علاقة «ترامب وبوتين» في مهب الريح وسط احتمالات عقوبات أمريكية على روسيا

وسط تدهور ملحوظ في العلاقات بين الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، ونظيره الروسي، «فلاديمير بوتين»، تتصاعد المخاوف من فرض عقوبات أمريكية جديدة على روسيا قد تزيد من تعقيد المشهد السياسي الدولي. هذه التوترات تعكس تحولات حادة في المواقف والتوازنات التي كانت تبدو مُستقرة نسبيًا، حيث تتداخل المصالح السياسية والاقتصادية مع صراعات النفوذ، مما يفتح فصلاً جديدًا من التحديات بين القوتين العظميين.
توتر يُهدد مستقبل العلاقات بين واشنطن وموسكو
وفي هذا السياق، تتجه الأنظار إلى تأثير هذه الخلافات المتصاعدة على مستقبل «العلاقات الأمريكية-الروسية» وعلى الاستقرار العالمي بشكل عام.
وتصاعدت الأزمة بشكل كبير بعد اندلاع «الحرب الروسية على أوكرانيا» في (فبراير 2022)، حيث أعرب «ترامب» عن غضبه الشديد من العمليات العسكرية الروسية، خصوصًا القصف المُكثف والمدمّر الذي طال المدن الأوكرانية. هذه الحرب لم تُضعف فقط العلاقات بين «روسيا والغرب»، بل أوقعت الرئيس الأمريكي في موقف صعب بين دعم أوكرانيا والتعامل مع «بوتين»، مما أثر على المواقف السياسية وأعاد ترتيب أولويات السياسة الأمريكية تجاه روسيا.

وتتجه الإدارة الأمريكية إلى تشديد العقوبات الاقتصادية على روسيا، وسط ضغوط داخلية وخارجية تتعلق بانتهاكات موسكو لحقوق الإنسان، والأنشطة العسكرية في أوكرانيا، والتدخل في شؤون دول أخرى. هذه العقوبات تهدف إلى الضغط على روسيا لتغيير سياساتها، لكنها تحمل في طياتها مخاطر تصعيد الصراع بين القوتين.
ترامب يُصعّد لهجته: «بوتين مجنون.. وروسيا على شفا الانهيار»
في غضون ذلك، صعّد الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، من لهجته تجاه «الكرملين»، في تصريحات وصف فيها «فلاديمير بوتين» بـ"المجنون"، مُحذرًا من أن «روسيا قد تكون على حافة الانهيار في ظل استمرار سياساته الحالية».
ولم يتردد «ترامب»، في وصف نظيره «بوتين»، بـ"المجنون"، خلال تصريحاته الأخيرة، مُستنكرًا القصف الروسي المُكثف على أوكرانيا. وأشار إلى أن محاولة السيطرة على أوكرانيا بالكامل قد تنتهي بانهيار روسيا نفسها.
وقال الرئيس الأمريكي، في منشور على منصته «تروث سوشيال»: "كانت لدي دائمًا علاقة جيدة جدًا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكن شيئًا ما أصابه. لقد أصبح مجنونا تمامًا".
وأضاف: "قُلت دائمًا إنه يُريد أوكرانيا كلها وليس جزءًا منها فقط، وربما يتضح أن هذا صحيح، ولكنه إن فعل، فسوف يُؤدي ذلك إلى سقوط روسيا".
ترامب يُوبّخ بوتين بعد قصف دموي في أوكرانيا
وفي وقت سابق، وبّخ «ترامب» نظيره الروسي بشدة مُعربًا عن "استيائه" منه عقب هجوم روسي بعدد قياسي من الطائرات المُسيّرة على أوكرانيا أسفر عن مقتل (13) شخصًا.
ورغم أن «ترامب» دائمًا ما كان يبدي إعجابه بـ«بوتين»، إلا أنه أظهر في الأسابيع الأخيرة إحباطا مُتزايدًا تجاه موقف موسكو خلال مفاوضات الهدنة مع كييف التي وصلت إلى طريق مسدود.
وقال «ترامب»، للصحفيين على مدرج مطار موريستاون في نيوجيرسي قبل صعوده إلى الطائرة الرئاسية: "أنا مُستاء مما يفعله بوتين. إنه يقتل الكثير من الناس، ولا أعرف ما الذي أصابه".
وتابع: "أعرفه منذ زمن طويل. ودائمًا ما كنت على وفاق معه، لكنه يُطلق الصواريخ على المدن ويقتل الناس، وهذا لا يُعجبني إطلاقًا".
وجاءت الهجمات الروسية على أوكرانيا بينما أنهى البلدان أكبر عملية تبادل للأسرى منذ بدء الاجتياح في فبراير 2022.
وفي رد على سؤال بشأن العقوبات، صرّح «ترامب»، بأنه "قطعًا" يُفكر في زيادة العقوبات الأمريكية على روسيا ردًا على أعمال العنف الأخيرة.
ترامب يُشكك بعقلية بوتين
وأوضح الرئيس الأمريكي، "إنه يقتل الكثير من الناس. لا أعرف ما خطبه. وما الذي حدث له بحق الجحيم، أليس كذلك؟ إنه يقتل الكثير من الناس. لست سعيدًا بذلك".
ويتناقض هذا التصريح مع شهادة وزير الخارجية الأمريكي، «ماركو روبيو»، أمام الكونجرس، في وقت سابق، من هذا الأسبوع، عندما قال إن ترامب يعتقد أن "الروس سيوقفون المحادثات" في حال هددهم الآن بفرض عقوبات.
وأجرى «ترامب وبوتين» مكالمة هاتفية استمرت ساعتين الإثنين، وبعدها أعلن الرئيس الأمريكي أن موسكو وكييف "ستبدآن على الفور مفاوضات من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار".
ولم يُقدم «بوتين»، أي التزام بوقف اجتياحه المُستمر منذ (3) سنوات لأوكرانيا، ولم يكشف إلا عن اقتراح بتقديم "مذكرة" تُحدد مطالب موسكو للسلام.
الكرملين يشكر ترامب والشعب الأمريكي رغم الانتقادات
وردًا على سؤال عن تعليقات ترامب حول "جنون" بوتين، شكر «الكرملين» الشعب الأمريكي وترامب شخصيًا على المساعدة في إطلاق مفاوضات السلام، لكنه أشار إلى أن «ترامب» وآخرين ربما يكونون مُثقلين بعبء انفعالي.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: "هذه لحظة حاسمة للغاية، والتي ترتبط بالطبع بعبء انفعالي زائد على الجميع بشكل مُطلق وردود الفعل الانفعالية".

