مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

قلب الوجود العسكري الأمريكي في الخليج.. قاعدة العديد بقطر في مرمى الصواريخ

نشر
الأمصار

في قلب الصحراء القطرية، وعلى بُعد نحو 30 كيلومترًا جنوب غرب الدوحة، تقف قاعدة العديد الجوية كواحدة من أهم القواعد العسكرية الأمريكية خارج الأراضي الأمريكية، وأحد أعمدة النفوذ الاستراتيجي الأمريكي في منطقة الخليج. 

بعد رفض قطر استخدامها لمهاجمة أي دولة.. ما هي قاعدة العديد الأمريكية؟ -  بوابة الشروق - نسخة الموبايل

القاعدة التي أنشئت في منتصف التسعينيات أصبحت لاحقًا مركزًا حيويًا للعمليات العسكرية واللوجستية الأمريكية في الشرق الأوسط، ولا تزال حتى اليوم محلّ جدل إقليمي وهدفًا معلنًا ضمن بنك أهداف إيران في حال وقوع مواجهة مباشرة.

تأسست قاعدة العديد بدعم وتمويل قطري بلغ أكثر من مليار دولار، في ظل التعاون العسكري المتنامي بين الدوحة وواشنطن، وتحديدًا بعد حرب الخليج الثانية. لكن دورها الاستراتيجي تعزز بعد عام 2003، حين نُقلت إليها القوات الأمريكية من قاعدة الأمير سلطان الجوية في السعودية، عقب تصاعد المعارضة الشعبية هناك للوجود العسكري الأمريكي بعد أحداث 11 سبتمبر.

عدد الجنود المتواجدين في القاعدة 

تستضيف القاعدة اليوم أكثر من 10 آلاف جندي أمريكي، إلى جانب عدد محدود من القوات البريطانية وقوات التحالف. 

وتضم عددًا من المنشآت الحيوية، أبرزها مركز العمليات الجوية المشتركة (CAOC)، الذي يدير من خلاله الجيش الأمريكي كافة التحركات الجوية في الشرق الأوسط، من سوريا والعراق إلى الخليج العربي وأفغانستان.

كما تحتضن القاعدة مدرج طائرات يُعد من بين الأطول في العالم، يبلغ طوله نحو 4.5 كيلومتر، ويسمح بهبوط الطائرات العسكرية الثقيلة، بما في ذلك قاذفات B-52 وطائرات الشبح. إضافة إلى وجود طائرات تزود بالوقود، ومقاتلات F-15E، وطائرات استطلاع ومراقبة.

 أهمية استثنائية للقاعدة

تكتسب القاعدة أهمية استثنائية من كونها حلقة الوصل اللوجستية والعسكرية بين القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) والتحركات في مسارح العمليات الساخنة. فهي تؤمّن قدرات الردع السريع والرد على التهديدات، خصوصًا في ظل التصعيد المستمر مع إيران، والاضطرابات في العراق وسوريا واليمن.

ولأنها مركز قيادة وتحكم ومخزن لأسلحة ومعدات حساسة، فقد تحولت القاعدة إلى هدف استراتيجي محتمل بالنسبة لإيران.

 طهران، وفي أكثر من مناسبة، ألمحت صراحة إلى أن القواعد الأمريكية في الخليج –ومن بينها العديد– تقع تحت مرمى صواريخها، خصوصًا بعد تصاعد التوتر عقب اغتيال الجنرال قاسم سليماني في يناير 2020.

أولاً على CNN: أمريكا تتوصل إلى اتفاق مع قطر لتمديد الوجود العسكري في قاعدة  العديد - CNN Arabic

 مواقع القواعد الأمريكية في الخليج

وسائل الإعلام الإيرانية نشرت مرارًا خرائط تظهر مواقع القواعد الأمريكية في الخليج كأهداف محتملة، في حال نشوب مواجهة مفتوحة. 

