بينهم كوادر طبية.. السودان: ارتفاع عدد ضحايا قصف مستشفى المجلد إلى 34

ارتفع عدد ضحايا القصف بطائرات مسيرة على مستشفى المجلد المرجعي بولاية غرب كردفان في السودان إلى 34 قتيلًا من المدنيين، بينهم 21 شخصًا من أسرة واحدة وعدد من الكوادر الطبية، بالإضافة إلى عشرات الجرحى من المرضى والمرافقين والعاملين في المستشفى.
وتسيطر قوات الدعم السريع في السودان على مدينة المجلد ومعظم مدن ولاية غرب كردفان، باستثناء مدينة بابنوسة، التي تشهد معارك عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع.
ورصد ناشطون مقتل ثلاثة من الكوادر الطبية، إلى جانب 21 شخصًا من أسرة واحدة كانوا يرافقون أحد المرضى أثناء وقوع القصف.
وقالت غرف طوارئ المجلد في السودان، إن من بين القتلى عدداً من الكوادر الطبية من بينهم الدكتورة مودة رحمة الله النور المتطوعة وعضوة المكتب الطبي لغرفة طوارئ المجلد.
في بيان، أدانت قوات الدعم السريع في السودان، قصف القوات المسلحة لمستشفى المجلد عبر طائرات مسيرة مساء السبت، معتبرة الهجوم "انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني"، وخاصة اتفاقيات جنيف لعام 1949، التي تحرم استهداف المنشآت الصحية والكوادر الطبية.
وأشار البيان إلى أن المستشفى كان يؤدي دورًا إنسانيًا بحتًا، ويضم وحدة لغسيل الكلى تخدم سكان الولاية بانتظام، مؤكدًا أن استهدافه "يعد جريمة تستوجب المحاسبة الجنائية الفورية".
وطالبت القوات بمحاسبة كل من "خطط أو أمر أو شارك في تنفيذ هذا الهجوم"، مؤكدة أن "حماية المدنيين والمنشآت الصحية التزام قانوني وأخلاقي لا يجوز الإخلال به تحت أي ذريعة".
من جانبها، قالت غرفة الطوارئ والبناء بولاية غرب كردفان في السودان، إن القصف أدى إلى تدمير مركز غسيل الكلى بالكامل، وهو المركز الوحيد في الولاية لخدمة مرضى الفشل الكلوي.
وأوضحت الغرفة أن المركز كان قد أعيد تأهيله وتشغيله قبل أيام فقط عبر غرف الطوارئ والبناء غرب كردفان في السودان، حيث تم إدخال ماكينتين جديدتين وصيانة ماكينتين أخريين، ليصبح العدد الكلي أربع ماكينات، دُمّرت جميعها في القصف.
وحملت الغرفة الجيش السوداني المسؤولية الكاملة، معتبرةً استهداف المستشفيات والمرافق الصحية "جريمة حرب مكتملة الأركان"، مشيرة إلى أن هذا القصف يأتي بعد استهداف سابق لمركز إيواء النازحين في مدينة أبو زبد، ما أسفر عن مقتل وجرح العشرات.
وطالبت الغرفة المنظمات الدولية والحقوقية والأمم المتحدة بالتحرك العاجل لإدانة هذه الانتهاكات ومحاسبة مرتكبيها، إضافة إلى توفير الحماية للمدنيين والبنية التحتية الإنسانية في السودان.
بدورها، أدانت مجموعة محامي الطوارئ القصف، مؤكدةً أن مستشفى المجلد يعد من المرافق الصحية الأساسية في الولاية، ويحتوي على وحدة غسيل كلى تقدم خدماتها بشكل منتظم.
وقالت المجموعة، في بيانها، إن القانون الدولي الإنساني يحرم استهداف المنشآت الطبية والكوادر الصحية والمرضى تحت أي ظرف، معتبرةً ما حدث "جريمة حرب صريحة" تستوجب المساءلة والمحاسبة أمام الجهات الدولية المختصة.
الجيش السوداني يشن غارات عدة على مواقع للدعم السريع

أعلن الجيش السوداني، عن شن الطيران الحربي غارات جوية استهدفت مواقع انتشار قوات الدعم السريع في محيط مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان.
ومنذ منتصف الأسبوع الجاري، استأنفت الدعم السريع عملياتها العسكرية البرية الرامية للسيطرة على بابنوسة، حيث رئاسة الجيش بولاية غرب كردفان، بعد توقف المواجهات بين الطرفين لأكثر من عام.
مليشيا الدعم تعزز تواجدها بعدة مواقع
وعزز الدعم السريع موقفه بقوة عسكرية كبيرة، وصل أغلبها من دارفور، حيث خاضت خلال الأيام الثلاثة الماضية معارك عنيفة ضد الجيش.
وقال تعميم صحفي نشرته الفرقة 22 مشاة – قاعدة الجيش الرئيسية بولاية غرب كردفان إن “الطيران الحربي استهدف مواقع انتشار قوات الدعم السريع في محيط مدينة بابنوسة”.
وأوضح أن القصف تسبب في تدمير 13 مركبة قتالية، من بينها عربة تحمل منظومة تشويش، علاوة على عربة إمداد ذخائر، وأفاد بمقتل أعداد كبيرة من عناصر الدعم السريع.
تنفيذ طلعات جوية بشكل مكثف
وفي شمال كردفان، واصل الطيران الحربي التابع للجيش السوداني تنفيذ طلعات جوية بشكل مكثف، طالت مواقع قوات الدعم السريع في مدينة بارا.
ويسعى الجيش للتقدم نحو بارا واستعادتها من قبضة قوات الدعم، حيث دفع خلال الأيام الماضية بتعزيزات عسكرية تهدف للتقدم نحو البلدة عبر محورين: الأول من غرب أم درمان، حيث تتمركز قوات الجيش في منطقة “أم أندرابة”، بجانب محور آخر من مدينة الأبيض، عاصمة شمال كردفان.
وقالت مصادر محلية، إن مسيّرات تابعة للجيش استهدفت اليوم ثلاثة مواقع على الأقل في الأحياء الجنوبية والشمالية بمدينة بارا، أعقبها دوي انفجارات قوية وتصاعد أعمدة النيران.