ويوم الإثنين، قال زعيم نظام كييف «فولوديمير زيلينسكي»، إن الهجمات الجوية الروسية الكبيرة على أهداف أوكرانية هي "خيار سياسي" للرئيس الروسي، داعيًا إلى تكثيف الضغط على موسكو. ولم يشر إلى انتقادات «ترامب».
وأضاف «زيلينسكي» في كلمته الليلية المصورة: "لا معنى عسكريًا لهذا، لكنه خيار سياسي واضح، خيار من بوتين، خيار من روسيا، خيار مواصلة الحرب وإزهاق الأرواح".
ويتبادل الجانبان إطلاق أسراب من الطائرات المُسيّرة، بينما تدور معارك ضارية على امتداد مناطق مُهمة من الجبهة.
ويضغط «ترامب» على روسيا وأوكرانيا لإنهاء الحرب المُستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، لكن الطرفين لا يزالان مُتباعدين. وبينما تُحاول قوى كبرى فتح قنوات للحوار، تشتد الحرب وتتقدم القوات الروسية في شرق أوكرانيا.
خيبة أمل أوروبية بسبب ضعف دعم ترامب لعقوبات روسيا
وعبّر «قادة أوروبيون» عن خيبة أملهم لعجزهم حتى الآن عن كسب دعم الرئيس الأمريكي لرؤيتهم بشأن الحرب التي بدأتها روسيا، وإقناعه بفرض عقوبات جديدة أوسع نطاقًا.
وصرّح الرئيس الفرنسي، «إيمانويل ماكرون» بأنه يأمل أن يُؤدي غضب ترامب تجاه بوتين إلى فرض عقوبات جديدة قد تثني الزعيم الروسي عن اتخاذ المزيد من الإجراءات.
ويقول الكرملين إن موسكو تُنفذ "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا لحماية روسيا من اعتداء حلف شمال الأطلسي على حدودها. وتقول أوكرانيا إن "روسيا تشن حربًا عدوانية غير مُبررة".
ومع تعقيد المشهد السياسي وتزايد التوتر بين «ترامب وبوتين»، يظل السؤال قائمًا حول إمكانية التوصل إلى تسويات أو اتفاقات في المستقبل القريب. وبينما تستمر الأطراف في رفع سقف الخطاب والتهديدات، يبقى العالم على حافة تحولات قد تُعيد تشكيل خرائط السياسة الدولية.
«ترامب» يدرس فرض عقوبات أمريكية أكثر صرامة على روسيا
في تحرك جديد، يدرس الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، خطوات تصعيدية ضد «روسيا» تشمل فرض عقوبات أشد، مما قد يُغيّر ملامح العلاقات الأمريكية الروسية في المرحلة المُقبلة.