رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

مستقبل طاقة الرياح في مصر والشرق الأوسط

نشر
الأمصار

يتمتع الشرق الأوسط بمصادر وفيرة للطاقة المتجددة كالبترول، والغاز، والشمس، والرياح، ولكنه خلال السنوات الأخيرة اتجهت العديد من الدول إلى استخدام طاقة الرياح، حيث تعد واحدة من أهم مصادر الطاقة المتجددة في العالم، وأسرعها نموا لما لها من مزايا فريدة كرخص التكاليف، وصداقتها للبيئة، إلى جانب توفيرها مصادرا للعمل، وعدم خضوعها لمعيار العرض والطلب، كونها مصدر طبيعي لا يخضع لتحكم البشر.

ويقوم مبدأ إنتاج الكهرباء من الرياح على تحويل التوربينات الهوائيّة للرياح المتجهة نحوها لطاقة ميكانيكية، حيث تعمل الريش المكونة للتوربين عند دورانها على التقاط طاقة الرياح الحركيّة، ثم نقلها عبر ذراع إلى عمود داخلي، ليقوم بمضاعفة هذه الطاقة الميكانيكية الحركية من قبل المتحكم لزيادة قوّة الدوران ثم تمر إلى مولد كهربائي يقوم بإنتاج الكهرباء، حيث يتم تجميع الطاقة الكهربائية الناتجة من أكثر من توربين هوائي واحد موجودين في مزرعة الرياح ثم نقلها إلى شبكة الكهرباء الرئيسيّة ليتم الاستفادة منها، ويتكوّن التوربين الهوائي من شفراتٍ ثلاث على عمود فولاذي بارتفاع 80 متر، يحتوي أيضاً على جزء يسمى بالنكل يضم بداخله المولد، الشافت، علبة التروس والمتحكّم الذي يضاعف سرعة الطاقة الحركيّة المنقولة إليه.

ومن مميزات استخدام طاقة الرياح يتم استخدام طاقة الرياح في توليد الكهرباء بسبب تحليها بعدّة مميزات منها: 

-التكلفة القليلة يعد إنتاج الطاقة باستخدام الرياح من أقل طرق توليد الطاقة تكلفةً، حيث لاتحتاج لتكلفة عالية لإنشاء المشروع، كما بإمكانها الاستفادة من الكهرباء التي تنتجها مما يقلل التكاليف المترتبة عليها.

-مصدر نظيف تمتاز طاقة الرياح بأنها نظيفة، إذ لاتسبب تلوث الهواء كذلك الناتج من احتراق الوقود الأحفوري لتوليد الكهرباء. 

-مصدر دائم ومتجدد تعد مصدراً دائما لاينضب نظراً لأنها تتكون بفعل الطاقة الشمسية التي تقوم بتسخين الهواء مما يؤدي لحركته ودورانه منتجاً الرياح.

مستقبل طاقة الرياح في الشرق الأوسط

هذا النوع من مصادر الطاقة يعد بمستقبل زاهر للمنطقة، إذ تمتلك منطقة الشرق الأوسط مواقع جغرافية واسعة تسمح بإنشاء محطات عملاقة لتوليد الطاقة بالرياح، وبسرعة تتجاوز 7متر على الثانية، خصوصا سواحل المحيط الأطلسي، والبحر الأحمر، إضافة إلى خليج السويس المصري، الذي يعد هو الآخر مكانا واعدا تتراوح معدل السرعة فيه بين 7 إلى 10م على الثانية، وكذلك الأمر بالنسبة لمناطق الصحراء الكبرى المغربية، ومنطقة صلالة بسلطنة عمان.

أكثر الدول العربية توليدًا للكهرباء من طاقة الرياح.. مصر والمغرب يتصدران

حاليا تأتي مصر في صدارة دول المنطقة في مجال طاقة الرياح بـ380 ميغاوات، تليها المغرب ب120 ميغاوات، لكن التوسع في هذا المجال يتطلب التزام الدول بالدعم، والتشجيع لكل الأنشطة، والمشاريع المهتمة بهكذا مشاريع حيوية تخدم المجتمع، والبيئة معا، كما يعد التزام الحكومات في منطقة الشرق الأوسط، وأفريقيا أمراً أساسيا لتطوير طاقة الرياح. 

طاقة الرياح بمقدورها اليوم أن تلعب دورا كبيرا في تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء في المنطقة، وكذلك في معالجة المشكلات البيئية، والحد من الانبعاثات الكربونية، التي تشكل مصدر قلق عالمي في ظل حالة الاحتباس الحراري القائمة منذ عقود.

مصر تبدأ إجراءات مشروع عملاق لطاقة الرياح باستثمارات 10 مليارات دولار

وقد بدأت الحكومة المصرية، اليوم الأربعاء، إجراءات تمهيدية لإطلاق مشروع عملاق لطاقة الرياح باستثمارات هائلة تراوح 10 مليارات دولار، ومن تنفيذ تحالف دولي من الشركات بقيادة «مصدر» الإماراتية.

وشهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء المصري، اليوم، بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، مراسم توقيع محضر تسليم الأرض لتنفيذ مشروع إنشاء محطة لإنتاج الكهرباء من طاقة الرياح بقدرة 10 غيغاوط غرب سوهاج، باستثمارات أجنبية مباشرة تتخطى 10 مليارات دولار، من خلال تحالف يضم: شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، وشركة حسن علام للمرافق، وشركة "انفنيتي باور"، وذلك بحضور الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة.

ويأتي ذلك امتداداً لمذكرة التفاهم الموقعة بين التحالف والشركة المصرية لنقل الكهرباء وهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة خلال مؤتمر COP27 بشرم الشيخ في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022 وتمثل المرحلة التالية من مراحل إنشاء هذا المشروع، ومن المخطط فور تسليم الأرض قيام المطورين بالبدء في إجراء الدراسات والقياسات الفنية اللازمة لبدء الإنشاء.

مشروع طاقة الرياح بين مصر والإمارات هو الأكبر من نوعه

ويعد مشروع اليوم الأكبر من نوعه لإنتاج الطاقة الكهربائية من الرياح في منطقة الشرق الأوسط، وضمن أكبر مشروعات طاقة الرياح البرية في العالم.

ومن المقرر أن ينتج المشروع عند اكتماله نحو 48 ألف غيغاوط/ ساعة من الطاقة النظيفة سنوياً، ويسهم في تفادي انبعاث بنحو 23.8 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون.

ومن المتوقع أيضًا أن يوفر المشروع حوالي 23 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة أثناء فترة التنفيذ والتشغيل.

وتتمتع مصر بمزايا نسبية من حيث الأراضي المتاحة، والتي تعتبر ضرورية لإنتاج كمية هائلة من الكهرباء من مصادر متجددة، كما يتيح الموقع الجغرافي لمصر تصدير الطاقة الخضراء إلى أوروبا، خاصة أن الدولة تتطلع إلى زيادة تعزيز ورفع كفاءة شبكتها الوطنية.