كندا تستكشف فرص الاستثمار السياحي في الجنوب الليبي

في ظل التحولات التنموية التي يشهدها الجنوب الليبي، كثفت كندا تحركاتها الاقتصادية لاستكشاف فرص الاستثمار في أحد أكثر الأقاليم الليبية تنوعا من حيث المقومات الطبيعية والسياحية.
وأجرى وفد استثماري وسياحي كندي زيارة إلى عدد من المواقع الأثرية والسياحية بالجنوب الليبي، في إطار مساعٍ لتعزيز الشراكة الاقتصادية ودعم القطاع السياحي، لا سيما في المناطق التي تشهد تحسنا في الأوضاع الأمنية والتنموية.
وقالت وزارة السياحة والآثار، التابعة للحكومة الليبية المكلّفة من مجلس النواب، إن الوفد ضم مجموعة من مديري الشركات والمستثمرين في قطاع السياحة، حيث اطلع على أبرز المعالم الطبيعية والتراثية التي تزخر بها مدن الجنوب، مثل بحيرة قبر عون، وكثبان مرزق، وجبال أماكوس، والعوينات، وجرمة، ومدينة غات التاريخية.
وأبدى أعضاء الوفد، وفقًا للوزارة، ارتياحهم لما لمسوه من تحسن أمني ملحوظ، مؤكدين أن ذلك يُعزز فرص إقامة شراكات سياحية واستثمارية، مع الإعلان عن نية تنظيم وفود سياحية كندية إلى ليبيا ابتداءً من العام المقبل.
استقرار يدفع التنمية
تأتي هذه الزيارة في وقت يشهد فيه الجنوب الليبي انتعاشًا في مشاريع البنية التحتية والتنمية المحلية، ضمن خطة إعادة الإعمار التي أطلقتها الحكومة الليبية في فبراير/شباط 2024، والتي تستهدف قطاعات حيوية مثل السياحة، والخدمات، والطرق، والمياه، والكهرباء.
وكانت مدينة سبها قد احتضنت في سبتمبر/أيلول الماضي مؤتمر "إعادة إعمار الجنوب"، تحت شعار "من التهميش إلى الإعمار"، بمشاركة وفود رفيعة من 26 دولة، في خطوة اعتبرت مؤشرا على عودة الزخم التنموي إلى الإقليم بعد سنوات من الإهمال والصراعات.
ويرى خبراء في الشأن الليبي أن التحسن الأمني الذي تحقق بفعل العمليات العسكرية التي أطلقها الجيش الوطني الليبي منذ عام 2014، وما تبعها من دعم قبلي واسع، أسهم في تهيئة بيئة أكثر جذبًا للاستثمار، وعودة الشركات الأجنبية إلى الجنوب الليبي.
بيئة واعدة
ويتميّز الجنوب الليبي بتنوع بيئي وثقافي ويزخر بمواقع سياحية نادرة وثروات طبيعية كبيرة، من بينها النفط، واليورانيوم، والمياه الجوفية، ما يجعله أحد أبرز الأقاليم المرشحة لاستقطاب رؤوس الأموال الأجنبية في المستقبل القريب.
كما يعد الإقليم شريانا استراتيجيا يربط شمال أفريقيا بدول الساحل والصحراء، ما يمنحه ميزة جغرافية مضافة في أي مخطط للتكامل الاقتصادي الإقليمي.
وتسعى السلطات الليبية إلى إعادة دمج الجنوب في الخريطة الاقتصادية الدولية، من خلال خلق بيئة استثمارية آمنة، وتوفير الحوافز والتسهيلات اللازمة للمستثمرين المحليين والأجانب.
وتعد زيارة الوفد الكندي خطوة أولى في مسار طويل من التعاون الاقتصادي بين ليبيا وكندا، وسط توقعات بمزيد من المبادرات الاستثمارية في الجنوب، في ظل الجهود لتحويله إلى قطب تنموي وسياحي جديد في شمال أفريقيا.