أردوغان يبحث مع الرئيس السوري أحمد الشرع في اسطنبول التطورات الإقليمية

أعلنت الرئاسة التركية في بيان رسمي، أن الرئيس رجب طيب أردوغان استقبل نظيره السوري أحمد الشرع في قصر دولمة بهتشة بمدينة إسطنبول، حيث جرت مباحثات رفيعة المستوى تناولت التطورات الإقليمية والدولية، وملفات العلاقات الثنائية.
لقاء أردوغان والشرع في إسطنبول يعكس تحولًا في العلاقات التركية السورية
وجاء في البيان أن أردوغان أكد خلال اللقاء أن تركيا ستواصل الوقوف إلى جانب سوريا كما فعلت دائمًا، في إشارة إلى تحول لافت في لهجة أنقرة تجاه دمشق، وسط مؤشرات متزايدة على انفتاح سياسي جديد بين البلدين.
كما أعرب الرئيس التركي عن ترحيبه بقرار رفع العقوبات الأمريكية والأوروبية المفروضة على سوريا، مشيرًا إلى أن بلاده كانت من أبرز المطالبين بهذا الإجراء، ومؤكّدًا أن تركيا ستواصل دعمها لدمشق على المستويين السياسي والاقتصادي.
وأكد أردوغان على أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، مشددًا على أن الإدارة والجيش السوري يجب أن يكونا موحدين وتحت مركز قيادة واحد، بما يضمن استقرار البلاد وسيادتها.
وفي ملف السيادة الوطنية، أدان الرئيس التركي ما وصفه بـ"الاحتلال والعدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية"، معتبرًا إياه أمرًا غير مقبول وانتهاكًا لسيادة سوريا.
من جهته، أعرب الرئيس السوري أحمد الشرع عن شكره للرئيس أردوغان على دعمه الحاسم وجهوده الكبيرة في ملف رفع العقوبات عن سوريا، مشيدًا بما وصفه بـ"الدور التركي الداعم لوحدة سوريا واستقرارها".
ويرى مراقبون أن هذه التصريحات تمثل نقطة تحول مهمة في العلاقات بين دمشق وأنقرة، والتي شهدت توترًا لسنوات طويلة على خلفية النزاع في سوريا، وقد تمهد لإعادة رسم التحالفات الإقليمية في ضوء التغيرات الدولية المستجدة.
وصل الرئيس السوري أحمد الشرع إلى مدينة إسطنبول التركية اليوم، على رأس وفد حكومي رفيع المستوى، في زيارة رسمية هي الأولى من نوعها منذ سنوات.
زيارة الرئيس السوري إلى تركيا:
وضم الوفد للرئيس السوري أحمد الشرع خلال زيارته تركيا، كلا من وزير الخارجية أسعد الشيباني ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة.
وكان في استقبال الرئيس الشرع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، حيث جرى اللقاء في قصر دولمة بهتشة، أحد أبرز المقار الرسمية في إسطنبول، وسط إجراءات بروتوكولية رفيعة.
وأعلنت الرئاسة السورية أن الرئيسين عقدا مباحثات تناولت عدداً من الملفات المشتركة، دون الكشف عن تفاصيل إضافية حول مضمون اللقاء أو الاتفاقات المحتملة التي قد تكون أُبرمت.
وتأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه المنطقة تطورات سياسية وأمنية لافتة، ما يمنح اللقاء أهمية خاصة على صعيد العلاقات الثنائية، خاصة في ظل التباينات التي سادت بين دمشق وأنقرة خلال السنوات الماضية.
ويرى مراقبون أن اللقاء قد يمهد الطريق لتقارب سياسي محتمل، أو على الأقل لإعادة فتح قنوات الحوار بين الجانبين في ملفات تتعلق بالأمن الإقليمي، واللاجئين، والوضع على الحدود المشتركة.
عقد رئيس جهاز الاستخبارات التركي إبراهيم قالن،، مباحثات مع الرئيس السوري أحمد الشرع وغيره من كبار المسئولين السوريين.
وأفادت مصادر أمنية للأناضول، بأن قالن التقى في دمشق إلى جانب الشرع، كلا من وزير الخارجية أسعد الشيباني ورئيس الاستخبارات حسين السلامة.
وبحسب المصادر نفسها، فقد تخلل اللقاء مناقشة العلاقات الثنائية بين تركيا وسوريا، مع التأكيد على أهمية وحدة أراضي سوريا وسيادتها واستقرارها السياسي.
وأكد قالن أن تركيا ستكون دائمًا إلى جانب سوريا، وتم التأكيد كذلك على استعداد تركيا لتقديم كل أنواع الدعم اللازم لحكومة دمشق.
وفي إطار التطورات الإقليمية، بحث المجتمعون الهجمات الإسرائيلية على سوريا والانتهاكات الجوية، ورفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا، ومكافحة داعش، وعودة اللاجئين السوريين طواعية وبشكل آمن إلى بلادهم.
وتشهد مناطق ريف دير الزور الشرقي، وخاصة مدينة الميادين، من حين إلى آخر تفجيرات وهجمات مسلحة تُنسب غالبًا إلى خلايا نائمة تابعة لتنظيم "داعش"، الذي لا يزال يحتفظ بنشاط محدود في بعض الجيوب الصحراوية رغم هزيمته عسكريًا.
وتأتي هذه العملية بعد فترة من الهدوء النسبي في المدينة، ما يثير مخاوف من عودة التوترات الأمنية، وسط دعوات لتشديد الإجراءات وتعزيز الحضور الأمني في المنطقة.
ومن المتوقع أن تصدر تفاصيل رسمية إضافية خلال الساعات المقبلة بشأن حصيلة الضحايا والجهة المنفذة وطبيعة الأضرار.