مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

أوروبا تنتفض دبلوماسيًا.. وفلسطين على أبواب الاعتراف الدولي

نشر
الأمصار

في تحول لافت في المواقف الدولية، بدأت نبرة الخطاب العالمي تميل بشكل متزايد لصالح الاعتراف بدولة فلسطين، في ظل تصاعد الإدانات للعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة. 

 

وقد عبّرت عدة دول أوروبية عن مواقف أكثر حدة ووضوحًا من السابق، حيث لم تكتفِ بالإعراب عن القلق، بل حمّلت إسرائيل مسؤولية مباشرة عن الانتهاكات التي أسفرت عن سقوط آلاف الضحايا من المدنيين، غالبيتهم من النساء والأطفال.

 

هذا التغير في النبرة السياسية والدبلوماسية يأتي بعد عقود من التردد الغربي في مواجهة الرواية الإسرائيلية، ويعكس تنامي الضغط الشعبي والبرلماني داخل أوروبا لوقف المجازر المستمرة في القطاع، والمطالبة بخطوات ملموسة نحو إنهاء الاحتلال. وتلوح في الأفق مؤشرات قوية على توجه عدد من العواصم الأوروبية نحو الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، باعتباره خطوة ضرورية لإرساء سلام عادل ودائم في المنطقة.

 

 

تصاعد المواقف الأوروبية: إدانة للعدوان على غزة وتوجه متسارع نحو الاعتراف بدولة فلسطين

 

حيث أكدت رئيسة الدبلوماسية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، أن اتفاقية الشراكة الموقعة مع إسرائيل منذ عام 2000 ستخضع للمراجعة، في ظل الوضع الإنساني "غير المقبول" في قطاع غزة، في مؤشر واضح على تبدل في مواقف الاتحاد تجاه سياسات تل أبيب.

 

وفي تطور لافت، غيّرت إيطاليا من نهجها الحذر تجاه إدانة إسرائيل، وصوّتت لصالح قرار في منظمة الصحة العالمية يدين الوضع الإنساني الكارثي في غزة، ويدعو إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية دون قيود، وجاء هذا الموقف بعد مصادقة جمعية الصحة العالمية، في جنيف، على القرار الذي قدمه الوفد الفلسطيني، بأغلبية 114 صوتًا مقابل صوتين فقط، وامتناع 15 دولة عن التصويت.

 

وأكد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاجاني، أن إسرائيل تنتهك القانون الإنساني الدولي، مطالبًا بوقف القصف الإسرائيلي على القطاع، وإطلاق سراح المحتجزين. كما عبّر عن دعم بلاده القوي للمبادرة المصرية لإعادة إعمار غزة دون تهجير سكانها، مشيرًا إلى أن إيطاليا ستعترف بدولة فلسطين في إطار عملية تفاوضية تؤدي إلى اعتراف متبادل بين الطرفين.

 

وفي السياق ذاته، حذّر وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية، جان نويل بارو، من أن قطاع غزة أصبح "فخًا للموت"، داعيًا الحكومة الإسرائيلية إلى "العودة إلى رشدها" وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، مؤكدًا أن فرنسا لا تزال "مصمّمة" على الاعتراف بدولة فلسطين.

 

أما وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، فقد شدد خلال لقائه بنظيره الأمريكي، ماركو روبيو، في واشنطن، على ضرورة كسر الحصار المفروض على غزة، ووقف الهجوم العسكري، واصفًا ما يحدث في القطاع بـ"غير المقبول". وأكد ألباريس أن "الحل النهائي" يكمن في إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة على حدود 1967، تشمل الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية عاصمة لها. كما دان إطلاق النار من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي على وفد دبلوماسي أوروبي–عربي أثناء زيارة لمخيم لاجئين في الضفة الغربية.

 

ومن أثينا، وصف رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس العدوان الإسرائيلي بأنه "غير مبرر وغير مقبول"، داعيًا إلى وقف فوري للمجازر في غزة، وتسهيل عمل المنظمات الإنسانية التي تقدم الدعم للسكان.

 

وفي مالطا، أعلن رئيس الوزراء روبرت أبيلا عزم بلاده الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين، في خطوة مرتقبة خلال مؤتمر دولي سيُعقد الشهر المقبل في نيويورك برعاية فرنسية–سعودية، يهدف إلى دعم حل الدولتين. وأكد أبيلا أن بلاده لا يمكن أن تلتزم الصمت تجاه المآسي الإنسانية المتواصلة في غزة، مشيرًا إلى أن حكومته ستكون "الأولى التي تقدم على هذه الخطوة التاريخية".