ضربات موجعة.. واشنطن تكثف هجماتها ضد داعش بالعراق وسوريا وتحبط مخططات دموية

في تطور لافت ضمن المواجهة المستمرة مع الإرهاب، كشفت القيادة المركزية الأمريكية عن تنفيذ سلسلة من العمليات النوعية استهدفت تنظيم داعش في كل من العراق وسوريا، خلال الأسبوع الأخير من شهر مايو/أيار 2025.
تأتي هذه التحركات في إطار جهود واشنطن المتواصلة للقضاء على بقايا التنظيم ومنع إعادة تموضعه في مناطق الصراع.
العمليات الست التي نُفذت بالتعاون مع القوات الشريكة على الأرض، أسفرت عن نتائج مباشرة أبرزها مقتل عناصر من التنظيم واعتقال قيادي بارز، إلى جانب مصادرة أسلحة وذخائر كانت مخصصة لتنفيذ هجمات مستقبلية.
وهذا التصعيد يعكس التزام الولايات المتحدة العسكري والأمني في المنطقة، ضمن إطار عملية "العزم الصلب".
الضربات الأمريكية لم تكن معزولة عن السياق الإقليمي، بل جاءت في وقت تتزايد فيه تحركات التنظيم مستغلًا الثغرات الأمنية والسياسية في بعض الدول، وهو ما دفع واشنطن إلى تعزيز تنسيقها مع الحلفاء المحليين، وخاصة قوات سوريا الديمقراطية والقوات الأمنية العراقية.
وفي مقابل الهجمات الأمريكية، تُظهر تقارير استخباراتية أن تنظيم داعش لا يزال يحاول إعادة تنظيم صفوفه عبر خلايا نائمة ومخابئ سرية، ما يجعل استمرار الضربات أمرًا حاسمًا لكبح طموحاته التخريبية ومنع عودته إلى واجهة الصراع.
كما أن هذه العمليات تؤكد رسائل أمريكية واضحة: لا تهاون مع الإرهاب، ولا مجال أمام التنظيمات المتطرفة لإعادة فرض نفسها على المشهد الأمني في الشرق الأوسط، وسط جهود إقليمية ودولية متضافرة لحفظ الاستقرار في المناطق التي عانت من ويلات العنف الدموي.
عمليات مركزة وتعاون استخباراتي

كشفت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) أنها نفذت بين 21 و27 مايو/أيار الجاري ست عمليات عسكرية ضد تنظيم داعش، خمس منها في العراق وواحدة في سوريا.
وأكدت أن هذه العمليات جرت بالتنسيق الكامل مع الشركاء المحليين، وفي مقدمتهم قوات سوريا الديمقراطية وقوات الأمن العراقية.
النتائج جاءت مباشرة وسريعة، إذ أسفرت عن مقتل عنصرين من التنظيم واعتقال اثنين آخرين، أحدهما يُعد من القيادات البارزة في داعش، إلى جانب ضبط أسلحة وذخائر كانت مجهزة لاستخدامها في عمليات إرهابية مستقبلية.
عملية دقيقة في دير الزور
في يومي 21 و22 مايو، نفذت قوات سوريا الديمقراطية عملية نوعية في محيط دير الزور، بدعم استخباراتي ولوجستي من القوات الأمريكية، استهدفت أحد عناصر التنظيم الخطيرين.
العملية تمت دون تسجيل أي خسائر في صفوف القوات المشاركة، وشكلت نموذجًا للتعاون العسكري والاستخباراتي بين واشنطن وشركائها المحليين.
العراق.. تدمير مخابئ ومصادرة ذخائر
أما في العراق، فقد تم تنفيذ عمليات عدة في مناطق تشهد تحركات متكررة لتنظيم داعش، شملت محافظات صلاح الدين وكركوك والفلوجة.
وتمكنت القوات المشتركة من تدمير مواقع يستخدمها التنظيم كمخابئ ومستودعات للأسلحة، بالإضافة إلى القضاء على عنصرين واعتقال أحد القادة.
سياق إقليمي متوتر وتحركات داعشية
تأتي هذه التحركات الأمريكية في ظل مؤشرات مقلقة حول محاولات داعش لإعادة تموضعه في مناطق رخوة أمنيًا داخل سوريا والعراق.
وقد استفاد التنظيم في الآونة الأخيرة من أزمات سياسية واقتصادية تواجهها دول الإقليم، ليُعيد بث خلاياه النائمة.
الجنرال كوريلا: مستمرون حتى الهزيمة الكاملة
أوضح الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية، أن "هذه العمليات تعكس التزام سنتكوم، إلى جانب الحلفاء، بمواصلة المعركة ضد داعش ومنع عودته، والعمل على استقرار المناطق المتأثرة". وأكد أن عملية "العزم الصلب" تمثل الإطار الاستراتيجي لهذه الجهود الدولية.
تقارير ميدانية: داعش لا يزال خطرًا قائمًا
رغم الهزائم المتكررة التي مني بها تنظيم داعش، إلا أن واشنطن لا تزال تعتبره تهديدًا حقيقيًا.
وتشير التقارير إلى أن التنظيم يعمل على استقطاب مقاتلين جدد وتطوير وسائل تواصله عبر الإنترنت، فضلًا عن محاولاته توسيع نطاق عملياته خارج الشرق الأوسط.
وتُظهر التحركات الأمريكية الأخيرة حرصًا على دعم الشركاء في العراق وسوريا من خلال التدريب، والتنسيق الاستخباراتي، وتوفير الغطاء الجوي، في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة لتعزيز وجودها في المنطقة لمواجهة التهديدات المتنامية.
الرسالة التي ترسلها العمليات الأمريكية واضحة: تنظيم داعش لن يجد مأمنًا في العراق أو سوريا، طالما أن واشنطن وحلفاءها مستمرون في ملاحقة فلوله، وتفكيك شبكاته، وتجفيف منابع تسليحه.
وفي ظل هذا الواقع، يبدو أن الحرب على الإرهاب، رغم تغير تكتيكاتها، لم تنته بعد، وأن المنطقة لا تزال ساحة صراع مفتوح مع قوى الظلام والتطرف.