إسرائيل تحت الضغط.. جهود دولية لوقف حرب غزة

بدأت الدول الأوروبية في إتباع سياسة جديدة أكثر حدة ، تجاه إسرائيل، وذلك بعد أن تسببت الحرب في غزة إلى مقتل أكثر من 53 ألف شخص، كثير منهم من الأطفال.
تدرس دول الاتحاد الأوروبي بالفعل، اتخاذ تدابير اقتصادية إضافية، للضغط على إسرائيل، حيث غذى القلق المتنامي بشأن حجم الدمار في غزة دعوات إلى إعادة تقنين استراتيجية أفضل لإدارة الحرب.
كما فاقم الحصار الإنساني والحجم الهائل من الضحايا المدنيين في القطاع الضغوط على الدول الأوروبية لاتخاذ خطوات أكثر تأثيرا لوقف الحرب.
كما أن هناك شعورا متناميا بالحاجة إلى أدوات جديدة للتأثير على مجريات الحرب.
77 % من مساحة غزة
ذكر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن الجيش الإسرائيلي يفرض سيطرته على نحو 77% من مساحة قطاع غزة، سواء عبر التوغل البري وتمركز القوات داخل المناطق السكنية، أو من خلال القصف الجوي المتواصل وأوامر الإخلاء التي تحول دون عودة السكان إلى منازلهم.
وأوضح البيان أن السيطرة الإسرائيلية تتجسد في "الوجود العسكري المباشر، والسيطرة النارية الكثيفة، إلى جانب انتهاج سياسة الإخلاء القسري".
تجتمع دول أوروبية وعربية في إسبانيا اليوم الأحد من أجل الضغط على إسرائيل لوقف حربها الوحشية على غزة.
وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، قبل الاجتماع المقرر في العاصمة مدريد، إن على المجتمع الدولي أن ينظر في فرض عقوبات على إسرائيل لوقف الحرب في غزة.
وبدأت دول كانت إسرائيل تعتمد عليها منذ فترة طويلة باعتبارها حليفة، تضم أصواتها إلى الضغوط الدولية المتزايدة بعدما وسعت عملياتها العسكرية في غزة.

إسرائيل تحت الضغط
وأكدت رئيسة الدبلوماسية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس ، أنه سيتم مراجعة اتفاقية الشراكة في إسرائيل السارية منذ عام 2000 ، في أعقاب الوضع الغير إنساني في غزة.
وانقلبت إيطاليا التي كانت تحاول تجنب إدانة إسرائيل منذ بداية حرب غزة ، وصوتت لصالح النص الثاني بشأن الوضع في قطاع غزة في منظمة الصحة العالمية، ويتطرق النص إلى الوضع الإنساني والنظام الصحي المنهار ويدعو، من بين أمور أخرى، إلى اعتماد وقف إطلاق نار دائم وعاجل وإتاحة الوصول غير المحدود للمساعدات، وفقا لوكالة نوفا الإيطالية.
بعد التصويت الذي جرى في جنيف بشأن الأوضاع الصحية في الأراضي الفلسطينية، صوتت جمعية الصحة العالمية اليوم على النص الثاني الذي قدمه الوفد الفلسطيني خلال عمله في جنيف، ويتناول النص الوضع الإنساني والنظام الصحي المنهار في غزة، ويدعو إلى اعتماد وقف إطلاق نار دائم وعاجل، والوصول غير المقيد للمساعدات، وحماية المرافق الصحية، وتوفير التمويل الدولي لإعادة الإعمار والاستجابة الصحية.
وتمت الموافقة على النص بأغلبية 114 صوتا مقابل صوتين معارضين وامتناع 15 عضوا عن التصويت. وكما حدث في تصويت الأمس، صوتت اليوم أيضا الممثلية الإيطالية الدائمة في جنيف لصالح القرار.
وكان نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجانى أكد أيضا أن هناك انتهاكا واضحا من إسرائيل للقانون الإنساني الدولي، مطالبا بالتوقف الفوري عن القصف الإسرائيلي لغزة وإطلاق سراح المحتجزين.
