مقترح «ويتكوف» لإيران.. محاولة جديدة لكسر الجمود في المفاوضات

في ظل حالة الجمود السياسي التي تُخيّم على مسار المحادثات بين «واشنطن وطهران»، برزت مبادرة جديدة حملت اسم «مقترح ويتكوف»، كشفت عنها مصادر مطّلعة، بوصفها محاولة أمريكية لإعادة تحريك المياه الراكدة في ملف الاتفاق النووي والعلاقات الإقليمية. ويُعتقد أن الوثيقة، التي قُدّمت عبر قنوات دبلوماسية غير مباشرة، تتضمن حوافز اقتصادية مشروطة وخطوات متبادلة لخفض التصعيد، ما يعكس توجهًا أمريكيًا لفتح نافذة تفاهم جديدة مع إيران بعيدًا عن التصعيد العسكري أو العقوبات المُشددة.
واشنطن تستهدف حل خلاف تخصيب اليورانيوم عبر مقترح جديد
وفي هذا الصدد، نقل موقع «أكسيوس» عن مسؤول أميركي أن مقترح الولايات المتحدة يهدف إلى "كسر الجمود" حول نقطة الخلاف الأساسية، المُتمثلة في «مطالبة إيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم داخل أراضيها».
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، «كارولين ليفيت»: إن مبعوث البيت الأبيض، «ستيف ويتكوف»، أرسل، يوم السبت، إلى إيران "عرضًا تفصيليًا ومقبولًا" لاتفاق نووي.
ويُحاول العرض الأمريكي المكتوب تجاوز "الجمود" بشأن نقطة الخلاف الرئيسية، بحسب مسؤولين أمريكيين.
ورد وزير الخارجية الإيراني، «عباس عراقجي»، قائلًا: إن طهران سترد على العرض "وفقًا لمبادئ ومصالح وحقوق الشعب الإيراني".
تفاصيل مقترح ويتكوف
وذكر «أكسيوس»، نقلًا عن مصادر مطلعة، أن أحد المقترحات التي تُروّج لها الولايات المتحدة هو إنشاء «كونسورتيوم إقليمي» لتخصيب اليورانيوم لبرامج نووية مدنية، تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية والولايات المتحدة.
وأضاف الموقع الأمريكي، أن "فكرة أخرى هي أن تعترف الولايات المتحدة بحق إيران في تخصيب اليورانيوم، بينما تعلق إيران تخصيب اليورانيوم لديها بالكامل".
وتابع، أن "العرض المحدث والمكتوب هو نتيجة الجولة الأخيرة من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة التي عقدت في روما قبل أسبوع".
وأوضح «أكسيوس»: "طلب الإيرانيون الحصول على موقف الولايات المتحدة كتابيًا بعد أن قدّم ويتكوف عرضًا شفويًا خلال الجولة الرابعة من المحادثات قبل (3) أسابيع، وقدّم تفاصيل حوله خلال الجولة الخامسة".
كما نقلت صحيفة «نيويورك تايمز»، عن مسؤولين مطلعين، أن الوثيقة الأمريكية المُقدّمة لإيران كانت عبارة عن سلسلة نقاط مُختصرة وليست مُسودة اتفاق كامل.
وبحسب المسؤولين، فإن الوثيقة تدعو إيران إلى وقف جميع أنشطة «تخصيب اليورانيوم»، كما تقترح إنشاء تحالف إقليمي لإنتاج الطاقة النووية.
تصاعد الخلاف بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية
تأتي هذه التطورات بالتزامن مع تصاعد الخلاف بين «إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية» على خلفية إصدارها تقريرًا سريًا جاء فيه أن تعاون إيران غير كاف بشأن آثار يورانيوم في عدة مواقع غير معلنة من طرفها كمواقع نووية.
وكشف التقرير الذي أعدته الوكالة بطلب من مجلس محافظيها في نوفمبر الماضي، أن إيران قامت سابقًا بأنشطة نووية غير مُعلنة استخدمت فيها مواد نووية في (3) مواقع لا تزال قيد التحقيق، إلى جانب مواقع أخرى مُحتملة، في إطار ما وصفه التقرير بأنه "برنامج نووي منظم غير مُعلن" استمر حتى أوائل العقد الأول من القرن الـ(21).
وأوضح التقرير، أن إيران زادت وتيرة إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة (60) بالمئة، مُشيرًا إلى أن مخزونها من هذا النوع بلغ نحو (409) كيلوجرامات -بزيادة بنسبة تُقارب (49) بالمئة منذ تقرير فبراير الماضي- وهي كمية كافية لتصنيع سلاح نووي إذا تم تخصيبها إلى مستوى (90) بالمئة.
