رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

عيد تحرير طابا.. ذكرى مصرية خالدة لانتصار دبلوماسي كبير واستعادة سيناء كاملة

نشر
الأمصار

يحل اليوم الثلاثاء الذكرى الـ 35 لتحرير طابا المصرية، ذلك اليوم الذى عاد فيه آخر شبر لجمهورية مصر العربية، من أراضيها في سيناء من إسرائيل.

وجاء ذلك  بعد الانتصار العسكرى الذى حققته مصر في حرب 6 أكتوبر عام 1973، حيث خاضت مصر معركة دبلوماسية وقانونية ضخمة لتؤكد أحقيتها في تلك الأراضى، وتكتمل هذه الجهود فى النهاية بحكم هيئة التحكيم الدولى بعودة تلك الأراضى لمصر.

توقيع اتفاقية بين جمهورية مصر العربية وإسرائيل

طابا

ففي الثاني عشر من سبتمبر عام 1986، تم توقيع اتفاقية بين جمهورية مصر العربية وإسرائيل تم بموجبها تحديد مواقع النقاط وعلامات الحدود المحلية المتنازع عليها، وكانت من بين هذه النقاط منطقة طابا، وهي منطقة ساحلية تقع على البحر الأحمر.

وفي التاسع والعشرين من سبتمبر عام 1988، أصدرت هيئة التحكيم التي عُقدت في جنيف حكمها التاريخي لصالح مصر بمصرية طابا خالصة، وهو القرار الذي أثار الكثير من التوتر والجدل بين البلدين المعنيين.

طابا 

وفي الثالث والعشرين من نوفمبر عام 1988، تم التوصل إلى اتفاق روما التنفيذي بحضور الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تم حل المسائل المتعلقة بمنطقة طابا نهائيًا وتوقيع الاتفاقية لحسم الخلاف بين الدولتين.

انتهت قضية طابا برفع العلم المصري فوق أراضيها في عام 1989، وهذا الحدث الهام يعد نقطة تحول في العلاقات السياسية والدبلوماسية بين مصر وإسرائيل. استمرت هذه المعركة السياسية والدبلوماسية لأكثر من سبع سنوات، وانتهت بنجاح لصالح مصر واستعادتها للسيادة على منطقة طابا.

خروج إسرائيل من طابا

وفي الخامس والعشرين من إبريل عام 1982 خرجت إسرائيل من كل سيناء عدا طابا، لتبدأ معركة دبلوماسية أخرى بأدوات التحكيم الدولي.

وأنصف التحكيم الدولي مصرَ وأوجب أحقيتها في طابا وإجلاء القوات الإسرائليلية والمدنيين أيضا عنها، وفي التاسع والعشرين من سبتمبر عام 1988م يسدل الستار على القضية بإصدار هيئة التحكيم الدولية حكمها التاريخي في جلسة علنية عقدت في جنيف، حيث أيدت الهيئة موقف مصر معلنة عودة طابا إلى أحضان الوطن المصري.

كانت قضية طابا محط اهتمام دولي كبير، حيث شهدت جهودًا دبلوماسية مكثفة ومفاوضات طويلة، وكانت تلك الفترة فترة توتر وتحدي بين البلدين، لكن بفضل الحوار والتفاهم، تم حل الخلاف وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

تمثل نهاية قضية طابا فوزًا لمصر ولإرادتها في الحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها، وهو إنجاز تاريخي يظل شاهدًا على استمرار قوة العلاقات الدولية وحل النزاعات بالحوار والتفاهم.

وفي السطور التالية نستعرض أبرز المعلومات عن عودة آخر شبر من سيناء في مصر “طابا”.

1- استولت إسرائيل على طابا لتوسيع منفذها الوحيد على البحر الأحمر، وهو ميناء إيلات، بهدف السيطرة على هذا المسطح المائي الاستراتيجي.

2- بعد حرب أكتوبر 73، عادت مسألة الحدود الآمنة للواجهة مع إسرائيل، خاصة بعد توقيع معاهدة السلام في عام 1979، التي نصت على انسحاب إسرائيل من سيناء.

3- اكتشفت اللجنة المصرية بعض المخالفات الإسرائيلية حول 13 علامة حدودية أخرى، مما دفع مصر للتصعيد والإعلان عن عزمها على استعادة تلك الأراضي.

4- أكدت مصر أنها لن تفرط في سنتيمتر واحد من أراضيها، مما دفعها للبدء في معركة الاسترداد لاستعادة حقوقها السيادية.

5- في مارس 1982، أعلنت مصر عن خلاف مع إسرائيل بشأن العلامات الحدودية الـ13، وأكدت تمسكها بموقفها المدعوم بالوثائق الدولية.

6- أعلنت إسرائيل في يناير 1986 موافقتها على اللجوء للتحكيم لتحديد الحدود بين البلدين.

7- تم التوقيع على الشروط في فندق مينا هاوس في 12 سبتمبر1986، وشمل الاتفاق مهمة المحكمة في تحديد مواقع النقاط وعلامات الحدود المثيرة للخلاف.

8- في سبتمبر 1988، أصدرت هيئة التحكيم حكمها لصالح مصر بمصرية طابا خالصة.

9- حُسم الموقف عن طريق اتفاق روما التنفيذي في نوفمبر 1988، بحضور الولايات المتحدة، مما أنهى النزاع وأكد الحل النهائي للمسائل المتعلقة بطابا.

10- انتهت قضية طابا برفع العلم المصري فوق أراضيها في 1989، بعد معركة سياسية ودبلوماسية استمرت لأكثر من 7 سنوات.

أهمية طابا

وتعتبر منطقة طابا ذات أهمية أخرى في فصول التاريخ المصرى أشهرها حادثة طابا في 1906عندما حدث خلاف بين مصر والدولة العثمانية على تعيين الحدود بين مصر وفلسطين التي كانت تابعة للدولة العثمانية وانتهى الأمر باتفاق لرسم الحدود من طابا إلى رفح وتم تعيين علامات الحدود .

وعند تطبيق معاهدة السلام المصرية ناورت إسرائيل وجادلت حول العلامات الحدودية التاريخية، واتفق الطرفان على مبدأ التحكيم الدولى الذي خاض فيه المفاوض والمؤرخ المصرى معركة وطنية ضارية.

وفي 29 سبتمبر 1988 أصدرت هيئة التحكيم التي انعقدت في جنيف حكمها لصالح الموقع المصرى لتعيين موقع علامة الحدود، وفى 19 مارس 1989 تسلمت مصر منطقة طابا وعادت إلى سيادتها، وتم اعتباره عيدا لتحرير طابا.

وتبعد طابا نحو 240 كيلومتراً عن مدينة شرم الشيخ الواقعة جنوب شبه جزيرة سيناء، وتمثل مثلثًا قاعدته في الشرق على خليج العقبة بطول 800 متر، وضلع شمالي بطول ألف متر، وآخر جنوبي بطول 1090 مترًا، ويتلاقى الضلعان عند النقطة التي تحمل علامة 91.

وفي الوقت ذاته تبعد طابا عن ميناء "إيلات" الإسرائيلي 7 كيلومترات، ويعدها الكيان المحتل بوابتها لسيناء التي طالما حلم باحتلالها وفرض سيطرته عليها كاملة.