رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

من المحيبس لشكارة بوشنات..ألعاب الأطفال الرمضانية رحلة ثقافية عبر الأزمنة

نشر
الأمصار

يُعد شهر رمضان فرصة للتواصل الاجتماعي والثقافي بين الشعوب العربية، حيث تُقام العديد من العادات والتقاليد التي تُضفي على الشهر الفضيل طابعًا خاصًا.

المحيبس في العراق
المحيبس هو تقليد عراقي تقليدي يُقام في شهر رمضان، حيث يجتمع الأطفال في ساحة كبيرة ويُرددون أناشيد دينية تقليدية.

ويُعتقد أن أصل المحيبس يعود إلى العصر العباسي، حيث كان يُقام في بغداد احتفالًا بقدوم شهر رمضان.

ويُساعد المحيبس على تنمية روح التعاون والتواصل بين الأطفال، ويُعلمهم معاني الصبر والتسامح.

وعادة ما تبدأ طقوس تلك اللعبة بعد وقت الإفطار، أو صلاة التراويح، حيث يتوجه الرجال قاصدين المقاهي الشعبية، للسمر، أو ما يسمونه محليا "تعلوله"، حيث تبدأ هناك المباراة التي يترقبها الجميع.

وتقوم هذه اللعبة على وجود فريقين، (بأي عدد ممكن)، حيث ينتظم اللاعبون في مجموعتين تمثلان غالبا، حيا سكنيا، أو منطقة، أو محافظة، وعادة ما يكون بينهما تحد ومنافسة شديدة، أو رغبة شديدة بالفوز، للصعود إلى المرحلة الأخرى، في حال تنظيم دوري، كما هو حال كرة القدم.

وبعد ذلك، يجلس اللاعبون في صفين متقابلين، ويقوم رئيس أحد الفريقين بإخفاء "المحبس" في يد لاعب من فريقه، بعيدا عن أعين الصف الآخر، ثم يسعى قائد الفريق الخصم، أو أحد لاعبيه، للتعرف على اليد التي تخفي المحبس من بين كل الأكف المسدودة، وإذا نجح في المهمة يبدأ التصفيق والتهليل، وتُحتسب نقطة لفريقه.


الألعاب الشعبية في اليمن

يُمارس اليمنيون العديد من الألعاب الشعبية في شهر رمضان، مثل:

- لعبة ( الشبدلو ) وهي لعبة معروفة حيث يتم رسم مستطيل طويل على الارض بواسطة الطباشير ويتم تقسيمه الى عشرة مربعات متجانبه خمسة بخمسة ويلعبها اكثر من واحدة ، حيث تبدأ الأولى برمي حجرة صغيرة مسطحة داخل المربع والقفز عليه ، تسمى هذة الحجرة بـ ( التبارة ) ،

- لعبة ( من كبة طيار ) وهذة اللعبة يلعبها اكثر من 5 او 6 او 7 من الفتيان حيث يأخد كل واحد منهم حجراً ويضعها ليشكل مع بقية الفتيان دائرة من الاحجار المتباعدة عن بعضها البعض بمسافة من متر الى مترين ، وتوضع في وسط هذة الدائرة حجراً فاضية ، يقف كل واحد امام حجرته فيما يقف في بداية اللعبة واحداً في الحجر التي تتوسط الدائرة وتبدأ اللعبة ، يصيح الواقف في الوسع ( من كبة طيار ) يجيبوه ( طيار ) ويستمر ليناور معهم قبل ان يقول ( ماحد يمسك مكان فلان ) في هذة اللحظة بمجرد ان يذكر اسم الشخص يسارع كل واحد بالجري لينتقل من حجرته الى حجر اخر ، ومن لم يجد حجراً شاغراً غير تلك التي نبه اليها الشخص الذي بالوسط فهنا يقوموا بخبطه على يديه سبع خبطات حتى تحمر وتبدأ اللعبة من جديد .

- لعبة "الشدّة": لعبة ورق تقليدية تُلعب بين شخصين أو أكثر.

- لعبة "الكورة": لعبة كرة القدم التقليدية

وتُشكل عادات وتقاليد رمضان، مثل المحيبس في العراق والألعاب الشعبية في اليمن، جزءًا هامًا من التراث الثقافي العربي، ويجب الحرص على الحفاظ على هذه التقاليد ونقلها للأجيال القادمة، لضمان استمرارية هذا التراث الغني.


