رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

أمريكا واليابان.. شراكة جديدة بين «بايدن وكيشيدا» تُركّز على مواجهة بكين وموسكو

نشر
بايدن وكيشيدا
بايدن وكيشيدا

تقوم الولايات المتحدة وحلفاؤها، بما في ذلك «اليابان»، بحشد قواتها لمواجهة التهديد الصيني المُتزايد في بحري الصين الجنوبي والشرقي وإحباط مُحاولات بكين للاستيلاء على تايوان التي تعتبرها جزءًا من أراضيها، فاليابان حليف وثيق وعنصر أساسي في استراتيجية «أمريكا» تجاه الصين وكوريا الشمالية وقضايا أمنية آسيوية أخرى.

وفي هذا الصدد، أعلن الرئيس الأمريكي «جو بايدن»، ورئيس الوزراء الياباني «فوميو كيشيدا»، عن خطط للتعاون العسكري ومشروعات تمتد من الصواريخ إلى الهبوط على سطح القمر في تعزيز لتحالف يضع مواجهة «الصين وروسيا» في بُؤرة اهتماماته، وفي مؤتمر صحفي عُقد في «البيت الأبيض»، تبادل الزعيمان وجهات النظر حول غزة وإسرائيل وأوكرانيا وروسيا وكوريا الشمالية وغيرها من القضايا العالمية.

ونحى بايدن وكيشيدا جانبا النزاع حول عرض شركة نيبون ستيل لشراء شركة يو.إس ستيل، قائلين إن القضية ليست عاملًا محورًا في مناقشاتهما في يوم حافل بمظاهر الأبهة والاحتفال في البيت الأبيض من المقرر أن يُتوج بعشاء رسمي فخم على إيقاع ألحان الموسيقي بول سايمون.

وقال بايدن بعد نحو ساعتين من المحادثات التي ركزت على منطقة المحيطين الهندي والهادي المضطربة وتصرفات الصين "هذا هو التحديث الأكثر أهمية في تحالفنا منذ بداية تأسيسه".

العلاقات المُتوترة بين تايوان والصين

وقال كيشيدا إنهما ناقشا العلاقات المتوترة بين تايوان والصين، وتعهدا بدعم نظام دولي قائم على سيادة القانون. وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ في الآونة الأخيرة إن التدخل الخارجي لا يمكن أن يوقف "لم شمل أسر" الجزيرة مع الصين القارية، مُضيفًا "المحاولات أحادية الجانب لتغيير الوضع الراهن بالقوة أو الإكراه غير مقبولة بالمرة، أينما كانت".

وتابع أن الولايات المتحدة واليابان ستواصلان الرد على مثل هذه الأفعال بما في ذلك التحديات التي تمثلها الصين.

ومضى كيشيدا يقول "فيما يتعلق بالعدوان الروسي على أوكرانيا.. أوكرانيا اليوم قد تكون شرق آسيا غدا" في تحذير من أنما يحدث في أوكرانيا قد يتكرر في أماكن أخرى.

وتعهد بايدن أيضًا بالحفاظ على خطوط اتصال مفتوحة مع الصين، وقال إن التحالف الأمريكي الياباني دفاعي بطبيعته.

وتحدث بايدن مع الرئيس الصيني شي جين بينغ الأسبوع الماضي.

بايدن يُشيد بالشجاعة السياسية لرئيس كوريا الجنوبية ورئيس وزراء اليابان

أكد الرئيس الأمريكي، "جو بايدن"، أن العلاقات الثلاثية بين اليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة ستجعل العالم أكثر أمانًا والدول الثلاث أقوى، حسبما أفادت وسائل إعلام محلية، الخميس.

وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون) في بيان نشرته عبر موقعها الإلكتروني السبت، أن بايدن أشاد خلال القمة الثلاثية بالشجاعة السياسية لرئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا لجهودهما في العمل معا، وأكد أن سول وطوكيو حليفان لا غنى عنهما، مؤكدا التزام أمريكا تجاه كلا البلدين.

