كوريا الجنوبية تصوت لاختيار رئيسها.. انتخابات مبكرة بعد أزمة دستورية

أدلى مواطنو كوريا الجنوبية بأصواتهم لانتخاب رئيس جديد، الثلاثاء، بعد اضطرابات استمرت أشهر، بسبب الأحكام العرفية الصادمة التي فرضها الرئيس السابق يون سوك يول لفترة وجيزة، والتي شوهت سمعة البلاد بوصفها ديمقراطية نابضة بالحياة، وإن كانت فوضوية في بعض الأحيان.
وسيواجه الزعيم الجديد تحديات تتمثل في توحيد المجتمع، الذي عانى من محاولة فرض الأحكام العرفية واقتصاد يعتمد على التصدير ويعاني من تحرّكات الحماية التجارية، التي لا يمكن التنبؤ بها من جانب الولايات المتحدة، وهي شريك تجاري وحليف أمني رئيسي.
وبحسب اللجنة الوطنية للانتخابات، فقد بدأت عملية التصويت في تمام الساعة السادسة صباحًا في أكثر من 14,295 مركز اقتراع موزعة على مختلف أنحاء البلاد، على أن تستمر حتى الساعة الثامنة مساءً من نفس اليوم.
وتشهد هذه الانتخابات اهتمامًا واسعًا على الصعيدين المحلي والدولي، نظرًا لما تمثله من مفترق طرق سياسي للبلاد، في أعقاب أزمة دستورية غير مسبوقة.
من يتنافس فيها؟
يتنافس في هذه الانتخابات مرشحان رئيسيان يمثلان القطبين السياسيين الأكبر في البلاد:
لي جيه-ميونغ، مرشح الحزب الديمقراطي الليبرالي، المعروف بمواقفه التقدمية وسجله كحاكم سابق لإقليم كيونغ غي.
كيم مون-سو، مرشح حزب سلطة الشعب المحافظ، الذي يتمتع بقاعدة شعبية قوية بين التيارات المحافظة، وكان يشغل منصب وزير سابق وله تجربة سياسية طويلة.
وقد بلغ عدد الناخبين المؤهلين للمشاركة في هذه الانتخابات ما مجموعه 44,391,871 ناخبًا، ما يجعل هذه الانتخابات واحدة من أكبر العمليات الانتخابية في تاريخ البلاد من حيث عدد الناخبين.
كما شهدت الأيام السابقة للانتخابات تنظيم تصويت مبكر على مدى يومين، في 29 و30 مايو، شارك فيه 15,423,607 ناخبين، أي بنسبة بلغت 34.74%، وهو ما يمثل ثاني أعلى نسبة مشاركة في التصويت المبكر للانتخابات الرئاسية بعد نسبة 36.93% التي سُجلت في انتخابات عام 2022.
وأكدت اللجنة الوطنية للانتخابات ضرورة إحضار الناخبين لبطاقة هوية تحمل صورة شخصية، مثل بطاقة الهوية الوطنية، أو جواز السفر، أو رخصة القيادة، عند التوجه لمراكز الاقتراع.

فرز الأصوات وإعلان النتائج
ومن المتوقع أن تبدأ عملية فرز الأصوات بعد إغلاق مراكز الاقتراع مباشرة، أي بين الساعة 8:30 و8:40 مساءً بالتوقيت المحلي، في نحو 254 مركزًا مخصصًا للفرز، حيث سيتم تعبئة ما يقارب 70,000 موظف ومتطوع للمشاركة في إدارة العملية وضمان شفافيتها وسيرها بسلاسة.
ووفقًا لما أفاد به مسؤول في اللجنة الوطنية للانتخابات، يُرجّح أن يتم الإعلان عن النتيجة الأولية للفائز في الانتخابات قرابة منتصف ليلة الثلاثاء، بينما من المتوقع أن تكتمل عملية الفرز بشكل نهائي في وقت مبكر من صباح يوم الأربعاء 4 يونيو/حزيران، وذلك في حوالي الساعة السادسة صباحًا.
ووفقًا للقانون المتعلق بانتخاب المسؤولين العموميين، تبدأ ولاية الرئيس الجديد عادة في منتصف ليلة اليوم التالي لانتهاء ولاية الرئيس السابق.
غير أن الانتخابات الرئاسية الحالية تُجرى بصورة استثنائية بسبب شغور المنصب الرئاسي، ما يعني أن ولاية الرئيس المنتخب ستبدأ فور إعلان فوزه من قبل اللجنة الوطنية للانتخابات، دون انتظار نهاية ولاية سابقة.
جلسة إعلان النتائج الرسمية
ستعقد اللجنة الوطنية للانتخابات جلسة عامة فور انتهاء عملية الفرز، يتم خلالها إقرار نتائج الانتخابات واعتمادها رسميًا من قبل رئيس اللجنة.
ومن المقرر أن تُعقد هذه الجلسة في وقت مبكر من صباح الأربعاء، ما بين الساعة السابعة والتاسعة صباحًا، ليبدأ الرئيس المنتخب ولايته الدستورية رسميًا وفورًا، دون فترة انتقالية.