رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

بنكهة الشواطئ الفيروزية..جولة على مائدة إفطار المحيط الهندي في رمضان

نشر
الأمصار

يملأ شهر رمضان العالم كله بالبهجة  من قاراته إلى محيطاته، واليوم سناخذ جولة خاصة على ضفاف المحيط الهندي وفي ضيافة جزره  التي تتميز بشواطئها الخلابة ومياهها الفيروزية، وفي تلك الأجواء الاستثنائية يكون لرمضان على ضفاف المحيط طعم اخر.


الافطار في المالديف 
تعد جزر المالديف من أكثر المناطق التي تتمتع بمناظر خلابة وتعد واجهة جذابة للسياحة بالنسبة لمختلف دول العالم. 
إفطار رمضان في جزر المالديف

وتقع جزر المالديف في جنوب قارة آسيا ويصل عدد سكانها لأكثر من نصف مليون نسمة وديانتهم الإسلام، وتضم عددا ‏من الجاليات العربية من بينها الجالية المصرية والفلسطينية والمغربية والسودانية.

ومع دخول شهر رمضان المبارك تتمتع جزر المالديف بزيارات من مختلف بلدان العالم من أجل الاستمتاع بالاجواء الرمضانية وسط المناظر الطبيعية الخلابة.

وتُقام عزائم في أنحاء جزر المالديف داخل المؤسسات المختلفة، تُسمى "ماهيفون" وتشهد مشاركة الجميع ‏في تناول ما لذ وطاب من الأطعمة المشهورة بالمنطقة.‏

ويعتبر سكان المالديف  شهر رمضان فرصة لبداية جديدة في حياتهم لذلك ‏يلجأ الكثير منهم إلى إحداث تغيير في بيوتهم سواء باستبدال أثاث المنزل أو شراء أجهزة حديثة وذلك السبب الرئيسي ‏خلف انتشار عروض التخفيضات من الشركات والمحال أثناء تلك الفترة".‏

وهناك ارتباط وثيق بين الأهالي والبحر، ينطلقون قبل المغيب إلى الشواطئ ‏برفقتهم وجبات خفيفة وتجتمع الأسر لترتيب المائدة سويا فيما ينهمك الأطفال في اللعب داخل الحدائق المنتشرة ‏بالشوارع، وعند سماع صوت الأذان يتناولون الإفطار على مرحلتين .


ويحصلون على قليل من الطعام ثم يتجهون سريعا إلى المساجد الكبرى لأداء ‏الصلوات وعقب العودة إلى بيوتهم يستكملون تناول وجباتهم ويطلقون على ذلك (التراويس) بينما يتجه البعض إلى ‏ملاعب صغيرة لممارسة لعبتهم المفضلة في رمضان.

إفطار موريشيوس في رمضان

تختلف العادات والتقاليد في شهر رمضان الكريم من مكان لمكان حول العالم، يجتمع المسلمون على موائد الإفطار والسحور ويصلون ويتهجدون لكن هناك بعض الألوان المختلفة والتي نشأت عبر الاختلاف المكاني والعرقي وتاريخي.

في موريشيوس، كان "اللاسكار الأوائل"، والذين استقروا في بورت لويس (العاصمة) خلال الحكم الفرنسي، قد احتفلوا بالفعل بالإفطار قبل وقت طويل من إنشاء مسجد كامب دي لاسكار (المعروف اليوم باسم المسجد الأقصى) في عام 1805.

فبالقرب من ميناء بورت لويس دعا مبعوث إمبراطورية موجال، ميرزا إتيسا مودين إلى حفل إفطار في عام 1765 حيث رست سفينته في ميناء الجزيرة في طريقها إلى لندن عبر كيب روت، السفينة رست.

أصناف الطعام في الإفطار
ترى روح شهر رمضان المعُظم في أعين الأجانب الذين يتجولون في شوارع بورت لويس، فيقابلون اشخاصًا صائمين يقومون بأعمالهم اليومية بكدٍ واجتهاد.
وهنا تملأ محال البقالة وأكشاك التسوق على جانبي أسواق بورت لويس الشعبية بالفواكه والتمور وأصناف الإفطار ويبدأ التحضير لوجبة الإفطار وهو ما يجذب انتباه الأجانب. 

ويتم التحضير جيدًا للوجبة فترى أفضل الخضروات والفاكهة وأميز قطع اللحوم والدجاج، قد يكون مورد الخضار هندوسيًا، وربما البقال صينيًا وقد يكون الصياد من الكريول: فهم جميعًا لديهم اعتبار خاص لعملائهم المسلمين والسلع المحددة المطلوبة خلال شهر رمضان.

