خلاف داخل دائرة «ترامب» حول جدوى ضربة أمريكية لإيران

بين مُؤيد يرى ضرورة توجيه «ضربة حاسمة» وردع طهران، ومُعارض يُحذّر من «مُستنقع جديد في الشرق الأوسط»، يتصاعد الخلاف داخل فريق الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، بشأن الخيارات العسكرية المُتاحة ضد إيران.
وفي هذا الصدد، كشفت شبكة «سي بي إس» الأمريكية، عن انقسام بين مستشاري الرئيس «دونالد ترامب» حول مشاركة الولايات المتحدة في الحرب الإسرائيلية ضد إيران وتنفيذ ضربات أمريكية للمنشآت النووية الإيرانية.
وكان موقع «أكسيوس»، قد نقل يوم الثلاثاء، عن مصادر لم يسمها في الإدارة الأمريكية أن ترامب يدرس بجدية إمكانية تدخل بلاده في الصراع بالشرق الأوسط وضرب البنية التحتية النووية الإيرانية، خاصة مركز «فوردو» لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض.
ترامب يدرس قصف فوردو.. ومستشاروه منقسمون
وقالت «سي بي إس»: «(ترامب) يدرس إمكانية الانضمام إلى الضربات الإسرائيلية ضد المنشآت النووية الإيرانية، بما في ذلك منشأة فوردو.. لكن لا يوجد إجماع بين كبار مستشاريه» حول ذلك.
من جهة أخرى، أفاد متحدث باسم البنتاجون لوكالة «نوفوستي» الروسية، بأن الولايات المتحدة تنقل مجموعة حاملة طائرات بقيادة السفينة «يو إس إس نيميتز» إلى منطقة عمليات القيادة المركزية (CENTCOM) في الشرق الأوسط لحماية التواجد العسكري الأمريكي، مُضيفًا أن البحرية الأمريكية تُواصل عملياتها في شرق المتوسط خدمة للأمن القومي الأمريكي.
ويأتي هذا الانقسام في وقت تشهد فيه المنطقة توترًا غير مسبوق، ما يجعل أي قرار أمريكي مُحتمل تجاه إيران مُحاطًا بتعقيدات داخلية ودولية قد تُغيّر مسار التصعيد.
ترامب يزعم فرض السيطرة على المجال الجوي الإيراني
وفي نفس اليوم، زعم «ترامب» أن أمريكا فرضت سيطرة كاملة على المجال الجوي الإيراني رغم أنظمة المراقبة والدفاع الجوي التابعة للجمهورية الإسلامية.
كما استخدم «ترامب» أيضا لغة تهديدية تجاه المرشد الأعلى الإيراني «آية الله علي خامنئي»، وقال في منشور على منصة «تروث سوشيال»: «نعلم تمامًا مكان اختباء ما يُسمى بالمرشد الأعلى. إنه هدف سهل، لكنه آمن هناك - لن نقضي عليه (نقتله!)، على الأقل ليس في الوقت الحالي. لكننا لا نُريد أن تُطلق صواريخ على المدنيين أو الجنود الأمريكيين. صبرنا ينفد. شكرًا لاهتمامكم بهذا الأمر!».
إدارة ترامب تفتح الباب أمام إيران.. دعوة لاجتماع مُرتقب هذا الأسبوع
وفي وقت سابق، على الرغم من التصريحات التصعيدية الأخيرة، طرحت إدارة الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، مبادرة لعقد اجتماع مباشر مع «إيران»، في مسعى لاحتواء التوتر، وإعادة الملف النووي إلى طاولة التفاوض خلال الأسبوع الجاري.
وفي هذا الصدد، نقل موقع «أكسيوس» الأمريكي عن مصادر، يوم الثلاثاء، قولها إن البيت الأبيض يبحث مع إيران في إمكانية عقد لقاء هذا الأسبوع بين المبعوث «ستيف ويتكوف» ووزير الخارجية الإيراني «عباس عراقجي».
ونقل الموقع الأمريكي عن (4) مصادر، تأكيدها أن الهدف من لقاء «ويتكوف وعراقجي» هو بحث مبادرة للتوصل لاتفاق نووي وإنهاء الحرب بين إسرائيل وإيران، وأن إدارة ترامب ناقشت اقتراح الاجتماع مع إيران يوم الإثنين المُقبل.
وأكد «أكسيوس»، أنه لم ينته ترتيب الاجتماع لكنه جزء من محاولة لـ«ترامب» للابتعاد عن الحرب والعودة للتفاوض.
منشأة «فوردو» الإيرانية في مرمى التصعيد الأمريكي الإسرائيلي
وأشار الموقع، نقلًا عن مسؤول أمريكي، إلى أن واشنطن ترى أن القنابل اللازمة لتدمير منشأة فوردو نقطة ضغط لحمل إيران على إبرام اتفاق، مُنوهًا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، «بنيامين نتنياهو»، يُحاول الضغط على ترامب للانضمام إلى الحرب وقصف منشأة «فوردو» الإيرانية.
من جهتها، أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، بأن الرئيس ترامب جهز خياراته، إما: «المشاركة بالحرب، وتدمير منشأة فوردو الإيرانية باستخدام قاذفات B-2 المعروفة باسم الشبح»، أو المحادثات، حيث وجّه نائبه «جي دي فانس» ومبعوثه الخاص «ستيف ويتكوف»، لعرض لقاء مع الإيرانيين.
وقد يكون الاجتماع نقطة تحول «حاسمة» فيما إذا كانت الولايات المتحدة ستنضم للحرب إلى جانب إسرائيل، لتدمير البرنامج النووي الإيراني.
ترامب: «إيران ستعود لطاولة المفاوضات عاجلًا أم آجلًا»
في تصريحات تحمل نبرة التحدي والثقة، أعرب الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، عن قناعته بأن «إيران» لن تستطيع الاستمرار في موقفها المُتعنت، مُؤكدًا أنها «ستعود لطاولة المفاوضات عاجلًا أم آجلًا».