ما أسباب اشتعال الاحتجاجات في لوس أنجلوس؟

اتسعت رقعة الاحتجاجات الناتجة عن التوترات المتعلقة بسياسات الإدارة الأمريكية متمثلة في وكالة الهجرة الفيدرالية، لتصل إلى ولاية تكساس، حيث شهدت مدينتا دالاس وأوستن تظاهرات جديدة دعمًا للمحتجين المطالبين بوقف حملات توقيف وترحيل المهاجرين غير الشرعيين.
في مساء الإثنين، اجتمع حوالى 400 متظاهر على جسر مارجريت هنت هيل بمدينة دالاس، مردّدين هتافات مثل "اغلقوا وكالة الهجرة" و"اتحدوا لنصرة حقوق المهاجرين"، وفقا لما نشره موقع مجلة تايمز الأمريكية
ووضعت شرطة دالاس حواجز في الجسر عقب إشعال أحد المتظاهرين لإطارات سيارات، فيما نشبت مواجهات بين المتظاهرين وقوات الدرك، التي بدورها استخدمت الغاز المسيل للدموع وقنابل صوت لتفريق التجمع بعد محاولتهم دخول الشوارع.
المظاهرات في دالاس نقلت خطاب الاحتجاجات من ساحات كاليفورنيا إلى قلب الجنوب الأمريكي، مسلطة الضوء على امتداد الغضب الشعبي ضد حملات إنفاذ قوانين الهجرة التي نفذتها وكالة الهجرة والجمارك (ICE) مؤخرًا.
وتشهد لوس أنجلوس منذ أيام تظاهرات غاضبة تنديدًا بسياسات الهجرة الفيدرالية، التي أدت إلى عمليات توقيف جماعي لمهاجرين، معظمهم من أصول لاتينية، في ما تعتبره الحكومة "حملة تطهير أمني"، بينما يصفها نشطاء حقوقيون بأنها حملة ترهيب وتطهير عرقي مبطن.
في قلب المدينة، أُضرمت النيران في سيارات، وتعرّضت ممتلكات عامة وخاصة لأعمال تخريب، فيما استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين. وأكدت السلطات توقيف 56 شخصًا في لوس أنجلوس، فيما أُصيب 3 من عناصر الشرطة بجروح طفيفة.
كما شهدت مدينة سان فرانسيسكو احتجاجات مماثلة، أوقفت الشرطة فيها نحو 60 شخصًا.
وتداولت وسائل إعلام محلية ودولية لقطات لصدامات بين المحتجين وقوات الأمن، من بينها فيديو يُظهر إصابة صحافية أسترالية بعيار مطاطي في ساقها أثناء تغطيتها لأحداث وسط المدينة.
تصعيد في المواجهة
ويستعد الجيش الأمريكي، لنشر نحو 700 من مشاة البحرية مؤقتًا في مدينة لوس أنجلوس، وفق ما أفاد به مسؤول رفيع في وزارة الدفاع لرويترز.
وأعلن مسؤول أمريكي كبير لفرانس برس، أن إدارة الرئيس ترامب أمرت بنشر 500 عنصر من سلاح مشاة البحرية (المارينز) في مدينة لوس أنجلوس، في خطوة تهدف إلى حماية المباني والمسؤولين الفيدراليين وسط موجة احتجاجات عنيفة تشهدها المدينة على خلفية سياسات الهجرة.
وقال المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن هذا الانتشار جاء "في ضوء تزايد التهديدات ضد مسؤولين فيدراليين ومبان فدرالية"، موضحًا أن العناصر سيتم نشرهم من قاعدة كامب بندلتون الواقعة جنوب المدينة، والتي تبعد عنها نحو ساعتين.
وأضاف: "500 عنصر من مشاة البحرية العاملين في كامب بندلتون سيُرسَلون إلى لوس أنجلوس للمساعدة في حماية المسؤولين الفدراليين والمباني الفدرالية".

وتأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة إجراءات أمنية تتخذها إدارة ترامب للرد على ما وصفه الرئيس بـ"تمرد عنيف تقوده عناصر مخرّبة"، في إشارة إلى الاحتجاجات التي اندلعت عقب موجة اعتقالات جماعية نفذتها سلطات الهجرة وشملت مئات الأشخاص معظمهم من أصول لاتينية.
الخطوة، تمثل تصعيدًا لافتًا من قبل إدارة ترامب، التي تواجه انتقادات داخلية وخارجية بتهمة عسكرة الأزمة المدنية واستغلال الأزمة الأمنية لتعزيز موقفها السياسي.
تحرك دون موافقة محلية
بحسب مسؤولين أمريكيين، تم إرسال كتيبة من مشاة البحرية إلى لوس أنجلوس لتعزيز وجود الحرس الوطني، الذي أمر ترامب بنشره خلال عطلة نهاية الأسبوع دون موافقة حاكم الولاية غافين نيوسوم أو السلطات المحلية، وهو أمر نادر الحدوث في تاريخ التدخلات الفيدرالية داخل الولايات.
ويُعد هذا الإجراء خرقًا صريحًا للأعراف الدستورية التي تقضي بأن نشر قوات الحرس الوطني داخل الولايات يجب أن يتم عادة بناءً على طلب أو موافقة حكام الولايات أنفسهم، باستثناء حالات استثنائية يتم فيها تفعيل قانون التمرد لعام 1807، وهو ما لم يُفعل رسميًا حتى الآن.
ومع ذلك، يقول مسؤولون إن "الوضع غير مستقر وقد يتغيّر"، مما يثير مخاوف من إمكانية لجوء البيت الأبيض إلى هذا القانون في حال تفاقمت الأوضاع.