غالبًا ما يبدو شراء اليوم بمثابة طعام لأسبوع طوال شهر رمضان، من المعتاد طهي طعام إضافي ليس فقط لأفراد الأسرة، ولكن أيضًا للضيوف والجيران ومصلي المسجد المحلي، أثناء نزهة التسوق، وأثناء مروره بالعديد من المطاعم ومنافذ الطعام، يظل من يصوم الصيام ثابتًا في الامتناع عن الطعام والشراب.

افطار رمضان في جزر القمر

تحتفل جزر القمر بشهر رمضان المبارك بروح الفرح والتضامن، حيث يشهد الاستقبال الحافل لهذا الشهر المبارك بداية من دخول شهر شعبان، حيث يعتبر هذا الوقت موسماً للاحتفالات والتجمعات الاجتماعية.

وتظهر عادات وتقاليد جزر القمر في استقبال شهر رمضان من خلال تنظيم حفلات الزواج والاحتفالات الفولكلورية على الشواطئ والمزارع والمتنزهات استعداداً لهذا الشهر المبارك.

وفي ليلة القدر، تنشأ أجواء روحانية خاصة، حيث يتجمع المسلمون في المساجد لأداء صلاة التراويح بعد تحري هلال رمضان، وتتزين الشوارع بالأنوار والمصابيح، وتتردد أصوات التلاوات والأناشيد الدينية.

أما في مائدة الإفطار القمرية، فتشتهر بتقديم مجموعة متنوعة من الأطعمة الشهية والمشروبات الرمضانية التقليدية. يتصدر طبق الثريد قائمة الأطباق المفضلة، إلى جانب وجبة الموز الأخضر المطبوخ مع السمك أو اللحم، ويتم إضافة عصير لب جوز الهند لإثراء طعمه. وتشمل المائدة أيضاً فواكه المانجو والحمضيات، إلى جانب مشروبات الأناناس والفواكه الطازجة.

وتنظم الجماعات الدينية وجبات الإفطار الجماعية في المساجد لتعزيز روح التضامن والتآخي بين المسلمين.

وفي نهاية اليوم، يجتمع الناس في حلقات للسهر والاستماع إلى الدروس والمحاضرات الدينية، فيما تقوم السلطات الحكومية بغلق الكازينوهات والملاهي الليلية تماشياً مع الأجواء الروحانية لشهر رمضان.

تعكس احتفالات رمضان في جزر القمر الروح الإسلامية والتقاليد الثقافية الغنية التي تجسد التلاحم والتآخي بين أفراد المجتمع القمري.

حلويات بورق الموز وأعشاب طازجة لتتبيل اللحوم.. أشهر الأطباق الرمضانية في مدغشقر


مع حلول شهر رمضان المبارك، يستعد المسلمون في مدغشقر لاستقباله بكل احتفال وفرح، حيث تزخر منازلهم بتحضيرات لموائد الإفطار والطعام الشهي المميز الذي يمزج بين ثقافات متعددة.


إفطار رمضان في مدغشقر

يعكس المطبخ في مدغشقر تنوع الثقافات الإفريقية والعربية والإندونيسية التي تمزجت مع التأثيرات الفرنسية، لينتج مزيجاً فريداً من النكهات والأطعمة الشهية.

ومن أشهر الأطباق الرمضانية في مدغشقر:
1.فوزا سي هينا كيسوا: طبق يتكون من اللحم المقلي وسرطان البحر مع الأرز.
2. رامازافا:طبق يخنة يتكون من أوراق وأعشاب وقطع من لحم البقر أو الدجاج مطبوخة بالزيت.
3. فاري أميدانانا: وجبة تتضمن الأرز وأوراق الشجر أو الأعشاب واللحم أو الجمبري.
4. لاسوبي:حساء مصنوع من مرق لحم العجل أو البقر مع الخضراوات.
5. نيم: وصفة محشوة بالبطاطس واللحم والملفوف والبصل، يُقدم مع صلصة حارة وحامضة.

أما فيما يتعلق بالحلويات، فتشتهر حلوى "كوبا" بشكل خاص، التي تتكون من الموز المهروس والفانيليا والفول السوداني المطحون، مع دقيق الذرة والعسل، وتُلف بأوراق الموز وتُطهى على البخار.

تتميز هذه الأطباق بنكهاتها الفريدة وطرق إعدادها البسيطة، مما يجعلها تحظى بشعبية كبيرة بين سكان مدغشقر، وتضيف لمسة خاصة إلى أجواء شهر رمضان المبارك في هذا البلد الجميل.