رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

تطورات الأوضاع في غزة.. حماس توافق على مقترح الهدنة وأحداث ملتهبة برفح

نشر
الأمصار

في ظل تصاعد الأحداث في قطاع غزة، واستمرار الحرب بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي، تبذل مصر وقطر مساعٍ كبيرة لوقف عملية إطلاق النار لتحقيق هدنة مستمرة لأجل غير مسمى.

ومع انطلاق عملية اجتياح رفح البرية للجيش الإسرائيلي وقيامه بإخلاء رفح من عدد كبير من النازحين، وافقت حركة حماس على مقترح الهدنة الذي قدمته مصر وقطر خلال الأيام الماضية.

وأعلنت حركة حماس موافقتها على المقترح المصري لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك وفقًا لبيان صادر عن الحركة.

وأفاد البيان أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، قام باتصال هاتفي مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ووزير المخابرات المصرية السيد عباس كامل، حيث أعلن عن موافقة حركة حماس على المقترح المصري - القطري بشأن اتفاق وقف إطلاق النار.

ووفقًا لما ذكره مسؤولون في حماس، فإن المقترح يتكون من ثلاث مراحل، حيث تستمر كل مرحلة لمدة 42 يومًا.

وتشمل المرحلة الأولى وقف إطلاق النار مؤقتًا في المناطق المأهولة بالسكان، ووقف طائرات الاستطلاع لفترة محددة، وانسحاب قوات إسرائيلية من بعض المحاور.

أما المرحلة الثانية، فتتضمن إعلان الهدوء بشكل دائم داخل قطاع غزة، وانسحاب إسرائيل بشكل كامل من القطاع.

وفي المرحلة الثالثة، سيتم إعادة النازحين بشكل كامل إلى مناطقهم المختلفة دون قيود، بالإضافة إلى توفير المساعدات والغذاء وإقامة مساكن مؤقتة للسكان الذين فقدوا منازلهم.

وأكد نائب رئيس حركة حماس في غزة، خليل الحية، أن المفاوضات بشأن تبادل الرهائن والسجناء ستجري غير مباشرة عبر وساطة قطرية ومصرية، مشيرًا إلى أنه سيتم تبادل كل مجندة إسرائيلية مقابل 50 من السجينات الفلسطينيات، بالإضافة إلى تقديم ضمانات من الرئيس الأمريكي جو بايدن ووسطاء آخرين.

وجاء رد إسرائيل على هذا المقترح، حيث نقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن مصدر إسرائيلي مطلع على مفاوضات وقف إطلاق النار بقطاع غزة، مساء اليوم، أنه تمت إزالة العائق الرئيسي أمام تقدم المحادثات نحو التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس.

وأكد المصدر الإسرائيلي أن وفدا إسرائيليا رسميا سيغادر إسرائيل على الأرجح يوم الاثنين متوجهاً إلى قطر لمواصلة المحادثات.

وعلى حد قوله فإن "المسافة بين الطرفين لا تزال كبيرة، لكن التغيير الوحيد هو تقرير الوسطاء بأن حماس لن تجعل من إنهاء الحرب شرطا للصفقة بعد الآن".

وأوضح: "إذا كان هذا صحيحا بالفعل، فهو أمر درامي"، مشيرا إلى أن التباينات لا تزال كبيرة في مسألة عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم، وكذلك في مسألة المطالبة بانسحاب قوات جيش الاحتلال من المواقع التي احتلها داخل القطاع.

ووفقا للصحيفة فأنه في اجتماع حكومة الاحتلال السياسي والأمني الموسع الذي عقد قبل السبت، طالب الوزراء نتنياهو بضمان عدم تقديم تنازلات عميقة، لكن النقاش لم يكتمل لأن المحادثات لا تزال في البداية.

وبحسب الصحيفة يتوقف رحيل رئيس الموساد إلى قطر  على الموافقة النهائية لنتنياهو ومجلس الوزراء الحربي.

 

مصر: تقدم في المفاوضات للاتفاق على هدنة بغزة

 

بدورها، أفادت مصادر مصرية رفيعة المستوى، بأن هناك تقدمًا في المباحثات للاتفاق على وقف إطلاق النار في قطاع غزة والتوافق على المحاور الأساسية بين جميع الأطراف، حسبما ذكرت شبكة "سكاي نيوز".

وأشارت المصادر إلى مغادرة الوفدين الأميركي والإسرائيلي خلال ساعات على أن تتواصل المشاورات خلال الـ48 ساعة القادمة.

كما أفادت بمغادرة وفدي قطر وحماس والعودة للقاهرة خلال يومين للتوافق على بنود الاتفاق النهائي بشأن هدنة غزة.

 

وكررت حماس مطالبها التي اقترحتها في 14 مارس قبل أن يوافق مجلس الأمن الدولي على قرار في 25 مارس يدعو إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة.


