مشهد الأزمة الأوكرانية-الروسية يتأرجح.. زيلينسكي يحذّر من حرب عالمية

تتصاعد حدة التوترات بين روسيا وأوكرانيا وسط مشهد بالغ الضبابية والتقلب، في وقت تتواصل فيه الضربات الجوية المتبادلة والتصريحات النارية من الجانبين، ما ينذر بتدهور إضافي في الأزمة المستمرة منذ أكثر من عامين.
التوترات بين روسيا وأوكرانيا
وفي تحذير لافت، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده تواجه احتمال اندلاع "حرب عالمية ثالثة" إذا استمرت الهجمات الروسية على هذا النحو، داعيًا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى التحرك العاجل والضغط على موسكو لوقف تصعيدها العسكري.
واعتبر زيلينسكي أن واشنطن وحدها قادرة على إرغام روسيا على الجلوس إلى طاولة المفاوضات بجدية.
هذا التحذير جاء في أعقاب واحدة من أوسع الهجمات الجوية التي نفذتها القوات الروسية منذ بداية الحرب، إذ شنت موسكو غارات ليلية مكثفة استهدفت منشآت صناعية وعسكرية في العاصمة كييف ومدينة أوديسا جنوبي البلاد، بالإضافة إلى مواقع للقيادة العسكرية الأوكرانية.
وقد أسفرت الهجمات، بحسب السلطات الأوكرانية، عن مقتل عدد من المدنيين، وألحقت أضرارًا جسيمة بكاتدرائية القديسة صوفيا، المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
من جانبها، حذّرت موسكو عبر وفدها المشارك في مفاوضات إسطنبول من أن "الفشل في التوصل إلى سلام حقيقي" قد يؤدي إلى اندلاع "حرب نووية"، في تصعيد لفظي خطير يعكس تعقيد الموقف المتدهور على الأرض.
وتستمر الغارات الروسية والأوكرانية دون توقف، في مشهد يبدو أنه يبتعد عن أي مساعٍ دبلوماسية جادة لاحتواء النزاع.
ويرى مراقبون أن فشل المجتمع الدولي في تهدئة الصراع بات يشكّل تهديدًا مباشرًا للأمن والسلم العالمي، في وقت تزداد فيه الدعوات لوضع حد للتصعيد قبل تفاقم الأمور إلى مستويات يصعب السيطرة عليها.

تصعيد جوي عنيف ضد المدنيين والبنية التحتية
شنت روسيا خلال الأيام الستة الماضية واحدة من أكبر الغارات الجوية في الحرب، بُلغت عشرات من الطائرات المسيّرة والصواريخ نحو كييف وخاركيف وأوديسا، ما أسفر عن مقتل العشرات وإصابة آخرين، من بينهم مدنيون وموظفو مستشفيات وأماكن تجمّع سكنية.
أكثر من 300 طائرة مسيّرة و20 صاروخًا تمّ إطلاقها ليلة الاثنين-الثلاثاء، استهدفت منشآت عسكرية وصحية، حيث أصابت قصفًا طالت مستشفى ولادة في أوديسا .
هناك تباين بين روسيا التي تصفها باستهداف "أهداف عسكرية مشروعة"، وأوكرانيا التي تؤكد أن الضحايا معظمهم من المدنيين وأن هذه الضربات "أكبر منذ بداية الحرب" .
توسيع نطاق الهجوم الروسي البري

تقدم محدود للجيش الروسي في مناطق داتشني، تواريتسك، بوروفسك شمال دونيتسك، مع استمرار القصف المكثف وارتفاع عدد الضربات اليومية خاصة في تشاسيف يار.
في شمال البلاد، تواصل الغزو والرواج في مقاطعة سومي، حيث احتلت القوات الروسية مناطق استراتيجية مثل كوستيانينكيفكا مؤخرًا .
هجمات أوكرانية داخل العمق الروسي
أجرى جهاز الأمن الأوكراني عملية تُعرف باسم "شبكة العنكبوت" (Operation Spider's Web) في 1 يونيو، باستخدام 117 طائرة مسيّرة ضد خمس قواعد جوية روسية بعيدة (بما فيها في سيبيريا)، وأسفرت عن تدمير نحو 10 إلى 13 طائرة استراتيجية.
مقايضات أسرى متبادلة ومفاوضات متقطعة
تم تبادل مجموعة جديدة من السجناء بين موسكو وكييف، شملت مرضى وجرحى، في خطوة ترى فيها كييف أولى بوادر تقدم دبلوماسي .
رغم استمرار الجهود مثل محادثات إسطنبول، يخيّم الهدنة على طاولة المفاوضات بسبب المطالب المتبادلة (الكييفية ترفض بعض البنود وموسكو تهدد باستخدام السلاح النووي إن لم يتم التوصل إلى "سلام حقيقي".