البابا ليو الرابع عشر.. حليف خفي لـ«ترامب» أم خصم عقائدي؟

في أولى خطواته على رأس الكنيسة الكاثوليكية، يُثير البابا «ليو الرابع عشر» تساؤلات واسعة حول توجهاته السياسية، ومدى تقاطعه أو تصادمه مع الخطاب الشعبوي الذي يُمثله الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب».
ويُنظر إلى انتخاب أول بابا أمريكي كخطوة غير مسبوقة أثارت تكهنات بشأن «التأثير السياسي الأمريكي»، وتحديدًا من قبل إدارة ترامب، في رسم ملامح قيادة الفاتيكان.
يُشار إلى أن البابا «ليو الرابع عشر»، المعروف أيضا باسم الكاردينال «روبرت بريفوست»، على الرغم من أنه أمريكي المولد، قضى تقريبًا حياته الرعوية بأكملها في بيرو. ولكن رغم ذلك، بعد دقائق من إعلان اسمه من شرفة كاتدرائية القديس بطرس، كتب الرئيس «دونالد ترامب» على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي، أنه "فخور باختيار البابا الأمريكي".
وقال ترامب: إن "هذا شرف عظيم لواشنطن"، مُعربًا عن أمله في أن يلتقي قريبًا بالبابا الجديد.
توقعات بدور وساطة للفاتيكان يتقاطع مع موقف أمريكا
واعتبر العديد من الخبراء رد فعل «ترامب» بمثابة إشارة إلى أن البابا الجديد سيتصرف بما يخدم مصالح واشنطن. ومن ناحية أخرى، توقع عدد من المحللين أن يستعيد «الفاتيكان» دوره كوسيط على المستوى العالمي. وستكون هذه الوساطة متزامنة بشكل واضح مع الموقف الأمريكي.
وفي وقت سابق تحدث «ترامب» عن الفاتيكان وذكر أنه يصلح تمامًا لهذا الدور، بل نشر رسمة لنفسه في صورة البابا على شبكات التواصل الاجتماعي الخاصة به.
ويُجدر الذكر أن إلقاء نظرة فاحصة على تصريحات «بريفوست» يكشف أنه لم يخجل من انتقاد إدارة ترامب علانية. على سبيل المثال، قال «بريفوست»: إن نائب الرئيس الأمريكي «جيه دي فانس» مُخطئ بشكل أساسي بشأن قضية ترحيل المهاجرين.
نظرية المؤامرة
لكن البعض يرى وجود عنصر من نظرية المؤامرة وراء انتخاب «بريفوست»، لأن اسمه لم يكن حتى بين العشرة الأوائل من "البابابيلي" - المرشحين الأكثر احتمالًا لكرسي الفاتيكان. ولكن قبل أسبوع واحد فقط من التصويت، نشر العديد من المنشورات الكاثوليكية الأمريكية في وقت واحد مواد تُشير إلى أن بريفوست هو الذي يُرجح أن يُصبح البابا. وقد لاحظت ذلك صحيفة «Catholic Vote»، وهي مطبوعة تملكها أكبر منظمة كاثوليكية محافظة لحقوق الإنسان في الولايات المتحدة. وفجأة، بدأت وسائل أعلام كبيرة مثل صحيفة «نيويورك تايمز»، والمراسل الوطني الكاثوليكي، وصحيفة إنجلترا الكاثوليكية هيرالد، وكروكس، وبيلار، بحملة ترويج واضحة لصالح المرشح بريفوست. وفي مختلف المقالات المنشورة تم كيل المديح له بكل الطرق الممكنة، وتمت الكتابة عن صفاته الشخصية وفضائله "الاستثنائية".
وفي الوقت نفسه، تم التعتيم على تورطه في فضائح، على سبيل المثال، عندما دافع، في وقت سابق، عن أحد مرؤوسيه المشتبه في ارتكابه اعتداء جنسيًا، أو حالة مماثلة في بيرو.
رئيس العراق يُهنئ «ليو الرابع عشر» بمُناسبة انتخابه بابا للفاتيكان
من ناحية أخرى، في رسالة تهنئة تحمل أبعادًا إنسانية ودينية، هنأ رئيس جمهورية العراق، «عبد اللطيف جمال رشيد»، البابا «ليو الرابع عشر» بمُناسبة انتخابه بابا للفاتيكان، مُتمنيًا له النجاح في قيادته الدينية.