في المغرب:

كما   في السطور التالية أبرز، الألعاب التراثية التي تميز بها التراث الثقافي المغربي  خلال شهر رمضان الكريم.

 


لعبة "البَقْرَة":
  هي لعبة جماعية تعتمد على القوة والسرعة حيث يتنافس الأطفال في سحب بعضهم البعض
  
لعبة "الْحَجْلَة":
   لعبة فردية تتطلب مهارة وتركيزًا حيث يحاول الطفل رمي حجر صغير وإخراج حجارة أخرى من حفرة.

لعبة "الْحَجْلَة":
  لعبة جماعية تعتمد على المهارة والتركيز، حيث يحاول الأطفال القفز داخل مربعات متصلة

لعبة  "الغميضة" أو "دجاجة عمية"

هي أحدى الألعاب المفضلة لدى الأطفال في المغرب، فهي تعد تحديًا بسيطًا يجمع بين المرح والتفاعل الاجتماعي. بعد قرعة مصيرية، يُعمى أحد الأطفال باستخدام منديل

ويقوم بالبحث عن زملائه والتعرف عليهم بمساعدة الأصوات أو اللمس في هذه اللعبة البسيطة، تنعكس أهم قيم التواصل والتفاعل الاجتماعي بين الأطفال، مما يجعلها لعبة ممتعة وتربوية في الوقت نفسه.

في الجزائر:

تُعدّ الألعاب التقليدية جزءًا لا يتجزأ من الثقافة الجزائرية، حيث تُحافظ على تراثها وتُنعش ذاكرة الأجيال الجديدة، ومن أبرز هذه الألعاب التالي.

لعبة "شكارة بوشنات":
تُعدّ لعبة "شكارة بوشنات" من أشهر الألعاب التقليدية في الجزائر، حيث يُشارك فيها الصبية من خلال تقسيمهم إلى فريقين.

ويقوم كل فريق بترتيب عدد من أغطية علب العصائر فوق بعضها البعض، ويحاول كل صبي إسقاطها بكرة صغيرة مرنة.

وتُحسم النتيجة في نهاية اللعبة بِحَسْبِ عدد الأغطية التي تم إسقاطها.

لعبة "السيڤ":
تُعدّ لعبة "السيڤ" من الألعاب التقليدية التي يُمارسها الكبار والصغار في الجزائر، حيث تتطلب روحًا تنافسية عالية.

وتعتمد اللعبة على 6 قطع خشبية وُرسمت عليها ألوان مختلفة، بالإضافة إلى مستطيل مقسم إلى 3 خطوط طولية و12 خانة أو أكثر عرضية.

وتبدأ اللعبة بنثر القطع الخشبية على الأرض بهدف الحصول على ضربة "السيڤ".

وتخضع اللعبة للوضعيات المختلفة التي تظهر عليها القطع الخشبية بعد نثرها، ولكل وضعية تسمية وأفضلية على أخرى.

لعبة "الخربقة":
تُعدّ لعبة "الخربقة" لعبة استراتيجية تقليدية تشبه لعبة الشطرنج إلى حدٍ كبير.

ويتنافس في اللعبة فريقان أو لاعبان منفردان على رقعة مرسومة على التراب وتحتوي على 49 خانة.

وتُستخدم فيها قطع صغيرة من الحجارة مختلفة الألوان تُسمّى "الكلاب".

ويجب على كل لاعب محاصرة "كلاب" الطرف الآخر لمنعه من تحريك "كلابه" في المربّع، وبالتالي شل حركته بالكامل ليفوز عليه.

لعبة "لا ماغين":
تُعدّ لعبة "لا ماغين" لعبة خاصة بالبنات فقط، حيث تبدأ برسم 6 أو 8 خانات متساوية على الأرض.

وتقوم إحدى البنات برمي حجر في أول خانة، وتبدأ بركله أثناء حجلها إلى الخانة التي تليها، وهكذا حتى تصل الخانة الرابعة.

وتحصل على الاستراحة قليلاً ثم مواصلة اللعبة إلى أن تنتهي في الخانة الأخيرة.

وتلك الألعاب لا تقدم فقط فرصة للتسلية والمرح، بل تعزز أيضًا التفاعل الاجتماعي وتنمية مهارات الأطفال في هذا الشهر الكريم، وتشجع الأطفال على ممارسة هذه الألعاب والاستمتاع بجو رمضان الخاص بها.