وزير الخارجية المصري: يجب العمل على خفض التصعيد

جرى اتصالان هاتفيان بين د. بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة المصري، اليوم الجمعة، مع كل من الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس الوزراء وزير خارجية دولة قطر وعباس عراقجي وزير خارجية إيران، تناولا تطورات الأوضاع في المنطقة في أعقاب الهجمات العسكرية التي شنتها إسرائيل على عدد من المواقع داخل الأراضي الإيرانية فجر اليوم.
خلال الاتصالين، تم تبادل الرؤى والتقييمات بشأن تداعيات العدوان غير المبرر وغير المسئول للتصعيد الإسرائيلي وانعكاسه الخطير على أمن واستقرار المنطقة.
وقد شدد الوزير عبد العاطي خلال اتصاله مع نظيره الإيراني على رفض مصر وإدانتها التعدى على سيادة الدول وانتهاك وحدة وسلامة أراضيها، مؤكدًا على أهمية العمل على خفض التصعيد وعدم انزلاق المنطقة بأكملها إلى فوضي شاملة وتوسيع رقعة الصراع.
وعلى صعيد آخر، تناول اتصال الوزير عبد العاطي مع نظيره القطري أيضاً تطورات الجهود التي تبذلها مصر وقطر والولايات المتحدة للتوصل لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن والأسرى، والجهود المبذولة لنفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع في ظل تردي الأوضاع الإنسانية.
وفي ذات السياق، أدانت جمهورية مصر العربية الهجمات العسكرية التي شنها الجيش الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية فجر اليوم الجمعة، والتي تمثل تصعيدا اقليميا سافرا بالغ الخطورة، وانتهاكا فاضحًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتهديدًا مباشراً للأمن والسلم الإقليمي والدولي.
وتتابع مصر بقلق بالغ التطورات الحالية المتسارعة، وتستنكر هذا العمل غير المبرر والذي سيؤدى الى مزيد من إشعال فتيل الأزمة ويقود الى صراع أوسع في الاقليم وينتج عنه تداعيات غير مسبوقة على امن واستقرار المنطقة، ويعرض مقدرات شعوب المنطقة لخطر بالغ ويهدد بانزلاق المنطقة بأكملها الي حالة من الفوضى العارمة.
وجددت مصر تأكيدها على انه لا توجد حلول عسكرية للازمات التي تواجهها المنطقة وإنما عبر الحلول السياسية والسلمية، مؤكدة أن غطرسة القوة لن تحقق الأمن لأي دولة في المنطقة بما في ذلك اسرائيل، وإنما يتحقق ذلك فقط من خلال احترام سيادة الدول ووحدة وسلامة أراضيها وتحقيق العدالة وانهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية.
وفي أول تعليق له على الهجوم الإسرائيلي، وبنبرة غاضبة، توعّد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، «علي خامنئي»، إسرائيل برد قاسٍ، واصفًا الغارات الأخيرة على إيران بأنها «جريمة كبرى» لن تمر دون عقاب.
وقال خامنئي في رسالة: «أيها الشعب الإيراني العظيم! أقدم الكيان الصهيوني فجر اليوم على ارتكاب جريمة، ومدّ يده الآثمة والملطخة بالدماء إلى داخل بلدنا العزيز، كاشفا أكثر من أي وقت مضى عن طبيعته الخبيثة عبر استهدافه للمناطق السكنية».
وأضاف: «يجب أن ينتظر هذا الكيان عقابًا شديدًا. اليد القوية للقوات المسلحة للجمهورية الإسلامية لن تتركه وشأنه، بإذن الله».
رسالة نارية من خامنئي
وتابع خامنئي: «في هجمات العدو، نال عدد من القادة والعلماء شرف الشهادة، وسيُواصل خلفاؤهم وزملاؤهم مهامهم فورًا، بإذن الله»، مُؤكدًا أنه من خلال «هذا العمل الإجرامي، رسم الكيان الصهيوني لنفسه مصيرًا مريرًا ومُؤلمًا، وسيتلقاه حتمًا".
وفي سياق مُتصل، قال مصدر أمني لوكالة «رويترز»: إن «المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بخير وهو يُراقب الوضع عن كثب».