رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

نورا القيسي تكتب: يوميات بغدادية

نشر
الأمصار

طريقي من بيتنا الى متوسطة السفينة كان مشي تقريباً ربع ساعة خلالها امر على شبابيك هواية تتعبىء حواسي الخمسة بيوميات الناس البسيطة لحظات روتينهم اصواتهم، ريحة الخبز والدهن الي كان يتوزع بالحصص التموينية، تململ الاطفال مثلي على اوقات الدوام، صيحات الامهات واستعجالهن لاطفالهن، ريحة الصوبات الي هسوتها مشتعلة، صوت الطاوات الفافون على الصواني، صوت الاباء الي يدورون على جواريباتهم او مثل مايسميها ابوية جرابة ، الجيران الي متعودة تكعد الفجرية بحيث عالساعة سبعة هي مركبة "طابخة"  التمن والمرگة وطالعة ترش باب الحوش وتغسل الدربونة وتنظف الساگية.
صوت القران الي بعدها بدون احم ودستور يقطعه صوت فيروز تسال "كيفك انت قال بيقولو صار عندك ولاد" ..سرب الجهال الي الحياة طبعت على وجوهم معاناة اهاليهم وحالتهم النفسية.
المراهقين وهم ينتظرون الحديثات تحبهم، الامهات الي منتظرات اخر طفل يطلع من البيت حتى تسويلها استكان چاي وتستأنف يومها بتنظيف وطبخ وتحظير، او الي تقفل الباب وتتوكل لوظيفتها مع حزمة تعليمات لابن/البنت الاكبر.

ريحة الچرك بافران الصمون، العمال وظهورهم المدبة، الجنود وخجاهم من قيافتهم المبهذلة وحلاقة شعرهم الي ابرزت كافة حواجبهم واعطتهم نظرة غاضبة رغم الابتسامة اللطيفة.
المجانين والمعتوهين والمشردين المتوزعين عند مداخل المحلات وقصص بداية جنونهم التي لا تخلو من غضب رباني وعقوق.
قصص العاشقات الصغيرات واحاديث الهواتف الارضية. 
قد لا تكون هذه اللحظات مهمة لك عزيزي القاريء لكنها حياتي.. ذاكرتي ...هويتي ..جزء من احجية ملامحي التي ترفض ان تستقر عند حالة.
قصة الشاب الذي حاول ان يكون نرجسيا فهدمته امه بسؤال ( لك هم لابس لباس اخوك ) فانتهت اسطورة نرسيس الاعظمي والى الابد بعد ان لطم وبكى مثل الاطفال على اطلال غروره المتفلش.

 هسه انتو شلكم بسوالف الضيم صباح الخير ..