بالاسماء: برلمان ليبيا يتحرك لتشكيل حكومة جديدة.. 11 مرشحا ومطالب بدعم دولي

بدأ مجلس النواب في ليبيا أولى خطواته العملية لتشكيل أخرى جديدة، وذلك في أعقاب اتساع رقعة الاحتجاجات بالعاصمة طرابلس واستقالة عدد من الوزراء من حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا عبدالحميد الدبيبة.
ففي بيان رسمي صادر عن مجلس النواب في ليبيا، قال البرلمان إن حكومة الدبيبة «قد سقطت فعليًا منذ ثلاث سنوات بقرار سحب الثقة، واليوم أسقطها الشعب الليبي في الشارع»، واصفًا إياها بأنها أصبحت «والعدم سواء».
يأتي هذا التطور عقب استقالات جماعية في صفوف حكومة الوحدة الوطنية (ومقرها طرابلس)، وسط تصاعد خطير في الأوضاع الأمنية بالعاصمة خلال الأيام الماضية، نتيجة اشتباكات عنيفة أسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين ودمار واسع في البنية التحتية، بالتزامن مع مظاهرات شعبية غاضبة تطالب بإسقاط الحكومة المنتهية ولايتها.
رصاص.. وغضب شعبي
وأدان مجلس النواب في ليبيا ما وصفه بـ"القمع العنيف" للمتظاهرين السلميين، مشيرًا إلى أن مجموعات مسلحة تابعة لحكومة الدبيبة فتحت النار على المحتجين، رغم التحذيرات الصادرة مسبقًا عن البرلمان وبعثة الأمم المتحدة.
ودعا مجلس النواب في ليبيا، الأجهزة الأمنية في طرابلس إلى حماية المتظاهرين وضمان حق الليبيين في التعبير السلمي عن مطالبهم.
تشكيل حكومة جديدة
وأعلن مجلس النواب في ليبيا، عن تشكيل لجنة مشتركة مع المجلس الأعلى للدولة لاختيار رئيس وزراء جديد، وتضم اللجنة ثمانية أعضاء بواقع أربعة من كل طرف، مهمتهم مراجعة ملفات المرشحين وفرزها.
وفي خطوة لافتة لتعزيز الشفافية، أحال البرلمان ملفات 11 مرشحًا إلى النائب العام للتأكد من استيفائهم الشروط القانونية، تمهيدًا لعرضهم على البرلمان للبت النهائي.
قائمة مرشحين.. مزيج من السياسيين والتكنوقراط
شملت قائمة المرشحين أسماء بارزة تمثل تنوعًا جغرافيًا وسياسيًا، بينهم:
سلامة إبراهيم الغويل وزير دولة سابق للشؤون الاقتصادية
عصام محمد أبوزريبة وزير الداخلية الحالي بالحكومة الليبية
عبد الحكيم علي بعيو رجل أعمال من مصراتة ومرشح رئاسي سابق
فضيل محمد الأمين مرشح رئاسي سابق من بنغازي
محمد أحمد المزوغي سياسي واقتصادي بارز
محمد عبداللطيف المنتصر رجل أعمال من مصراتة
إلى جانب مرشحين من خلفيات طبية، إدارية، ورياضية.

مناشدة بدعم دولي وتحرك أممي
ووجّه رئيس مجلس النواب في ليبيا، المستشار عقيلة صالح، رسالة رسمية إلى بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، دعا فيها إلى دعم جهود البرلمان في تشكيل حكومة جديدة بالتنسيق مع مجلس الدولة، مطالبًا بإيفاد مبعوث أممي لحضور عملية فرز ملفات المرشحين.
وأكد مجلس النواب في ليبيا، أن هذه الخطوة تحظى بدعم اللجنة الاستشارية التابعة للبعثة الأممية، في مؤشر على انفتاح دولي تجاه مرحلة ما بعد الدبيبة.
مهام انتقالية وولاية زمنية
وحدد مجلس النواب في ليبيا، مهام الحكومة القادمة في عدد من الأهداف الأساسية، أبرزها:
توفير بيئة آمنة لإجراء الانتخابات وبسط سلطة الدولة على كامل الأراضي الليبية وتقديم الدعم الإداري والمالي للمفوضية الوطنية العليا للانتخابات والالتزام بالأطر التشريعية والسياسية للمرحلة الانتقالية مع الحفاظ على المال العام وعدم الدخول في التزامات دولية طويلة الأمد.
وحسب المقترح البرلماني يتم تحديد مدة ولاية الحكومة الانتقالية بـ24 شهرًا على أن تبدأ الاستعدادات للانتخابات قبل ثمانية أشهر من نهاية هذه الفترة
قلق أمني
ميدانيا، تبقى الأوضاع في طرابلس شديدة الهشاشة، خاصة مع استمرار انتشار المجموعات المسلحة الموالية لحكومة الدبيبة، مما يثير تساؤلات حول قدرة أي حكومة جديدة على ممارسة مهامها فعليًا دون صدام مع الفصائل المسلحة المسيطرة على الأرض.

مجلس الأمن يدعو لحماية المدنيين ويشدد على أهمية تحقيق السلام في ليبيا
وقد دعا أعضاء مجلس الأمن جميع الأطراف في ليبيا إلى حماية المدنيين، مؤكدين أهمية تحقيق تقدم عاجل نحو إحلال السلام والاستقرار والأمن الدائم للشعب الليبي.
كما جددوا دعمهم لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (أونسميل) ولجهود الممثلة الخاصة للأمين العام، مشددين على احترامهم الكامل لسيادة ليبيا واستقلالها وسلامة أراضيها ووحدتها الوطنية.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، طالب أعضاء المجلس بمحاسبة المسؤولين عن الهجمات ضد المدنيين، ورحبوا بالتقارير التي أشارت إلى التوصل إلى هدنة، داعين إلى احترامها دون شروط، والعمل على التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وجدد أعضاء مجلس الأمن التزامهم القوي بعملية سياسية شاملة يقودها ويملكها الليبيون، وتيسّرها الأمم المتحدة، مع التأكيد على ضرورة توحيد جميع المؤسسات، بما في ذلك المؤسسات العسكرية والأمنية.