رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

السديس: إستراتيجيتنا نقل رسالة الحرمين الشريفين الدينية الوسطية بخمسين لغة

نشر
الأمصار

أكد رئيس الشؤون الدينية لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس؛ على ضرورة تعزيز العمل الميداني الديني والتوعوي والإرشادي خلال شهر رمضان المبارك، معلنا عن جاهزية المسجد الحرام والمسجد النبوي خلال الشهر المبارك؛ لاستقبال الأعداد المليونية المتوقعة للمعتمرين والمصلين والزائرين؛ وتهيئة الأجواء التعبدية الإيمانية؛ وفق الخطة التشغيلية للمسجدين خلال الشهر الكريم.

وأوضح رئيس الشؤون الدينية للحرمين الشريفين، أن الخطة التشغيلية لرمضان تتركز على محورية خدمة الضيف واثراء تجربة الزائرين الدينية ؛ فضلا عن تكثيف التوعية الدينية الميدانية وتعزيز الدروس العلمية والتوجيهية والمتعلقة بأهمية الشهر الكريم وآداب زيارة المسجدين .

وقال الشيخ الدكتور السديس؛ أن الخطة التشغيلية للحرمين في شهر رمضان الكريم مناسبة عظيمة لنقل رسالة الحرمين الشريفين الدينية عالميًا؛ وإيصال رسالة الحرمين الدينية إلى أنحاء المعمورة.

مبادرة "تأصيل مفهوم الوسطية والاعتدال"

وكان رئيس الشئون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، قد دشن مبادرة "تأصيل مفهوم الوسطية والاعتدال"؛ التي تتضمن لقاءات إثرائية ومحاضرات دينية لتعزيز قيم الوسطية والاعتدال والتسامح الديني، بمشاركة عدد من علماء الدين , وتهدف المبادرة إلى إظهار سماحة الدين، ومحاربة التطرف والانحراف بما يحقق رسالة الحرمين الشريفين الدينية والحضارية في إيصال رسالة الإسلام بمبادئه وقيمه المُثلى، وفي طليعة تلك القيم: قيم الوسطية والاعتدال والتسامح , مشيرا إلى أن المبادرة تُعنى بنشر قيم الوسطية والاعتدال والحوار البنَّاء عبر عقد الدورات التدريبية، والجلسات الحوارية التخصصية في جوانب تنمية مهارات الوسطية والاعتدال فكريًا وسلوكيًا ودينيًا، وهي جزء من رسالة الحرمين الشريفين الدينية العالمية.

وشدد السديس علي ضرورة إيصال هذه الرسالة الدينية الوسطية للعالم رقميًا، وباللغات العالمية، والانطلاق نحو الريادة الدينية، وتقليص حاجز المكان والزمان، باستثمار التطبيقات والأيقونات المعرفية الحديثة، ذات السلاسة والثراء المعلوماتي، بكفاءات وطنية مؤهلة، تعمل على تقديم الخِدمات الدينية، وإتقان العمل، وتبنِّي الإبداع، وتحقيق الهداية، وفق المنهج الوسطي المعتدل، المستمد من الكتاب والسنة.

وأوضح الشيخ الدكتور السديس قائلا : لهذا الغرض تم تعضيد برنامج الترجمة واللغات بخمسين لغة، لسرد قصص نجاحات الحرمين الدينية باللغات العالمية، مؤكدا على الدور الذي تلعبه الترجمة؛ في نشر أصالة الدين الإسلامي، واعتدال منهجه، وقيمه الوسطية، وشمائله الإنسانية في العالم، وإيصال رسالة الحرمين الشريفين الدينية عالميًا، وتعليم وتوعية وتثقيف القاصدين والزائرين، وإثراء تجربتهم الدينية بلغاتهم المختلفة.

وتابع الشيخ الدكتور السديس أن رئاسة الشئون الدينية للحرمين تنفذ استراتيجيتها باستخدام التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، وبناء منظومة مؤهلة دينية متكاملة للترجمة طوال العام، وعلى مدار 24 ساعة؛ لتلبية احتياجات قاصدي الحرمين الشريفين؛ الدينية والعلمية، والتوجيهية والإرشادية، والدعوية والتوعوية، مع اختلاف الألسنة والثقافات والجنسيات، ولنقل رسالة الحرمين الشريفين باللغات العالمية الحية، ومواكبة رؤية المملكة العربية السعودية 2030، في استقبال وخدمة أكثر من ثلاثين مليون معتمر وحاج وزائر، والاستفادة من العمق الإستراتيجي الإسلامي للحرمين الشريفين في مخاطبة وجدان المسلمين والإنسانية دينيًا.

