مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

الكوارث النووية.. أبرز كوابيس العصر

نشر
كوارث نووية
كوارث نووية

من غرفة تحكم صامتة إلى سحابة مشعة تخنق السماء، يروي التاريخ محطات مظلمة في مسيرة الإنسان مع الطاقة النووية، إنها كوارث ليست فقط بفعل الطبيعة أو الخطأ التقني، بل في بعض الأحيان بفعل البشر وعن قصد.

انفجارات مبكرة في ظل التعتيم

ماياك، روسيا (1957): لم يكن هناك أي تحذير حين دوّى الانفجار في خزان نفايات نووية في منشأة "ماياك" قرب مدينة كيشتم. أُطلقت سحابة إشعاعية غطت 300 كم، قُتل المئات، وهُجّرت قرى بأكملها بصمت وتكتم تحت غطاء عسكري.

ويندسكيل، بريطانيا (1957): اشتعل قلب المفاعل، وابتلع اللهب الجرافيت والوقود. أُطلق اليود المشع إلى السماء، فتسبب بتلوّث بيئي واسع وانتشرت حالات السرطان بشكل مقلق.

حوادث كشفت هشاشة النظام

جزيرة الأميال الثلاثة، الولايات المتحدة (1979): أدّى خلل بسيط إلى انصهار جزئي وتسرب إشعاعي، تسبب بذعر جماعي وهجرة عشوائية رغم عدم وقوع ضحايا مباشرة. لكن الحادثة قوّضت الثقة بالتكنولوجيا النووية.

تشرنوبل، أوكرانيا (1986): الانفجار الأسوأ في تاريخ الطاقة النووية. مات العلماء والإطفائيون وقوفًا، ذابت وجوههم، وأُجلي ربع مليون شخص. غطت السحب المشعة أجزاء واسعة من أوروبا، وما تزال المنطقة المحيطة "محظورة" حتى اليوم.

فوكوشيما، اليابان (2011): زلزال بقوة 9 درجات تبعه تسونامي أغرق ثلاثة مفاعلات. ذاب قلبها، وهُجّر 160 ألف شخص. وُصِفت الكارثة بأنها ثاني أسوأ كارثة نووية بعد تشرنوبل.

الذرة تدخل قلب النزاع العسكري

اليوم، لم يعد خطر الكارثة النووية محصورًا بالطبيعة أو الأعطال الفنية، بل دخل في معادلات الصراع العسكري. فحين تقصف إسرائيل منشأة نطنز النووية الإيرانية، وتهدد بقصف منشأة فوردو – المبنية تحت الأرض – يعود شبح سيناريو كارثي قد يُفتَعل عن قصد.

من ماياك إلى فوكوشيما، ومن تشرنوبل إلى نطنز، الطاقة النووية ما زالت سلاحًا ذا حدّين. وما لم تُصنّف كمصدر خطر عالمي يستدعي الحظر والرقابة، فإن العالم قد يفيق يومًا على كارثة نووية بصناعة بشرية خالصة.

في السابق، جاءت الكوارث النووية نتيجة إهمال، خطأ بشري، أو كوارث طبيعية. لكن في السنوات الأخيرة، دخل العامل العسكري ضمن معادلة الخطر النووي، خاصة في النزاع الإيراني–الإسرائيلي، حيث إن إسرائيل ترى أن إيران تقترب من قدرات نووية عسكرية، وإيران تنفي، وتؤكد أن برنامجها لأغراض سلمية.

التهديد بقصف المنشآت النووية مثل نطنز وفوردو يعيد العالم إلى حافة كارثة محتملة من صنع البشر.

الطاقة النووية لم تُستخدم حتى الآن إلا مرتين في الحرب، لكن آثار التسربات والحوادث أثبتت أن مجرد خلل صغير أو ضربة عسكرية واحدة قد يغيّر حياة ملايين البشر. والتاريخ يُذكرنا أن الذرة إن لم تُضبط، فإنها تنفجر بثمن باهظ.

أبرز الكوارث النووية عبر التاريخ:

السنةالموقعالحدثالتفاصيل
1945هيروشيما وناغازاكي (اليابان)أول استخدام عسكري للسلاح النوويدمار شامل، مئات آلاف القتلى، إشعاع طويل الأمد، بداية عصر الذرة القاتلة.
1957ماياك (الاتحاد السوفيتي)انفجار في منشأة نفايات نوويةثالث أخطر كارثة نووية، سحابة إشعاعية غطت مناطق واسعة، وتم التعتيم عليها لسنوات.
1957ويندسكيل (المملكة المتحدة)حريق في مفاعل نوويتسرب يود مشع، وفيات بالسرطان، أول تحذير من ضعف أنظمة الأمان النووي.
1979جزيرة الأميال الثلاثة (الولايات المتحدة)انصهار جزئي بسبب خلل تقنيلم تسجل وفيات مباشرة، لكن سببت ذعرًا عامًا، وتغيرات في قوانين الطاقة النووية.
1986تشرنوبل (أوكرانيا - الاتحاد السوفيتي)انفجار كامل في المفاعل الرابعأسوأ كارثة نووية في التاريخ، آلاف القتلى، منطقة محظورة، آثار إشعاعية مستمرة.
2011فوكوشيما دايتشي (اليابان)زلزال وتسونامي وانصهار مفاعلاتثاني أسوأ كارثة نووية، نزوح 160 ألف شخص، أضرار اقتصادية هائلة.