العراق يتألق في القمة العربية الـ34.. إشادة عربية ودولية بالتنظيم ودوره القيادي

في لحظة حاسمة من تاريخ المنطقة العربية، حيث تتزايد التحديات وتتقاطع مع تطلعات الشعوب نحو الاستقرار والتنمية، برز العراق من جديد كقوة دبلوماسية فاعلة وصاحبة حضور متجدد على الساحة العربية والدولية.
بغداد للعرب:
العاصمة بغداد، التي لطالما كانت شاهدة على التحولات الكبرى، استعادت دورها التاريخي كمركز للحوار والتوافق العربي، عبر استضافتها الناجحة لأعمال القمة العربية في دورتها الرابعة والثلاثين، والتي تحوّلت إلى محطة إشادة واسعة على المستويات العربية والإقليمية والدولية، وأكدت تعافي العراق وعودته بثبات إلى موقعه القيادي في المنطقة.
إشادات رسمية ودولية واسعة
أحمد أبو الغيط – الأمين العام لجامعة الدول العربية

في مؤتمر صحفي عقد ببغداد، عبّر أبو الغيط عن تقديره البالغ للدور العراقي، قائلًا: "العراق هو الدولة الأولى التي تترأس القمتين السياسية والاقتصادية، وأعبر عن عميق الشكر باسم الجميع لحسن التنظيم والأداء العراقي المحترم... ما شهدناه في بغداد يعكس تعافيها".
أنطونيو غوتيريش – الأمين العام للأمم المتحدة

أشاد غوتيريش بالتقدم السياسي والمؤسساتي في العراق، مشيرًا إلى أن "الوقت بات مناسبًا لإنهاء عمل بعثة يونامي مع نهاية هذا العام، وهو ما يعكس نضوج العملية السياسية العراقية".
وأضاف أن انعقاد القمة في بغداد يمثل لحظة فارقة تمر بها المنطقة، مؤكدًا أن "التحولات الجارية في المنطقة ليست قوى طبيعية بل نتائج لخيارات سياسية، وأن الحلول لا تزال بأيدي القادة".
شي جين بينغ – رئيس جمهورية الصين الشعبية

وجّه الرئيس الصيني رسالة تهنئة إلى القادة العرب، مشيدًا بترؤس العراق للقمة، وقال: "ننظر إلى علاقاتنا مع الدول العربية من منظور استراتيجي بعيد المدى، وسنظل شركاء موثوقين لدعم القضايا العادلة في المنطقة".
وأضاف أن العلاقات الصينية العربية تشهد ازدهارًا متسارعًا وأن قمة الرياض المقبلة في عام 2026 ستشكّل محطة مهمة جديدة في هذا المسار.
الشيخ تميم بن حمد آل ثاني – أمير دولة قطر

أعرب عبر تدوينة على منصة "X" عن امتنانه لدور العراق، قائلاً: "نشكر جمهورية العراق الشقيقة على جهودها في توطيد أواصر الأخوة ودورها الفاعل في تدعيم العمل العربي المشترك".
رئيس الحكومة الإسبانية

أشاد بالدور البنّاء الذي يلعبه العراق في المنطقة، مشيرًا إلى أن دعوته لحضور القمة تعكس حرص القيادة العراقية على توسيع العلاقات الدولية وتعزيز أواصر التعاون.
محمد علي النفطي – وزير الخارجية التونسي

نقل في كلمته شكر الرئيس التونسي قيس سعيّد للعراق، مشيرًا إلى أن جدول أعمال القمة يعكس وعيًا جماعيًا بحجم التحديات التي تواجه شعوبنا، ويؤكد الحاجة لإعادة ترتيب الأولويات التنموية بما يلبّي تطلعات الإنسان العربي.
ملفات محورية وحلول شاملة
شكلت القمة منصة حوار استراتيجي تناولت أبرز القضايا المصيرية في المنطقة، من خلال مداخلات ومبادرات متعددة، أبرزها:
القضية الفلسطينية: تأكيد جماعي على مركزيتها، ورفض واسع للعقوبات الجماعية على غزة، مع الدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار وضمان تدفق المساعدات الإنسانية.
الأزمة في السودان: تنسيق عربي–أممي–أفريقي لدفع المسار السلمي واستقرار البلاد.
الأوضاع في سوريا ولبنان: الدعوة إلى حلول سياسية شاملة تضمن السيادة والاستقرار.
مبادرات عراقية تنموية: العراق قدّم خمس مبادرات نوعية شملت مكافحة الفساد، دعم الفلاح والعامل، مواجهة الجريمة المنظمة، صندوق للإعمار، وإنشاء غرفة عمليات لمكافحة المخدرات.
نحو مرحلة جديدة من الدور العراقي
لم تكن قمة بغداد حدثًا دبلوماسيًا تقليديًا، بل محطة مفصلية في عودة العراق إلى واجهة القرار العربي، بعد سنوات من التحديات الداخلية والإقليمية.
الإشادات الواسعة التي تلقاها من قادة العالم العربي والمنظمات الدولية تعكس مكانته المستعادة كلاعب محوري، قادر على المساهمة الفاعلة في صياغة مستقبل المنطقة، ودعم القضايا العادلة، وتعزيز الاستقرار والتنمية المستدامة.