المغرب وموريتانيا يعززان الشراكة الاقتصادية من “البوابة البرلمانية

رغبة مغربية متجددة في مَدّ جسور التعاون من الرباط إلى نواكشوط بدَت واضحة ضمن أجندة وأشغال الدورة الأولى للمنتدى البرلماني الاقتصادي الموريتاني المغربي، الذي تحتضنه نواكشوط على مدى يومين، أمس الجمعة واليوم السبت، كما تجسّد ذلك من خلال وفد مغربي رفيع المستوى والتمثيلية؛ بقيادة رئيس مجلس النواب، فضلا عن وزراء الفلاحة والتجارة الخارجية.
الجلسة الافتتاحية للمنتدى، التي ترأسها رئيس مجلس النواب المغربي راشيد الطالبي العلمي إلى جانب رئيس الجمعية الوطنية الموريتانية محمد بمب ولد مكت، بحضور برلمانيين ووزراء ومسؤولين وفاعلين اقتصاديين من البلدين، رسّخت بقوة مكانة وثقل “العمق الإفريقي المشترك” بوصفه “مجالا فريدا للشراكة المغربية الموريتانية”، حسب العلمي.
مصلحة متبادلة
محمد نشطاوي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض بمراكش، قال إن “من مصلحة البلدين تكثيفُ العمل للدخول في دينامية غير فاترة من التعاون والتنسيق وتبادل الآراء”، راصدا أن ثمّة “حاجة إلى وضع خارطة طريق للتعاون في إطار المنتدى البرلماني الاقتصادي الموريتاني–المغربي في أُولى دوراته”.
وسجل نشطاوي، في تصريحه لهسبريس، أن “العلاقات الثنائية بين البلدين شهدت تطورا ملحوظا وزيادة في تبادل الزيارات الحكومية”، معتبرا أن “السفارة المغربية في نواكشوط أصدرت أكثر من 50 ألف تأشيرة للموريتانيين قصد زيارة المغرب؛ مما يظهر قوة التعاون بين البلدين الجاريْن”.

وأضاف الأستاذ الجامعي المتخصص في العلاقات الدولية شارحا: “المصلحة المتبادلة تترسخ، لا سيما أن المغرب يَعتبر موريتانيا جزءا لا يتجزأ من استراتيجيته فيما يتعلق بالتعاون مع إفريقيا بشكل عام وبلدان الجنوب وبلدان الساحل والصحراء وإفريقيا الغربية بشكل خاص”، مبرزا أهمية موريتانيا التي “تقع في صلب مبادرة المملكة المغربية لبلدان الساحل بمبادرة كما تتوسط صلب المبادرة الملكية تجاه البلدان الإفريقية الأطلسية، وكذلك باهتمام خاص فيما يتعلق بخط أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب”؛ ما يرفع من وتيرة سعيِ البلدين إلى “تعزيز التعاون والتنسيق بينهما”.
واستحضر المتحدث أن “هذا المنتدى المشترك يحلّ في سياقات تسعى خلالها الجزائر إلى تشكيل تحالف مع تونس وليبيا بعيدا عن المغرب وموريتانيا”؛ ما يؤشر إلى أهمية تمتين التعاون، لا سيما في شقه الاقتصادي التجاري والبرلماني– المؤسساتي.
وختم نشطاوي تصريحه بالإشارة إلى “تركيز الرباط وبلاد شنقيط على تمتين التعاون في مجالات التجارة البيْنية أو متعددة الأطراف والصناعات الغذائية والزراعية والبحرية”، منوها بـ”اللقاءات بين البلدين التي تهدف إلى تعزيز الحوار وتبادل وجهات النظر حول المشاريع المشتركة”.
علاقات نموذجية
من منظور اقتصادي-استراتيجي، سجل محمد جدري، محلل اقتصادي ومدير ‘مرصد مراقبة العمل الحكومي’، أن “المغرب يركز على تعزيز علاقاته مع موريتانيا لغاية ساطعة هي دعمُ اقتصاد شمال وغرب إفريقيا”، منوها إلى “العلاقات بين المغرب وموريتانيا تتميز بمبدأ “رابح رابح” كنموذج للعلاقات جنوب-جنوب”.
واعتبر المحلل الاقتصادي ذاته، معلقا على دلالات المنتدى البرلماني الاقتصادي المغربي-الموريتاني، أن “المغرب يساهم في تطوير الاقتصاد الموريتاني من خلال مبادرات متعددة”، معددا على الخصوص ما سيُضْفيه ويُضيفه ميناء الداخلة الأطلسي على دينامية الأنشطة التجارية واللوجستية والنقل الدولي بين البلدين اللذين تجمعهما حدود شاسعة مشتركة وعلاقات تاريخية ضاربة”.
واسترسل بالشرح: “من المعلوم أن المغرب يسعى إلى توفير منفذ للدول الإفريقية نحو المحيط الأطلسي، بما فيها موريتانيا، وكذلك مشروع خط أنبوب الغاز النيجيري المغربي يتضمن مشاركة موريتانيا”.