وقال الرئيس الأمريكي إنه "لطالما كان تعزيز العلاقات بين ديمقراطياتنا أولوية بالنسبة لي، منذ أن كنت نائب رئيس الولايات المتحدة. هذا لأن بلادنا أقوى والعالم أكثر أمانًا ... ونحن نقف معًا. وأنا أعلم أن هذا اعتقاد نتشاركه جميعًا".

وأشار إلى أن القادة الثلاثة يعتقدون أن هذه نقطة تحول في التاريخ، مضيفا: "نحن مدعوون للقيادة بطرق جديدة للعمل والوقوف معًا. واليوم، أنا فخور بالقول إن دولنا تستجيب لتلك المناشدات".

رفع مستوى التعاون الدفاعي

وفيما يتعلق باتفاق الدول الثلاث على رفع مستوى التعاون الدفاعي، قال الرئيس الأمريكي إن هذا يشمل إطلاق مناورات عسكرية سنوية متعددة المجالات للارتقاء بالتعاون الدفاعي الثلاثي إلى مستويات غير مسبوقة.

وبحسب بيان البنتاجون، فمن المقرر أن تسرّع الدولتان وتيرة تبادل المعلومات حول إطلاق كوريا الشمالية للصواريخ والأنشطة الإلكترونية.

وصرح بايدن: "لقد التزمنا جميعًا بالتشاور بسرعة مع بعضنا البعض ردًا على التهديدات لأي بلد من بلداننا من أي مصدر وهذا يعني أنه سيكون لدينا خط ساخن لتبادل المعلومات وتنسيق استجاباتنا عندما تكون هناك أزمة في المنطقة أو تؤثر على أي بلد من بلداننا".

وجددت الدول الثلاث التزامها بالحفاظ على السلام والاستقرار في مضيق تايوان ومعالجة الإكراه الاقتصادي. وفي هذا الصدد، قال بايدن: "سنواصل مواجهة التهديدات من [كوريا الشمالية] بما في ذلك غسيل الأموال بالعملات المشفرة بمليارات الدولارات ونقل الأسلحة المحتمل لدعم الحرب الروسية الوحشية ضد أوكرانيا. معا، سوف ندافع عن القانون الدولي وحرية الملاحة والحل السلمي للنزاعات في بحر الصين الجنوبي".

من جانبه، أشار الرئيس الكوري الجنوبي إلى أن كامب ديفيد كانت موقعًا للعديد من الاجتماعات التاريخية على مر السنين، قائلا: "من هذه اللحظة فصاعدًا، سيُذكر كامب ديفيد كمكان تاريخي أعلنت فيه كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان العمل على تعزيز النظام الدولي القائم على القواعد ولعب أدوارًا رئيسية لتعزيز الأمن الإقليمي والازدهار على أساس حول القيم المشتركة للحرية وحقوق الإنسان وسيادة القانون".

وأضاف يون: "يتطلب التنسيق الأقوى بين سول وواشنطن وطوكيو أسس مؤسسية أكثر قوة"، مشددا على ضرورة التصدى للتحديات التي تهدد الأمن الإقليمي من خلال بناء التزام أقوى للعمل معًا.

وفي السياق نفسه، قال رئيس الوزراء الياباني إن المجتمع الدولي يمر بنقطة تحول تاريخية، مضيفا: "للسماح لإمكانيات تعاوننا الاستراتيجي الثلاثي بالازدهار، أود أن أغتنم هذه اللحظة لرفع مستوى التنسيق الأمني بين اليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة نحو آفاق جديدة".

روسيا تُحذّر اليابان من تسليم أوكرانيا قذائف «باتريوت» عبر أمريكا

أكد القائم بأعمال مدير الدائرة الآسيوية الثالثة لدى الخارجية الروسية «سيرجي جيوستكي»، أن موسكو حذرت طوكيو من عواقب تسليم أوكرانيا قذائف «باتريوت» يابانية الصنع عبر الولايات المتحدة، حسبما أفادت وكالة «نوفوستي» الروسية، الأربعاء.