رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

عقب هجومها الاخير على إسرائيل..تعرف على ترسانة إيران من المسيرات

نشر
الأمصار

منذ ما يقرب من أسبوع دوت صافرات الإنذار في تل أبيب، وعموم إسرائيل ،وظهرت على شاشات أجهزة المراقبة الموزعة في أرجائها أسرابا من المسيّرات والصواريخ ،خرجت مباشرة من إيران لتتخذ مسارًا واضحًا ومعلنا، نحو دولة الاحتلال.

الهجوم على القنصلية الإيرانية

جاء ذلك ردًّا على الهجوم على القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق مطلع الشهر الجاري ما اعتبر حينها تغيرا مُعلنًا في قواعد الاشتباك بين الطرفين، وتوترا عاليَ المستوى في المنطقة، جعل العالم يترقب طبيعة الرد الإيراني.

يذكر أن  هذه هي المرة الأولى التي تنطلق فيها ضربة مباشرة من إيران اتجاه إسرائيل وليس عبر وكلاء، كما اتضح من خلال محدوديتها أن إيران لا تريد حربًا شاملة، بل تسعى لأن تنقل الصراع مع إسرائيل إلى درجة من درجات توازن الردع، دون التورط في صراع طويل غير مأمون العواقب، خاصة إذا ما قاد الهجوم إلى تدخل الولايات المتحدة الأميركية طرفًا مباشرًا، وتضيّق في ذات الوقت من خيارات الرد أمام دولة الاحتلال.

العالم يدخل مرحلة أسراب المسيّرات | سكاي نيوز عربية

فما يهم إيران في الدرجة الأولى هو الحفاظ على مشروعها القائم حاليًّا، سواء عبر الانتشار جغرافيًّا في المنطقة، أو من خلال تطوير ترسانتها العسكرية.

وعلى الرغم من أن المشروع النووي الإيراني كان دائمًا خاطفا للنظر ومثيرا للجدل على صعيد الصناعات العسكرية، فإن ما حققه الإيرانيون في نطاقات أخرى يستحق اهتمامًا أكبر، وبشكل خاص إذا ما تأملنا سلاح المسيّرات إضافةً إلى برنامجهم الصاروخي.

فيما يتصل بالمسيّرات تمتلك إيران  عددًا من المسيّرات بمدى يصل بها إلى حدود إسرائيل بل ويتخطاها، أشهرها "فطرس" التي تعمل ضمن نطاق الاستطلاع والمراقبة والقتال، وقد تم الكشف عنها في نوفمبر/تشرين أول عام 2013 ،ويتراوح مدى تشغيل تلك المسيرة  ما بين 1700 و2000 كيلومتر

صينية أو أميركية لافرق.. كيف تدفق بحر المسيرات لإسرائيل

ونتناول خلال التقرير التالي أبرز المسيرات التي تم استخدامها في الهجوم

مسيّرة "مهاجر-10" فتم الكشف عنها عام 2023 ويبلغ مداها التشغيلي 2000 كم، مما أنها تتخدم عددا من المسيرات الأخرى، وربما استخدمت جميعها في الرد الإيراني على دولة الاحتلال، لكن تحليل الصور الواردة والمعلومات القليلة المعلنة، يكشفان عددا محدودا من الطائرات المستخدمة.

منخفضة المدى وقدرة  محدودة طيران محدودة، حيث وضع جنرالات الحرب أهمية محدودة للمسيّرات.

المسيّرات».. قطع الموت الصغيرة التي غيرت المعادلات العسكرية – قناة الغد

ولكن مع استخدامها ببراعة من قبل الأوكرانيين في المراقبة، والاستطلاع ، وضرب الدفاعات ، وقوات المشاة الروسية في مقتل، إلى جانب استخدام الأوكرانيين  راجمات الصواريخ الأميركية هيمارس، ومدافع الهاوتزر الغربية، تبيّن للروس الذين كانوا يخوضون حربا تقليدية تماما خطؤُهم، فكانوا يتقدمون ببطء، بل وخسروا بعض المناطق التي كانوا قد سيطروا عليها.


" كمان 22 "
- يصل مدها نحو 3000 كيلو متر

 - يمكن أن تحمل نحو 300 كيلو من الذخيرة

 - مدة الطيران 24 ساعة
"  فطرس "
- يصل مداها نحو 2000 كيلومتر 

- يمكن أن تحمل نحو قنبلتين و4 صورايخ مضادة للدبابات

 - مدى الطيران 30 ساعة
" آرش 2 "
- يصل مداها نحو 2000 كيلو متر

 - يمكن أن تحمل نحو 30 كيلو من  الذخيرة 

 - يمكنها من مهاجمة البنى التحتية 

- مدى الطيران 8 ساعات
" شاهد 149 "
- يصل مداها نحو 2500 كيلو متر

 - يمكنها أن تحمل نحو 13 قنبلة 500 كيلو جرام من الذخيرة

 - مدى الطيران 35 ساعة
" مهاجر 10 "
- يصل مداها نحو 2000 كيلومتر 

- يمكن أن تحمل نحو 30 كيلو ذخيرة 

-  مدة الطيران 24 ساعة

رخيصة وقد تفلت من المراقبة.. المسيّرات تقلق واشنطن


تاريخ المسيرات الإيرانية 

كلمة السر وراء تطوير صناعة المسيّرات الإيرانية، إلى ثمانينيات القرن الماضي،  حيث فُرضت على إيران حزمة من العقوبات الدولية  أثرت بقوة على جيشها، فلم يعد بإمكانه تطوير ترسانته العسكرية ومن هنا سعت طهران للاستفادة من البدائل الرخيصة التي يمكن تصنيعها محليًّا.