وبين الشيخ الدكتور السديس، أن قيادة المملكة تبذل كل نفيس في خدمة الإسلام والمسلمين، والحرمين الشريفين، ورعاية قاصديهما، والعناية بإنجاح وإثراء رحلتهم الإيمانية، في أمن وأمان ويسر وسلامة.

الذكاء الاصطناعي للرد على إجابة السائلين

وقال الشيخ الدكتور السديس لقد سخّرت رئاسة الشؤون الدينية للحرمين الشريفين ، الذكاء الاصطناعي للرد على إجابة السائلين داخل المسجد الحرام، وذلك لتسهيل الفتوى والرد عليها من خلال "الروبوت التوجيهي"، الذي يعمل على شرح كيفية أداء المناسك والإفتاء، مع إضافة الترجمة الفورية للغات والتواصل مع أصحاب الفضيلة المشاركين في إجابة السائلين عن بعد, موضحا أن الروبوت التوجيهي يعمل ب (11) لغة هي : اللغة العربية، والإنجليزية، والفرنسية، والروسية، والفارسية، والتركية، والملاوية، والأوردية، والصينية، والبنغالية، والهوساوية, كما يحتوي الروبوت على شاشة (21 بوصة ) تعمل باللمس لتقديم عدد من الخدمات التي تهم قاصدي المسجد الحرام من توجيه وإرشاد.

وأضاف الشيخ الدكتور السديس أنه ضمن خطة رئاسة الشؤون الدينية للحرمين الشريفين، زيادة البرامج الدينية النوعية الرقمية، وجعلها في مقدمة أولوياتها، لتسهم بشكل فعَّال في رفع مستوى الوعي الديني لقاصدي الحرمين الشريفين , وأنه في هذا الإطار تم اطلاق حسابي الرئاسة الرسميين في: "السناب شات" و"الإنستجرام"، لتعظيم رسالة الحرمين الدينية في العالم والتأسيس لصناعة إعلام رقمي مؤثِّر وفعَّال، ينقل الصورة المعتدلة والمشرفة للحرمين الشريفين للعالم، مؤكدا أن للإعلام الرقمي الجديد دورًا بارزًا في نشر رسالة الحرمين الشريفين للعالمين وإثراء تجربة القاصدين دينيًّا، وقصص نجاحاتها ونشرها علي أوسع نطاق .
 
وأكد رئيس الشؤون الدينية للحرمين الشريفين أن الرئاسة تواكب التقانة الإعلامية تعزيزًا لإيصال رسالة الحرمين الشريفين الدينية الوسطية إعلاميا عالميًا، باحترافية إعلامية ومهنية عالية، وإيصال الخِدمات الدينية والعلمية لقاصديهما عبر الإعلام الجديد، ونشر أصالة رسالة الإسلام المعتدلة، وسماحته واعتداله، وإنسانية مبادئه وقيمه من الحرمين الشريفين، ذلك لما للإعلام الرقمي الجديد وبرامج التواصل الاجتماعي من دور فعَّال ملموس.

 وحث الشيخ الدكتور السديس الفريق الإعلامي برئاسة الشؤون الدينية على ضرورة بذل المزيد من الجهود في تقديم أرقى الخدمات الإعلامية؛ لإبراز منجزات رسالة الحرمين الوسطية للإعلام العالمي وتعزيز رسالة الشؤون الدينية، وإبراز الدور التوجيهي والإرشادي والدعوي، والخدمات الدينية المعدَّة في الحرمين والمقدمة لقاصديهما ، مضيفًا أن رئاسة الشؤون الدينية ستوفر كل الإمكانات الإعلامية الرقمية المتطورة؛ لمواكبة تطور الوسائل الإعلامية الرقمية، ونشر رسالة الحرمين للعالمين بإتقان وتجويد مهني، وفقًا للرؤية 2030, وذلك ليعم نفعهما المسلمين في أرجاء المعمورة .

