عقب زعم مليشيا الدعم السيطرة عليه
ما هو المثلث الحدودي بين مصر والسودان وليبيا وأهميته الإستراتيجية؟

جبهة جديدة من حرب السودان تفجرت في الحدود الصحراوية بين السودان وليبيا ومصر للمرة الأولى منذ اندلاع الصراع المسلح في الخرطوم، مما يثير المخاوف من مواجهات إقليمية مباشرة في المنطقة الاستراتيجية.
زعم المليشيا السيطرة على المثلث الحدودي
وفي هذا الصدد، أعلنت قوات الدعم السريع السيطرة على المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا، الأربعاء، بعدما أعلن الجيش في بيان انسحابه من المنطقة.
وقالت قوات الدعم السريع في بيان إنها تمكنت من "تحرير منطقة (المثلث) الاستراتيجية، التي تُشكّل نقطة التقاء محورية بين السودان وليبيا ومصر، في خطوة نوعية".
قبل ذلك، قال المتحدث باسم الجيش السوداني في بيان إن قواته "أخلت منطقة المثلث المطلة على الحدود بين السودان ومصر وليبيا" وذلك "في إطار ترتيباتها الدفاعية لصد العدوان".
وأضاف "في إطار ترتيباتها الدفاعية لصد العدوان، أخلت قواتنا اليوم منطقة المثلث المطلة على الحدود بين السودان ومصر وليبيا".

"المثلث الحدودي" بين مصر والسودان وليبيا
وتقع المنطقة قرب مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وهي إحدى جبهات القتال الرئيسية في الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وتتسم منطقة “المثلث” بموقع جغرافي حيوي وتُعد معبراً حدودياً اقتصادياً واستراتيجياً بين ثلاث دول، ومركز محوري للتجارة والنقل بين شمال وشرق إفريقيا، كما تحتوي المنطقة على موارد طبيعية غنية بالنفط والغاز والمعادن؛ وفق بيان الدعم السريع.
وتفرض طبيعة منطقة المثلث الحدودي الاستراتيجية وأهميتها إلى ثلاث دول السودان، ليبيا، مصر، واقعا استثنائياً للصراع حولها، وسط تناقض في التحالفات بين الأطراف العسكرية في البلدان الثلاث.

الجيش السداني يخلي "المثلث الحدودي" بين مصر والسودان وليبيا
أعلن الجيش السوداني، الأربعاء، أن قواته أخلت "المثلث الحدودي" بين مصر والسودان وليبيا، بعد هجوم لـ"قوات الدعم السريع"، التي تقاتله منذ أبريل/نيسان 2023.
واتهم الجيش السوداني، في بيان له الأربعاء، قوات شرق ليبيا المعروفة باسم "الجيش الوطني"، ويقودها الجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر، بدعم الهجوم.
وقال الجيش السوداني: "في بادرة مستهجنة وغير مسبوقة وانتهاك صارخ للقانون الدولي، هاجمت اليوم مليشيا آل دقلو الإرهابية مسنودة بقوات خليفة حفتر الليبية نقاطنا الحدودية في المثلث الحدودي... بغرض الاستيلاء على المنطقة".

التدخل المباشر لقوات خليفة حفتر
واعتبر الجيش السوداني "التدخل المباشر لقوات خليفة حفتر إلى جانب المليشيا في هذه الحرب يعتبر تعديًا سافرًا على السودان وأرضه وشعبه وامتدادًا للمؤامرة الدولية والإقليمية على بلادنا تحت سمع وبصر العالم ومنظماته الدولية والإقليمية".
فيما ردّت القيادة العامة للجيش الليبي على تلك الاتهامات، مؤكدة أنها "مزاعم باطلة ورواية مكرّرة لا تمت للواقع بصلة".
كما نفت مهاجمة قواتها الأراضي السودانية أو انحيازها لأحد طرفي النزاع. ودعا الجيش الليبي الجيش السوداني إلى عدم الزجّ باسمه في الصراع الدائر، معتبر أنّه "أسلوب مكشوف لإثارة الفتنة الإقليمية وتصفية الحسابات الداخلية في السودان". وأكد التزامه الكامل بمبادئ حسن الجوار والقانون الدولي، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
وكانت الحرب المستمرة منذ أبريل 2023 بين الجيش، وقو

ات الدعم السريع، أدت إلى كارثة إنسانية هائلة في البلد، إذ تسبب النزاع بسقوط عشرات آلاف القتلى، وتهجير أكثر من 13 مليون شخص بين نازح ولاجئ، فيما غرقت أنحاء عدة من البلاد في المجاعة.
فيما تصاعدت تحذيرات الأمم المتحدة، من احتمال أن يواجه ملايين الأشخاص في السودان مجاعة كارثية خلال الأشهر المقبلة، إذا لم توقف الصراع.