التقليدي.

وتأتي هذه التطورات في وقت تتسع فيه رقعة النزاع داخلياً وتتداخل فيه الحسابات الإقليمية، وسط غياب أفق واضح للتسوية، في ظل تباين المواقف السياسية والعسكرية بين أطراف الصراع.