مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

عقب قمة القاهرة.. أبرز القمم العربية التي دعمت فلسطين

نشر
الأمصار

تمثل القمم العربية أبرز المنصات السياسية التي تجمع الدول العربية لمناقشة القضايا المشتركة والتحديات التي تواجه المنطقة. 

ومنذ نشأة جامعة الدول العربية في عام 1945، كانت القضية الفلسطينية على رأس أولوياتها، باعتبارها قضية مركزية تمثل همًا عربيًا مشتركًا. 

وعلى مر العقود، عُقدت العديد من القمم العربية التي ركزت بشكل خاص على دعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ضد الاحتلال الإسرائيلي. 

Profile for ‎صور فلسطين‎

ونستعرض خلال هذا التقرير أبرز هذه القمم وأثرها على مسار القضية الفلسطينية.

قمة القدس (1969)
تعتبر قمة القدس التي عُقدت في العاصمة المغربية الرباط عام 1969 واحدة من أولى القمم العربية التي ركزت بشكل مباشر على القضية الفلسطينية.

 جاءت هذه القمة بعد حرب يونيو 1967، التي انتهت باحتلال إسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية وهضبة الجولان السورية وشبه جزيرة سيناء المصرية.

انقلاب 1969 في ليبيا - ويكيبيديا

أكدت القمة على دعم حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة، كما أعلنت أن القدس الشرقية جزء لا يتجزأ من الأراضي المحتلة، مما وضع الأساس لموقف عربي موحد بشأن المدينة المقدسة. كما أسفرت القمة عن تشكيل "منظمة التحرير الفلسطينية" كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني، وهو ما كان له دور كبير في تعزيز مكانة القضية الفلسطينية على الساحة الدولية.

قمة الجزائر (1973): الدعم العربي الموحد
في أعقاب حرب أكتوبر 1973، والتي شهدت تحالفًا عربيًا لاستعادة الأراضي المحتلة، عُقدت قمة الجزائر عام 1973. ركزت القمة على تقديم الدعم السياسي والمالي للدول التي شاركت في الحرب ضد إسرائيل، بالإضافة إلى دعم الفلسطينيين في معركتهم من أجل الحرية والاستقلال.

ولعل أبرز ما جاء في هذه القمة هو التأكيد على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية، بما في ذلك الأراضي الفلسطينية. 

كما تم الإعلان عن دعم الدول العربية لمنظمة التحرير الفلسطينية في مفاوضاتها مع المجتمع الدولي، خاصة بعد أن أصبحت الأخيرة عضوًا مراقبًا في الأمم المتحدة.

قمة بغداد (1978): رفض اتفاقيات كامب ديفيد
بعد توقيع مصر وإسرائيل اتفاقية كامب ديفيد في عام 1978 برعاية الولايات المتحدة، عُقدت قمة بغداد استجابة لهذا الحدث الذي اعتبرته الدول العربية "خيانة" للموقف العربي الموحد. 

وركزت القمة على رفض الاتفاقية بشدة، حيث اعتبرتها تنازلاً عن الحقوق الفلسطينية والقضية العربية المركزية.

وقد نتج عن القمة قرار بتعليق عضوية مصر في الجامعة العربية ونقل مقرها من القاهرة إلى تونس. كما أكدت القمة على دعم الشعب الفلسطيني في مقاومته ضد الاحتلال، وأعادت التأكيد على حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

اتفاقية كامب ديفيد، بعد مرور 40 عامًا | ShareAmerica

قمة بيروت (2002): مبادرة السلام العربية
وتعتبر قمة بيروت التي عُقدت في عام 2002 واحدة من أهم القمم العربية التي قدمت رؤية شاملة لإنهاء الصراع العربي-الإسرائيلي.

و خلال هذه القمة، طرح الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، ملك السعودية آنذاك، "مبادرة السلام العربية"، التي أصبحت فيما بعد أساسًا للجهود الدبلوماسية لحل القضية الفلسطينية.

نصت المبادرة على انسحاب إسرائيل الكامل من جميع الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967، بما في ذلك القدس الشرقية، مقابل تطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل.

 وعلى الرغم من أن المبادرة لم تلقَ قبولًا إسرائيليًا رسميًا، إلا أنها مثلت موقفًا عربيًا موحدًا وقدمت إطارًا واضحًا لتحقيق السلام العادل والشامل.