كما أضاف وزير الخارجية الإيطالي، إن بلاده تدعم بقوة المقترح المصري الذي تؤيده الدول العربية لإعادة إعمار القطاع دون تهجير السكان، وطالب الوزير الإيطالي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى وقف الغارات على قطاع غزة وإعادة إدخال المساعدات الإنسانية.
وأكد الوزير – وفق بيان صادر عن الخارجية الإيطالية - أن إيطاليا ستعترف بالدولة الفلسطينية، مشيرا إلى ضرورة إجراء عملية تفاوضية مع إسرائيل تعترف فيها الدولتان ببعضهما البعض .
وأشار إلى أن إيطاليا صوتت على قرار منظمة الصحة العالمية الذى يدعو إنهاء حالة الطوارئ الصحية في غزة، مشددا على ضرورة أن تتوافق مع المعايير الدولية.
بالإضافة إلى إيطاليا ، حذر وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو من أن قطاع غزة أصبح "فخاً للموت"، ودعا الحكومة الإسرائيلية إلى "العودة إلى رشدها" وتسهيل مرور المساعدات الإنسانية للقطاع ، في وقت تظل فيه فرنسا "مصممة" على الاعتراف بفلسطين كدولة.
كما أكد وزير الخارجية الإسبانية خوسيه مانويل ألباريس خلال لقاؤه مع نظيره الأمريكي ، ماركو روبيو ، فى أول اجتماع رسمي لهما فى واشنطن ، أن هناك ضرورة لكسر الحصار على غزة ، وتمكين سكان غزة من الحصول على المساعدات الإنسانية دون عوائق بالإضافة إلى أنه وصف ما يحدث فى القطاع بأنه غير مقبول.
وطلب ألباريس من روبيو استخدام نفوذه لدى إسرائيل لتحقيق هذا الهدف، معتبرا أن "الولايات المتحدة دولة مهمة للغاية وأساسية في العالم وتتمتع بثقل سياسي ودبلوماسي كبير".
وأضاف ألباريس، الذي أكد أن "الحل النهائي" للصراع "هو حل الدولتين"، والذي "يتضمن إقامة دولة فلسطينية واقعية وقابلة للحياة، مع سيطرة غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية عاصمة لها"، "نحن جميعا لدينا نفس الهدف: كسر الحصار الإنساني على غزة، ووقف هذا الهجوم العسكري، وإنهاء هذا الانتهاك المنهجي للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي".
كما أدان ألباريس أيضا إطلاق جنود الاحتلال الإسرائيلي النار الأربعاء على وفد مكون من 25 دبلوماسيا عربيا وأوروبيا أثناء زيارة لمخيم للاجئين في الضفة الغربية المحتلة.
كما وصف رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، الهجوم الإسرائيلي الحالي على قطاع غزة بأنه "غير مقبول" و"غير مبرر"، داعيا إلى وقفه الفوري للمجازر الإسرائيلية فى غزة، وقال "ما حدث في الأسابيع والأيام الأخيرة في غزة غير مبرر وغير مقبول"، مضيفا أن إسرائيل "يجب أن توقف هذه العمليات على الفور" وتسهل عمل المنظمات الإنسانية التي تدعم السكان الفلسطينيين حاليا، وأكد الزعيم المحافظ أن اليونان تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة.
أدلى ميتسوتاكيس بهذه التصريحات بعد أن تعرض لانتقادات شديدة من المعارضة اليسارية، التي تتهم الحكومة منذ أيام بـ"عدم الاكتراث" بسفك الدماء في القطاع الفلسطيني و"تجنب إدانة" إسرائيل.
وكانت اليونان واحدة من 10 دول من أصل 27 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي لم تدعم مبادرة مراجعة اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل يوم الثلاثاء الماضي، وهو القرار الذي تم اتخاذه في نهاية المطاف بدعم من دول مثل إسبانيا وفرنسا وبولندا.
كما فشلت اليونان في التوقيع على بيان صادر عن هيئة العمل الخارجي الأوروبية يوم الثلاثاء والذي يدعو إسرائيل إلى "تجديد تدفق المساعدات الإنسانية ووقف إطلاق النار الفوري في غزة"، وهي الوثيقة التي وقعتها 24 دولة، بما في ذلك فرنسا وألمانيا وإسبانيا والمملكة المتحدة وكندا واليابان.