في اليوم العالمي للصحافة.. غزة تفقد مئات الصحفيين خلال الحرب

يحتفل العالم في الثالث من آيار/مايو من كل عام باليوم العالمي لحرية الصحافة، وهو يوم حددته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو، لتحيي عبره ذكرى اعتماد إعلان ويندهوك التاريخي الذي تم في اجتماع للصحافيين الأفارقة في 3 أيار/ مايو 1991.

كان هدف هذا الإعلان تذكير الحكومات بضرورة احترامها لحرية الصحافة، كما ونصَّ هذا الإعلان على ضمان بيئة إعلامية حرة وآمنة للصحافيين، وكذلك يعتبر الثالث من أيار يوم لتأمل الصحافيين والإعلاميين حول قضايا حرية الصحافة وأخلاقياتها.
وتخصص الأمم المتحدة هذا اليوم للاحتفاء بالمبادئ الأساسية، وتقيييم حال الصحافة في العالم، وتعريف الجماهير بانتهاكات حق الحرية في التعبير، والتذكير بالعديد من الصحافيين الذين واجهوا الموت أو السجن في سبيل القيام بمهماتهم في تزويد وسائل الإعلام بالأخبار اليومية.

العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة
منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023، شهد القطاع تصعيدًا غير مسبوق في استهداف الصحفيين، مما جعل هذه الفترة من أكثر الفترات دموية في تاريخ الصحافة الحديث. وفقًا لتقارير منظمات دولية مثل لجنة حماية الصحفيين (CPJ) ومنظمة مراسلون بلا حدود (RSF)، قُتل أكثر من 170 صحفيًا، معظمهم فلسطينيون، نتيجة الغارات الجوية الإسرائيلية أو الاستهداف المباشر أثناء تغطيتهم للأحداث.
استهداف الصحفيين والمؤسسات الإعلامية
تعرضت المؤسسات الإعلامية في غزة لاستهداف ممنهج، حيث تم تدمير العديد من المكاتب والمقار، بما في ذلك مكاتب قناة الجزيرة. كما تم اتهام بعض الصحفيين بالانتماء إلى منظمات إرهابية، مما أثار قلقًا واسعًا بين منظمات حقوق الإنسان والصحافة الدولية.
دعوات للمحاسبة والحماية
تطالب منظمات مثل CPJ وRSF بفتح تحقيقات دولية مستقلة في مقتل الصحفيين في غزة، وتوفير الحماية اللازمة لهم، وضمان حرية العمل الصحفي في مناطق النزاع. كما دعت إلى رفع القيود المفروضة على دخول الصحفيين الدوليين إلى غزة لتوثيق الأحداث.
استهداف الصحفيين والمؤسسات الإعلامية في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023 يُعد من أخطر الانتهاكات التي شهدها العالم في العصر الحديث، حيث وثّقت منظمات دولية أرقامًا صادمة تُبرز حجم الكارثة.
إحصائيات وأرقام صادمة
بلغ عدد القتلى من الصحفيين حتى مايو 2025، ما لا يقل عن **210 صحفيين فلسطينيينفي غزة نتيجة الغارات والقصف الإسرائيلي، وفقًا للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وفي عام 2024 الذي يعد هو الأسوأ شهد عام مقتل 55 صحفيًا فلسطينيًا، ما يجعل فلسطين أخطر مكان للصحفيين في العالم خلال ذلك العام.
تدمير المؤسسات الإعلامية، حيث تم تدمير العديد من مقار وسائل الإعلام، بما في ذلك مكاتب قناة الجزيرة، في غارات إسرائيلية

أبرز الصحفيين الذين فقدوا حياتهم
حمزة الدحدوح
مصور في قناة الجزيرة، قُتل في 7 يناير 2024 إثر استهداف طائرة مسيّرة إسرائيلية لسيارته أثناء عودته من تغطية أوضاع اللاجئين في جنوب غزة.
إسماعيل الغول ورامي الرفاعي
صحفيان في قناة الجزيرة، قُتلا في 31 يوليو 2024 في غارة جوية استهدفت مخيم الشاطئ، رغم ارتدائهما سترات الصحافة ووجود علامات واضحة على سيارتهما.
فاطمة حسونة
مصور صحفية وفنانة، قُتلت في 16 أبريل 2025 مع عشرة من أفراد عائلتها في غارة جوية على منزلهم في حي التفاح بمدينة غزة.
عادل زوروب
صحفي مستقل، قُتل في 19 ديسمبر 2023 مع أكثر من 22 شخصًا من عائلته وأسر أخرى في غارة جوية استهدفت منزله في رفح.
سعيد الطويل ومحمد صبح وهشام النواجحة
قُتلوا في 9 أكتوبر 2023 في غارة جوية استهدفت منطقة تضم عدة وسائل إعلام في حي الرمال بغزة.
آيات خضورة
مدونة فيديو مستقلة، قُتلت في 20 نوفمبر 2023 في غارة جوية، وكانت قد نشرت مقطع فيديو قبل وفاتها تتحدث فيه عن معاناة سكان غزة.
شهادات ومواقف دولية
مراسلون بلا حدود: وصفت الوضع في فلسطين بأنه "كارثي"، وأكدت أن استهداف الصحفيين بات "شائعًا للغاية".
الأمم المتحدة: أدان خبراء حقوق الإنسان في الأمم المتحدة قتل الصحفيين وإسكاتهم في غزة، معتبرين ذلك انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.
لجنة حماية الصحفيين: أفادت بأن عام 2024 شهد مقتل عدد قياسي من الصحفيين، ثلثهم في غزة، مما يعكس المخاطر الجسيمة التي يواجهها الصحفيون هناك.
الأبعاد الإنسانية
جرائم حرب محتملة: استهداف الصحفيين يُعد خرقًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، خصوصًا اتفاقيات جنيف التي تضمن حماية المدنيين ومن ضمنهم الصحفيون أثناء النزاعات.
دعوات للمحاسبة: دعت منظمات حقوقية ودولية إلى إجراء تحقيقات مستقلة ومحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات.
ما يحدث في غزة يُشكل تهديدًا خطيرًا لحرية الصحافة والحقيقة. الاستهداف الممنهج للصحفيين والمؤسسات الإعلامية لا يقتصر على تكميم الأفواه، بل يُعد محاولة لطمس الحقيقة ومنع العالم من معرفة ما يجري على الأرض.