وصرّح قادة في الحرس الثوري بأن صواريخ شهاب الباليستية، التي يتجاوز مداها 2000 كيلومتر، قادرة على الوصول إلى أي نقطة في قطر.

التهديد الإيراني لا يقتصر فقط على الضربات المباشرة، بل يشمل سيناريوهات باستخدام الوكلاء في المنطقة، كما حدث في الهجمات التي طالت منشآت أرامكو السعودية عام 2019، أو عبر الطائرات المسيّرة التي أصبحت أحد أذرع إيران الهجومية غير التقليدية. وتخشى واشنطن من محاولات هجومية قد تُشن بطرق غير تقليدية، سواء عبر طائرات مسيّرة، أو هجمات إلكترونية، أو عبر وكلاء في العراق وسوريا.

وزير الدفاع القطري يضع حجر أساس مشروع توسعة قاعدة "العديد" العسكرية - وكالة  وطن للأنباء

ولمواجهة هذه التهديدات، عززت الولايات المتحدة قدرات الدفاع الجوي في القاعدة بأنظمة باتريوت وTHAAD، إلى جانب التعاون مع القوات القطرية في مراقبة المجال الجوي. 

كما تم توسيع القاعدة وتحديث بنيتها التحتية في السنوات الأخيرة، لتشمل منشآت سكنية إضافية ومرافق تقنية متطورة.

في النهاية، تظل قاعدة العديد مركزًا عسكريًا محوريًا لا غنى عنه في استراتيجية واشنطن في الخليج، لكنها في الوقت ذاته تمثل نقطة حساسة في حال تصاعد التوتر مع إيران. فهي تمثل ذراع القوة الأمريكية في الشرق الأوسط، لكنها أيضًا في مرمى الخطر حال اندلاع مواجهة شاملة، ما يجعلها نقطة توازن دقيقة بين الردع والانكشاف.

إطلاق 6 صواريخ إيرانية باتجاه القاعدة الأمريكية في قطر

قال موقع أكسيوس الأمريكي إن إيران أطلقت 6 صواريخ إيرانية باتجاه القاعدة الأمريكية في قطر.

وأفادت وكالة رويترز للأنباء بسماع دوي انفجارات في العاصمة القطرية الدوحة.

وكانت قد أعلنت السلطات القطرية اليوم الاثنين، عن إيقاف حركة الملاحة الجوية مؤقتا في أجواء الدولة حرصا على سلامة المواطنين والمقيمين والزائرين.

وجاء في بيان نشرته وزارة الخارجية القطرية: "في إطار حرص دولة قطر على سلامة المواطنين والمقيمين والزائرين، أعلنت الجهات المختصة عن إيقاف حركة الملاحة الجوية مؤقتاً في أجواء الدولة، وذلك ضمن مجموعة من الإجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها استناداً إلى تطورات الأوضاع في المنطقة".

وأكدت وزارة الخارجية أن "الجهات الرسمية تراقب الوضع عن كثب وبشكل مستمر، وتقوم بتقييم المستجدات بالتنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين، وستوافي الرأي العام بالمعلومات المستجدة في حينها عبر القنوات الرسمية.

وجددت الوزارة تأكيدها على أن "أمن وسلامة جميع الأفراد على أراضي دولة قطر تبقى أولوية قصوى، وأن الدولة لن تتوانى عن اتخاذ ما يلزم من تدابير وقائية في هذا الإطار".

وعلى صعيد اخر، بحث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الأحد، مع الرئيس الفرنسي ورئيسة وزراء إيطاليا تداعيات العدوان العسكري الأمريكي على إيران.

وقالت وكالة الأنباء القطرية إن آل ثاني تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وبحثا "تطورات الأحداث إثر الهجمات الأخيرة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة، من خلال استهداف منشآتها النووية، والجهود الرامية للعودة إلى الحوار والمسارات الدبلوماسية لحل القضايا العالقة".