إجمالي مخزون إيران من اليورانيوم المخصب
أما إجمالي مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بجميع درجاته، فقدر التقرير أنه بلغ (9247.6) كيلوجرامًا، وهو ما يتجاوز بنحو (45) مرة الحد المسموح به وفق الاتفاق النووي لعام (2015)، والذي حدد السقف عند (202.8) كيلوجرام بنسبة تخصيب (3.67) بالمئة.
وفي ظل تعقيدات الملف الإيراني وتوتر الأوضاع الإقليمية، يظل مقترح «ويتكوف» محاولة جديدة تحمل في طياتها بصيص أمل لكسر جدار الجمود الطويل في المفاوضات. ورغم التحديات العديدة التي تُواجه هذه المبادرة، فإن استمرار الحوار والبحث عن حلول وسط تبقى السبيل الأمثل لتجنب التصعيد وإعادة الاستقرار إلى المنطقة. الوقت وحده كفيل بكشف مدى جدية الأطراف واستعدادها لتجاوز الخلافات، مع بقاء الأنظار شاخصة نحو ردود الفعل الإيرانية والدولية التي ستُحدد مسار المرحلة المُقبلة.
مفاجأة «ترامب» تُربك حسابات إسرائيل.. وقف التنسيق حول ضرب إيران
في خطوة غير متوقعة، أصدر الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب» قرارًا بوقف التنسيق مع «إسرائيل» بشأن أي خطط مُحتملة لضرب «إيران»، ما أثار موجة من الارتباك داخل الأوساط السياسية والعسكرية في تل أبيب.
وأفادت القناة «12 العبرية»، يوم الخميس، بأن الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب» طلب من وزارة الدفاع والجيش، تعليق التنسيق مع «إسرائيل» بشأن هجوم مشترك مُحتمل على المنشآت النووية في إيران.
تقرير القناة يتوافق مع تحذير ترامب لنتنياهو بشأن إيران
ويأتي تقرير القناة العبرية مُتوافقًا مع تصريحات «ترامب» التي أكد فيها تحذيره لرئيس الوزراء الإسرائيلي، «بنيامين نتنياهو»، من شن هجوم على إيران، في وقت وصلت فيه المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران إلى مراحل مُتقدمة.
ويوم الأربعاء قال «ترامب» للصحفيين: "أود أن أكون صادقًا، نعم فعلت"، وذلك حين سُئل عما إذا كان طلب من نتنياهو خلال مكالمة الأسبوع الماضي الإحجام عن القيام بعمل عسكري.
وأضاف: "قلت إنه لن يكون مُلائمًا في الوقت الراهن. نجري محادثات جيدة جدًا معهم".
وتابع: "أبلغته أن هذا لن يكون مناسبًا الآن لأننا قريبون جدًا من الحل. أعتقد أنهم يريدون إبرام صفقة، وإذا تمكنا من إبرام صفقة فسنُنقذ أرواحا كثيرة".
وأجرت طهران وواشنطن في الأسابيع الأخيرة (5) جولات من المحادثات بشأن الملف النووي الإيراني، وهو أعلى مستوى اتصال بينهما منذ انسحاب الولايات المتحدة عام (2018)، خلال ولاية ترامب الأولى، من الاتفاق الذي وقع عام 2015.
إسرائيل تُواصل تهديدها رغم احتمالية تفتيش أمريكي لإيران
واعلنت إيران، في وقت سابق، من يوم الأربعاء، أنها قد تنظر في السماح لمفتشين أمريكيين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش منشآتها، إذا تم التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة. لكن تل أبيب هددت مرارًا بعمل عسكري ضد عدوها اللدود طهران.
وذكرت تقارير إعلامية أمريكية، الأسبوع الماضي، أن إسرائيل تستعد لضرب المواقع النووية الإيرانية، رغم المحادثات الأمريكية الإيرانية القائمة.
وتشتبه الدول الغربية، وفي مقدمها «الولايات المتحدة وإسرائيل»، بنية إيران امتلاك سلاح نووي، لكن طهران تنفي سعيها لذلك.
ويبقى التساؤل حول مدى تأثير قرار «ترامب» على مستقبل العلاقة الأمريكية-الإسرائيلية، وما إذا كانت هذه الخطوة ستفتح بابًا جديدًا من التوترات في منطقة الشرق الأوسط.
الاتفاق النووي الإيراني على المحك.. وترامب يُحذّر نتنياهو من التدخل
في وقت تتصاعد فيه جهود التوصل إلى «اتفاق نووي جديد مع إيران»، أطلق الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، تحذيرًا صريحًا لرئيس الوزراء الإسرائيلي، «بنيامين نتنياهو»، مُحذرًا من أن أي خطوات قد تتخذها إسرائيل قد تُعرقل سير المفاوضات وتُضعف فرص نجاحها.