رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

توتر متصاعد في منطقة البحر الأحمر.. هل تقترب المنطقة من حرب جديدة؟

نشر
الأمصار

منذ ثلاثة أيام وصل عدد السفن الأمريكية التي تم سحبها من بحر الصين الجنوبي إلى أكثر من 63 قطعة بحرية، من بوارج وفرقاطات ومدمرات، بالإضافة إلى ثلاث حاملات طائرات، وكلها توجهت إلى الخليج العربي وبحر عُمان. 

تم أيضًا شحن أكثر من 60 بطارية صواريخ باتريوت من الجيل المتطور إلى السعودية من القاعدة الأمريكية في الكويت. 

وقد نصبت الولايات المتحدة 19 بطارية باتريوت في الكويت و10 في البحرين و23 في الإمارات.

تحركات مقلقة من قبل إسرائيل وإيران

أما إسرائيل فقد نشرت في الـ24 ساعة الماضية 8 منظومات مضادة للصواريخ نوع ثاد خارج كل مدينة و4 داخل كل مدينة. وأصبحت حدود إسرائيل عبارة عن جدار من القبة الحديدية، حيث نشروا بطاريات باتريوت بين كل 10 كيلومترات

 بالمقابل، أوعزت إيران إلى حزب الله بسحب كل مقاتليه من سوريا ونشرهم على الحدود مع إسرائيل. 

وقد نشر الحزب أكثر من 34 بطارية صواريخ إيرانية على طول الشريط الحدودي وحول مدنه.

الوضع السوري يزداد توترًا

بدورها، نشرت إسرائيل فرقة قتالية في الجولان السوري المحتل، بعد انسحاب الحرس الثوري من منطقة البوكمال وتجاوز الحدود بين سوريا والعراق، متجهة نحو حدود سوريا مع الجولان.

 وتستعجل روسيا بتسليم سوريا منظومات أس300، بينما تعزز الولايات المتحدة تواجدها العسكري في المنطقة، وجاء ذلك نقلا عن موقع فوكس. نيوز الامريكي

هل تقترب المنطقة من حرب جديدة؟

تتجه المؤشرات إلى أن الأتفاق النووي أصبح في حكم الملغي الأمريكي، مما يثير التوترات في المنطقة، ويبدو أن الحرب قادمة وسط تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران وتحركات القوى الكبرى في المنطقة.

 الحوثيون يستهدفون سفينة تجارية في البحر الأحمر

 الهجوم على السفينة "بينوكيو"

وكانت أعلنت جماعة الحوثي اليمنية في ساعات الصباح الأولى من يوم الثلاثاء، عن استهدافها لما وصفته بـ "السفينة الأمريكية بينوكيو" في البحر الأحمر.

 وأفاد المتحدث العسكري للحوثيين، يحيى سريع، بأن هجمات الجماعة ستتصاعد خلال شهر رمضان، لدعم قطاع غزة.

تفاصيل الهجوم

وذكرت القيادة المركزية الأمريكية أن الحوثيين أطلقوا صاروخين بالستيين مضادين للسفن من المناطق التي يسيطرون عليها في اليمن، باتجاه السفينة التجارية "بينوكيو"، وهي سفينة حاويات ترفع العلم الليبيري وتملكها شركة مسجلة في سنغافورة.

 تأثيرات الهجمات الحوثية

يعد هذا الهجوم جزءًا من سلسلة من الهجمات التي شنها الحوثيون في البحر الأحمر، مما أدى إلى تعطيل حركة الشحن العالمية وزيادة التكاليف. كما أثارت هذه الهجمات مخاوف من تصاعد الصراع في المنطقة وتعقيد الأوضاع الإقليمية.

 الرد الأمريكي والبريطاني

من جهتها، تشن الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات عسكرية على أهداف للحوثيين في اليمن، وقد أسفر ذلك عن خسائر بشرية ومادية وقد أعادت واشنطن تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية.

يتزايد التوتر في الشرق الأوسط مع استمرار الهجمات والاشتباكات في اليمن والمنطقة المحيطة بها، مما يجعل الوضع أكثر تعقيدًا وتهديدًا للاستقرار الإقليمي.