ماذا يحدث في رفح الفلسطينية؟

وعلى الرغم من المشاورات التي تحدث بشأن اجراء الهدنة في غزة، الأ أن واصلت قوات الجيش الإسرائيلي، مساء أمس الاثنين، قصفها المدفعي والجوي لمناطق شرق مدينة رفح، جنوب قطاع غزة.

وأفادت مصادر محلية، بأن طائرات ومدفعية الجيش الإسرائيلي كثفت مساء اليوم من قصفها لشرق مدينة رفح، وسط إطلاق القنابل المضيئة في سماء المدينة، خاصة في المناطق الشرقية، بالتزامن مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع.

وأضافت المصادر، أنه تم رصد حركة لآليات الجيش العسكرية قرب السياج الحدودي الشرقي لمدينة رفح

وصباح اليوم الثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي  السيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، وفق ما ذكرت وسائل إعلام متفرقة.

قضى أهالي منطقة رفح جنوب غزة ليلة مرعبة تحت القصف الوحشي للاحتلال الذي لم يتوقف، كما قال موقع إذاعة صوت فلسطين.

وكان أعلن «جيش الاحتلال الإسرائيلي»، بدء عملية إخلاء في رفح، داعيًا السكان شرق المدينة للتوجه إلى مناطق مُحددة، وسط مخاوف شديدة من تسبب اجتياح مُتوقع في وقوع كارثة إنسانية بها، ونفذ غارات جويّة على مناطق شرق مدينة رفح بالقرب من أحياء كانت قد تلقت أوامر إخلاء إلى مدينتي «المواصي وخان يونس».

 

فيما حذرت «مصر» تل أبيب من مخاطر عملية عسكرية إسرائيلية مُحتملة بمنطقة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة، لما ينطوي عليه هذا العمل التصعيدي من مخاطر إنسانية جسيمة تُهدد أكثر من مليون فلسطيني يتواجدون في تلك المنطقة.

دبابة ترفع العلم الإسرائيلي قرب محور فيلادلفيا

وتداولت مواقع التواصل الإجتماعي، اليوم الثلاثاء، فيديو لدبابة ترفع العلم الإسرائيلي قرب محور صلاح الدين "فيلادلفيا" لأول مرة منذ عام 2005.

ورفعت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلية علم إسرائيل على معبر رفح من الجانب الفلسطيني.

 

وفي هذا الصدد، أدانت وزارة الداخلية والأمن الوطني الفلسطينية اقتحام دبابات الاحتلال الإسرائيلي معبر رفح البري جنوب قطاع غزة فجر اليوم؛ والسيطرة عليه بشكل كامل وإخراجه عن الخدمة وإغلاقه، ما أدى إلى وقف حركة سفر المواطنين ومنع دخول شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة؛ لتلبية احتياجات المواطنين في ظل الظروف الإنسانية الكارثية التي يعيشونها نتيجة تواصل عدوان الاحتلال على الشعب الفلسطيني للشهر السابع على التوالي.

وقالت الوزارة في بيان لها؛ إن إغلاق معبر رفح في ظل الظروف الكارثية في قطاع غزة يفاقم الأزمة الإنسانية ويعزل القطاع عن العالم الخارجي بشكل كامل؛ ويمثل سياسة عقاب جماعي بحق أكثر من 2 مليون إنسان، ويهدد حياة آلاف الجرحى والمرضى بعد وقف سفرهم.

مدينة رفح

وتعد مدينة رفح آخر ملاذ للنازحين في القطاع المنكوب، فمنذ بداية العملية البرية التي شنتها قوات الجيش على قطاع غزة في الـ27 من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، يُطلب من المواطنين التوجه من شمال القطاع ووسطه إلى الجنوب، بادعاء أنها "مناطق آمنة".

وتمتد رفح من البحر الأبيض المتوسط غربا إلى حدود 1967 شرقا، ومن الحدود المصرية جنوبا إلى حدود محافظة خان يونس شمالا، وتفصلها عن مدينة القدس 107 كيلومترات إذا سرت بخط مستقيم باتجاه الشمال الشرقي.

واليوم، تتسع رفح على ضيق مساحتها المقدرة بنحو 65 كيلومترا مربعا، لأكثر من 1.5 مليون فلسطيني، اضطر أغلبيتهم إلى النزوح إليها سعيا إلى الأمان.

ويواجه النازحون ظروفا مزرية داخل آلاف الخيام المنتشرة في جميع أنحاء المدينة، حتى إن الأرصفة ازدحمت بتلك الخيام، وتحولت الطرق الرئيسية إلى أسواق مكتظة.

ويُعتبر معبر رفح البري شريان حياة لمواطني قطاع غزة، والمنفذ البري الوحيد لإدخال المساعدات وإجلاء المصابين، وأي هجوم عسكري على رفح يعني الحرمان من المساعدات الغذائية والطبية.