قمة بيروت وجهت نداء للسلام وحققت الإجماع والمصالحة | الموقع الرسمي للجيش  اللبناني

قمة الرياض (2007): إعادة تأكيد المبادرة
في عام 2007، عُقدت قمة الرياض التي أعادت تأكيد التزام الدول العربية بمبادرة السلام العربية التي طرحت في قمة بيروت. جاءت هذه القمة في وقت كانت فيه القضية الفلسطينية تمر بمرحلة حرجة، حيث استمرت إسرائيل في توسيع مستوطناتها في الضفة الغربية، وفرضت حصارًا خانقًا على قطاع غزة بعد سيطرة حركة حماس عليه.

ركزت القمة على دعم صمود الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال، وأعادت التأكيد على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة. كما دعت القمة المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه تحقيق حل الدولتين.

قمة الظهران (2018): القدس عاصمة فلسطين
في ظل تصاعد التوترات حول القضية الفلسطينية، وخاصة بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ديسمبر 2017 الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، عُقدت قمة الظهران في المملكة العربية السعودية تحت شعار "قمة القدس".

أصدرت القمة بيانًا شديد اللهجة أكدت فيه أن القدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية، ورفضت أي قرارات تتعلق بتغيير وضع المدينة. كما دعت القمة إلى توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني، خاصة في ظل تصاعد الهجمات الإسرائيلية على المدنيين في قطاع غزة والضفة الغربية.

من أنشاص إلى الظهران.. القمم العربية في بحر الأزمات | أخبار | الجزيرة نت

قمة القاهرة 2025 إعادة الإعمار

تمثل قمة القاهرة بشأن غزة 2025 فرصة مهمة لإعادة الزخم للقضية الفلسطينية وتوحيد الصف العربي والإسلامي حولها. 

ومع ذلك، فإن نجاح القمة يتطلب إرادة سياسية قوية من الدول العربية، وقدرتها على التغلب على التحديات الداخلية والخارجية. 

وقد اختتمت القمة العربية الطارئة التي عقدت في القاهرة أعمالها بإجماع عربي على تبني الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة، والتي تحولت إلى خطة عربية شاملة بعد حصولها على دعم واسع من الدول المشاركة.
هذه الخطة تهدف إلى تقديم بديل عملي لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مع التركيز على إعادة إعمار القطاع دون تهجير سكانه، وذلك في ظل تحديات أمنية وسياسية معقدة تعيق أي حل دائم للأزمة.

المصري للشئون الخارجية» يرفض أى قرار يمس مكانة القدس الشريف

وفي هذا الصدد أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن الخطة تركز على هدفين رئيسيين: الأول هو تعزيز الموقف العربي الموحد الرافض لخطة ترامب، والثاني هو تقديم بديل عملي لإعادة إعمار غزة.

وتشمل الخطة تشكيل لجنة تكنوقراط لإدارة القطاع لمدة 6 أشهر على الأقل، مع التأكيد على ضرورة بقاء الضفة الغربية وقطاع غزة تحت سلطة واحدة.

دور القمم العربية في دعم فلسطين

على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلتها القمم العربية لدعم القضية الفلسطينية، إلا أن هناك تحديات كبيرة واجهت تنفيذ القرارات التي اتخذتها. من أبرز هذه التحديات:

الخلافات العربية الداخلية : أدت الانقسامات السياسية بين الدول العربية إلى تراجع التضامن العربي مع القضية الفلسطينية.
التغيرات الإقليمية والدولية : مع تزايد التطبيع بين بعض الدول العربية وإسرائيل، تراجعت الأولوية التي كانت تمنح للقضية الفلسطينية.
ضعف التنفيذ : كثير من القرارات التي اتخذتها القمم العربية لم تجد طريقها إلى التنفيذ الفعلي بسبب غياب آليات واضحة لذلك.

وتمثل القمم العربية لحظات تاريخية مهمة في مسيرة دعم القضية الفلسطينية، حيث أكدت مرارًا وتكرارًا على التزام الدول العربية بحقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة. ومع ذلك، فإن التحديات الكبيرة التي واجهت تنفيذ هذه القرارات تتطلب إعادة النظر في كيفية تعزيز العمل العربي المشترك لدعم القضية الفلسطينية.