تطوير قدرات  الجيش الإيراني 

طوّر الجيش الإيراني قدرةً بحرية تعتمد على بناء عدد كبير من القوارب الصغيرة المسلحة ببنادق وصواريخ دقيقة -قدر الإمكان- ليجد  موطئ قدم في مواجهة البحرية الأميركية ذات السفن السطحية الكبيرة، وهي ذات الإستراتيجية التي تتبعها روسيا الآن مع قواتها البحرية، خاصة في ظل قدرة موسكو على تطوير صواريخ عالية الدقة، بما في ذلك الصواريخ الفرط صوتية، التي تسعى إيران لامتلاك التكنولوجيا الخاصة بها حاليًّا.

إرهاب المسيرات الإيرانية | اندبندنت عربية

الاستثمار في المسيّرات الحربية

هذا السياق، بدأت إيران الاستثمار في المسيّرات الحربية،ففي عام 1985 انطلقت المسيرة "مهاجر-1″، بعد تفعيل برنامج هندسي بحثي انطلق من الجامعات الإيرانية، كان لها جسم أسطواني ضيق، وأذرع خلفية مزدوجة، وأجنحة مستقيمة مثبتة عاليًا في الجزء الخلفي من جسم المسيّرة، وحملت كاميرا ثابتة مع فيلم فوتوغرافي. حاولت إيران تسليحها بصواريخ من طراز "آر جي بي" لكن لا توجد دلائل على نجاح هذه المحاولات.

حرب الخليج الأولى

وفي حرب الخليج الأولى، استخدمت "مهاجر-1" للتصوير بشكل أساسي، بغرض التصوير الفوتوغرافي لتصحيح توجيه أنظمة المدفعية وضربات الطيران، وكان من السهل التشويش عليها. بعد ذلك بدأت تجربة المسيّرة "أبابيل-1" في العام التالي، وقد استُخدمت للتجسس على التحركات والمواقع العراقية.

 البحرية الأميركية تلحاق أضرار بالغة بالترسانة الأساسية للقوات الجوية والبحرية الإيرانية
 

خلال 1988، تمكنت البحرية الأميركية من إلحاق أضرار بالغة بالترسانة الأساسية للقوات الجوية والبحرية الإيرانية، فيما عد وقتها أكبر اشتباك بحري سطحي منذ الحرب العالمية الثانية، وقد تطور الأمر إلى تطبيق عقوبات اقتصادية كبيرة، أصبحت المسيّرات معها أفضل فرصة للمهندسين الإيرانيين، خاصة أن تهريب القطع العسكرية الكبيرة أمر يمكن رصده.

ولكن تهريب مكونات إلكترونية أصغر للمسيّرات أسهل بكثير، والأهم من ذلك أن عددا من المكونات التي تدخل في صناعة المسيّرات ليست عسكرية أصلًا، بل يمكن أن تجدها في عالم الأجهزة الإلكترونية، من الألعاب إلى الهواتف الذكية، ولذا يسهل الحصول عليها.

المسيّرات الإيرانية تقلق الاحتلال :: نورنیوز

إعادة تصميم جوهرية

وفي عام 1990 خضعت "أبابيل" لإعادة تصميم جوهرية، ويتم حاليًّا تصنيع النموذج الأوّليّ منها بواسطة الشركة الإيرانية لصناعة الطائرات، وهي شركة يتولى الحرس الثوري الإيراني إدارتها.

في البداية، كانت أبابيل تعمل ضمن خط الرؤية الخاص بمحطتها الأرضية، الذي يصل عادة إلى بضع عشرات من الكيلومترات. أما اليوم، فيصل مدى طائرة "أبابيل-5" التي كُشف عنها في أبريل/نيسان 2022، إلى 480 كيلومترًا.

وإضافة إلى ذلك، يمكنها حمل أربعة صواريخ موجهة مضادة للدبابات من سلسلة "الماس"، التي يصل مداها إلى 8 كيلومترات، أو ست قنابل دقيقة التوجيه من سلسلة "القائم"، ويصل مداها إلى 6 كيلومترات. وتستخدم هذه النسخة في مهام الاستطلاع والمراقبة، وفي الأنشطة القتالية ذات المدى المتوسط.

ويعد ذلك نبذه عن بعض القدرات التي تمتلكها إيران ضمن ترسانتها من المسيرات .