مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

واشنطن وأنقرة تجتمعان.. لقاء حاسم لبحث مستقبل سوريا بعد رفع العقوبات

نشر
سوريا وتركيا
سوريا وتركيا

في خطوة دبلوماسية مهمة تعكس تحولات إقليمية ودولية في الملف السوري، اجتمعت مجموعة العمل التركية-الأمريكية في واشنطن لمناقشة مستقبل سوريا في ظل قرار الولايات المتحدة برفع العقوبات عن دمشق. 

اجتماع تركيا وأمريكا بشأن سوريا:

يأتي هذا اللقاء الحاسم في توقيت دقيق، وسط تحركات سياسية وأمنية مكثفة تهدف إلى إعادة ترتيب الأوضاع في سوريا، وتثبيت أُسس الأمن والاستقرار في المنطقة، ومواجهة تحديات الإرهاب التي ما زالت تهدد استقرار الشرق الأوسط.

عقدت مجموعة العمل التركية-الأمريكية المعنية بالملف السوري اجتماعًا موسعًا في العاصمة الأمريكية واشنطن، لبحث سبل التعاون المشترك في تحقيق الأمن والاستقرار، ومكافحة الإرهاب في سوريا. 

يأتي هذا الاجتماع بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع العقوبات عن دمشق، في أول لقاء ثنائي موسع بين الجانبين منذ إعادة تنشيط آلية العمل المشترك بين أنقرة وواشنطن حول الملف السوري.

ترأس الاجتماع من الجانب التركي نائب وزير الخارجية حيي المز، فيما مثل الجانب الأمريكي نظيره كريستوفر لاندو، وجاء هذا اللقاء بعد أيام من اجتماع ثلاثي ضم وزراء خارجية تركيا والولايات المتحدة وسوريا في أنطاليا، حيث ناقشوا خريطة طريق لتطبيق قرار رفع العقوبات.

وبحسب مصادر دبلوماسية تركية، سيركز الاجتماع على وضع آلية مشتركة لتطبيق قرار رفع العقوبات على سوريا، بما في ذلك تحديد الجدول الزمني والإجراءات المرتقبة.

 كما تناول الاجتماع موضوع إعادة هيكلة الوجود العسكري الأمريكي في شمال شرق سوريا، وتوسيع التنسيق مع أنقرة لدعم الاستقرار ومنع عودة تنظيم داعش.

يأتي هذا الاجتماع ضمن تحركات دبلوماسية إقليمية مكثفة قادتها تركيا، تهدف إلى تشكيل منصة مشتركة مع دول الجوار لدعم دمشق في مكافحة الإرهاب، من خلال إنشاء مركز عمليات مقترح في العاصمة السورية، بالإضافة إلى محادثات وزارية جرت في كل من عمان وأنقرة بشأن الترتيبات الأمنية المرتبطة برفع العقوبات.

يشير هذا اللقاء إلى بداية مرحلة جديدة في العلاقات الأمريكية-السورية، ترسم ملامحها أنقرة وواشنطن عبر بوابة رفع العقوبات والسيادة، فضلاً عن الأمن والاستقرار. 

ويبقى السؤال مفتوحًا حول السيناريوهات السياسية والأمنية المحتملة التي قد تفرزها هذه الخطوة الحاسمة في الملف السوري.

ومن جانبه، أكد وزير الدفاع التركي، اليوم، أن استقرار سوريا والحفاظ على وحدة أراضيها يعدان من القضايا الأساسية التي تؤثر بشكل مباشر على مستقبل منطقة الشرق الأوسط. 

وقال في تصريحات صحفية: “إن تركيا تواصل دعم الجهود الرامية لتحقيق استقرار طويل الأمد في سوريا، وأن الحفاظ على وحدة الأراضي السورية يشكل ركيزة أساسية للأمن الإقليمي والدولي”.

تصريحات وزير الدفاع التركي بشأن مستقبل الأوضاع في سوريا:

وأضاف وزير الدفاع التركي، أن بلاده تلتزم بتقديم الدعم المستمر للقدرات الأمنية والدفاعية في سوريا، سواء من خلال التدريب أو من خلال التعاون العسكري، وذلك بهدف تعزيز قدرة القوات السورية على مواجهة التحديات الأمنية المختلفة، بما في ذلك الإرهاب.

وأكد وزير الدفاع التركي، أن تركيا ستواصل حربها ضد المنظمات الإرهابية في المنطقة، مشيراً إلى أن هذه الحرب تستهدف الحفاظ على أمن تركيا وسوريا والدول المجاورة. وأضاف: “لن نتوانى عن مواجهة أي تهديدات تمس أمننا الوطني أو استقرار المنطقة”.

ويأتي هذا التصريح في وقت يشهد فيه الوضع في سوريا تحديات كبيرة على صعيد الأمن والسياسة، وسط محاولات مستمرة من قبل القوى الإقليمية والدولية لتحقيق استقرار نسبي بعد سنوات من النزاع.