وقال الشيخ الدكتور السديس تعمل رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي على بث الدروس والمحاضرات العلمية عبر جميع وسائل الاتصال والنشر المتاحة لتحقيق الفائدة لطلاب العلم والباحثين في كافة بلدان العالم , موضحا أن الرئاسة تعمل على عددٍ من المحاور ومنها الإشراف الكامل على تسجيل الدروس وتوثيقها وحفظها، كما تعمل على تحرير الدروس وتفريغها صوتياً ومرئياً، ورفعها عبر منصة منارة الحرمين ومنصة اليوتيوب عند الانتهاء من تحريرها، كما يتم بث الدروس العلمية بشكل مباشر من خلالهما والبث المباشر الصوتي عبر تطبيق مكسلر.

 وأضاف الشيخ الدكتور السديس، خصصت الرئاسة فريقاً مسؤولًا عن إعداد وتجهيز المقاطع الصوتية من الدروس والمحاضرات اليومية، مما يُسهم في إيصال رسالة الحرمين الشريفين، وإعداد التصاميم للجداول العلمية والدروس المقامة في المسجدين والندوات والمحاضرات التوجيهية بطريقة تفصيلية مختصرة تبين عنوان الدرس وموقعه وتوقيته، واسم الشيخ الذي يلقيه وإخراجها بما يتوافق مع الهوية الإعلامية، لنشرها عبر وسائل وقنوات الإعلام المختلفة وحسابات الإدارة التوجيهية بمواقع التواصل الاجتماعي.

وفي هذا الإطار أكد الشيخ الدكتور السديس حرص رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، على التناغم والتكامل والتنسيق مع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، والاستفادة من برامجها ومبادراتها النوعية، خصوصًا مبادرة "برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين"، التي تُعتبر من المبادرات الرائعة والنافعة؛ لإثراء التجربة الدينية للزائرين والقاصدين للحرمين الشريفين، لبث رسالة الحرمين الوسطية عالميًا، وإبراز جهود المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين , والاستفادة من شرف المكان كقوة تأثيرية في نشر الإسلام الوسطي المعتدل في العالم أجمع , خاصة العقيدة الصحيحة، والتفقّه في دين الله، والحرص على تنشئة الجيل المسلم خادمًا لدينه ووطنه، والحفاظ على أركان الإسلام، والحياة لله وبالله , فضلا عن تعزيز سلامة الفكر الديني  الوسطية ومواجهة الانحرافات الفكرية مع تنمية الوعي الثقافي ؛ فضلا عن التأكيد على ريادة المملكة في العمل  الإسلامي الوسطي وتكريس قيم التسامح والاعتدال  وإبراز رسالة الحرمين الوسطية ، واستثمار مكانتهما في نفوس المسلمين، مؤكدا على اهمية بث تعاليم الشريعة السمحة المتسمة بالوسطية والاعتدال  ونبذ الغلو  والتطرف بكافة أشكاله.

وفيما يتعلق بدور المرأة قال رئيس الشؤون الدينية للحرمين الشريفين , أعدت الرئاسة إستراتيجية دينية وفق خارطة عمل؛ لتمكين المرأة من خدمة القاصدات والزائرات دينيًا في الحرمين الشريفين، وبث رسالتهما الوسطية عالميًا، مواكبة لرؤية المملكة 2030 , مضيفا أن تمكين المرأة على ضوء القيم الإسلامية، مسؤولية دينية ووطنية ومجتمعية وتنموية، مشيدًا بما وصلت إليه المرأة السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده .

 وشدد الشيخ الدكتور السديس، علي أن للمرأة المسلمة مكانة رفيعة في الإسلام، وأثرًا كبيرًا في حياة الفرد والمجتمع، وقد أولاها الإسلام عناية خاصة، وامتازت بجملة من الحقوق والامتيازات، مضيفًا أن إبراز جهود المرأة ودورها في الحرمين الشريفين، يتركز في منظومة الخدمات الدينية والدعوية والتوعوية، المقدمة للقاصدات والزائرات، وينطلق من بيئة دينية ملائمة، وفق الضوابط الشرعية، والمقاصد المرعية.