رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

قلق من نضوب المحاصيل مع استمرار منع المساعدات.. خطر المجاعة يُحاصر السودان

نشر
خطر المجاعة يُحاصر
خطر المجاعة يُحاصر السودان

ما تزال التبعيات المُروعة، المترتبة على التوتر المحتدم بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تُلقي بظلالها الوخيمة على وضع المواطنين في السودان، فمع استمرار منع تدفق المساعدات الإنسانية إلى الخرطوم، فقد تواكب مع ذلك تراجع إنتاج المحاصيل الزراعية على نحوٍ لافت، بنسبةٍ بلغت 46% بحسب تقديرات لمنظمة "الفاو" وهو ما يفرض التساؤل حول الطريق الذي ستؤول إليه الأوضاع بالسودان مُستقبلًا، مع تزايد حدة الصراع، يومٌ تلو الآخر.

 

 

"فاو": إنتاج المحاصيل الزراعية في السودان انخفض بنسبة 46%

 

 

في ذلك السياق، أطلق مدير مكتب الطوارئ والصمود لدى منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو"، رين بولسن، تحذيرًا من خطر المجاعة الذي يحوم على السودان، والنقص الحاد في التمويل، فيما يواجه عدد كبير من المزارعين صعوبة في الوصول إلى أراضيهم.

 

وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، قال بولسن، إن الصراع هو المحرك الرئيسي لأزمة الغذاء، إلا أنه أشار إلى أن الوضع صعب حتى في المناطق التي تتمتع ببعض الأمان والتي هي على الخطوط الأمامية لتغير المناخ.

 

 

 

وأكد رين بولسن، أنه ذهب إلى السودان للعمل مع مكتب منظمة الأغذية والزراعة كجزء من مساهمة المنظمة في الجهود الجماعية الجارية للوقاية من المجاعة، وكجزء من خطة الاستجابة المشتركة بين الوكالات لأزمة الأمن الغذائي، وأن الفاو كوكالة أممية متخصصة تركز على الأغذية والزراعة، وبمواسم المحاصيل.

 

 

 

وأشار رين بولسن، إلى أن هناك العديد من الإجراءات التي يجب اتخاذها، حيث أظهر تقييم الفاو للمحاصيل والإمدادات الغذائية للعام 2023 انخفاضا بنسبة 46 في المائة على المستوى الوطني من حيث إنتاج المحاصيل الرئيسية، من بينها القمح والذرة والدخن والأرز. وأنه ليس من الممكن سد تلك الفجوة من خلال المساعدات الغذائية العينية فقط أو بتوزيعات نقدية.

 

وفي وقت سابق، صرح مدير مكتب الطوارئ والصمود لدى منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، إن خطر المجاعة يحوم على السودان، وموسم زراعة الحبوب الرئيسي على بعد عدة أسابيع فقط فيما يواجه عدد كبير من المزارعين صعوبة في الوصول إلى أراضيهم وتواجه المنظمات التي تدعمهم نقصا حادا في التمويل.

 

 

الأمم المتحدة تعرب عن قلقلها بسبب عدم القدرة على إيصال المساعدات للسودان

 

بدوره، أعرب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة اليوم الأحد، عن قلقه حيث أن 90% ممن يواجهون مستويات الطوارئ من الجوع في السودان محاصرون في مناطق القتال الدائر.

 

 

وأكد البرنامج التابع لمنظمة الأمم المتحدة  عن حاجته العاجلة إلى الوصول بشكل منتظم ودون عوائق إلى جميع المحتاجين في السودان.

 

كما أشار إلى أنه تمكن من الوصول إلى 40 ألف شخص في شمال دارفور وإيصال المساعدات الغذائية،ووصف ذلك بأنه “إنجاز بالغ الأهمية”.

 

جاء ذلك بعد أيام قليلة من تحذير المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين، على هامش مؤتمر دولي في باريس حول السودان، من أن الأزمة الغذائية التي يمر بها قد تكون “الأكبر من نوعها على الإطلاق”.

 

وقالت ماكين في مقابلة مع وكالة “فرانس برس” الأسبوع الماضي، إن الوضع في السودان “شبه كارثي”، مضيفة “هناك جوع، الكثير من الجوع”.

 

وتابعت “حتى لو أعلنّا حالة المجاعة، سيكون قد فات الأوان”.

وكانت الأمم المتحدة أكدت أن نحو خمسة ملايين شخص مهددون بانعدام غذائي كارثي في الأشهر المقبلة، وهو أعلى مستوى في التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.

وقدّرت المسؤولة الأممية أن الأزمة في السودان قد تكون أكبر أزمة غذائية على الإطلاق.

يشار إلى أنه خلال عام واحد، أدّت الحرب في السودان إلى سقوط آلاف القتلى ودفعت البلاد البالغ عدد سكانها 48 مليون نسمة إلى حافة المجاعة.

 

كما دمرت البنى التحتية المتهالكة أصلا، وتسبّبت بتشريد أكثر من 8.5 مليون شخص، بحسب الأمم المتحدة.

 

مع ذلك، لم يصل تمويل الاستجابة الإنسانية المقررة للسودان إلّا لنسبة 5%.