الأمصار

تُنفذ «جماعة الحوثي» اليمنية المُتحالفة مع إيران، هجمات عنيفة ومُتكررة بطائرات مُسيّرة وصواريخ مُنذ نوفمبر في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن تضامنًا مع الفلسطينيين في حرب غزة، وقد أعلنت إدخال «سلاح الغواصات» في عملياتها التي تشنها على سفن تجارية بالبحر الأحمر ومياه أخرى، مُشددة على أنها ستُصعد هجماتها.

وفي السياق، أعلن «الحوثيون»، استهداف ناقلة نفط أمريكية في خليج عدن بعدد من الصواريخ، وعدد من السفن الحربية في البحر الأحمر بطائرات مُسيّرة، حسبما أفادت وسائل إعلام يمنية، في أنباء عاجلة، اليوم الأحد.

وقال الحوثيون في بيان: «استجابة لنداءات شعبنا اليمني العظيم في الانتصار لمظلومية الشعب الفلسطيني، وضمن الرد على العدوان الأمريكي البريطاني على بلدنا، نفذت القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية بعونِ الله تعالى عملية عسكرية نوعية استهدفت من خلالها سفينة نفطية "TORM THOR" الأمريكية في خليج عدن بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة».

وأضافوا: «وقام سلاح الجو المُسيّر باستهداف عدد من السفن الأمريكية الحربية في البحر الأحمر بعدد من الطائرات المسيرة»، مُؤكدين أنهم سيُواجهون «التصعيد الأمريكي البريطاني بالمزيد من العمليات العسكرية النوعية ضد كافة الأهداف المُعادية في البحرين الأحمر والعربي دفاعًا عن بلدنا وشعبنا وأمتنا».

وتابع البيان: «القوات المسلحة اليمنية ومعها كل أبناء الشعب اليمني العظيم مستمرة في تنفيذ واجباتها الدينية والأخلاقية والإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني وأن عملياتها العسكرية لن تتوقف إلا بتوقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة».

وتضامنًا مع قطاع غزة، تستهدف جماعة "أنصار الله" (الحوثيون) سفن شحن في البحر الأحمر تملكها وتشغلها شركات إسرائيلية وتنقل بضائع من إسرائيل وإليها، وفقًا لتصريحات الجماعة.

وردًا على ذلك، شكلت الولايات المتحدة وحلفاؤها قوة عسكرية للتعامل ضربات الحوثيين، حيث شنت الطائرات الأمريكية والبريطانية في وقت سابق ضربات عديدة على مناطق مُتفرقة في اليمن.

توعد أمريكي

في غضون ذلك، أكد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، عقب ضربات أمريكية بريطانية مشتركة على 18 هدفًا للحوثيين، أن جماعة «أنصار الله» ستُواصل مواجهة ردود على هجماتها ضد سفن في البحر الأحمر.

وقال أوستن في بيان إن "الولايات المتحدة لن تتردد في اتخاذ إجراءات، حسب الحاجة، للدفاع عن الأرواح وعن التدفق الحر للتجارة في أحد أهم الممرات المائية في العالم".

وأضاف "سنستمر في التوضيح للحوثيين أنهم سيتحملون العواقب إذا لم يوقفوا هجماتهم غير القانونية التي تضر باقتصادات الشرق الأوسط، وتسبب أضرارًا بيئية، وتعطل إيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن ودول أخرى".

وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية فجر اليوم الأحد أن القوات الأمريكية والبريطانية قصفت 18 هدفًا للحوثيين في اليمن.

وذكر البنتاغون أن قصف مواقع للحوثيين جاء ردًا على التصعيد الأخير في الهجمات التي تشنها الجماعة على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وهذه هي المرة الرابعة التي يُنفذ فيها الجيشان الأمريكي والبريطاني عملية مشتركة ضد الحوثيين منذ 12 يناير 2024، لكن الولايات المتحدة تنفذ أيضا ضربات شبه يومية للقضاء على أهداف الحوثيين، بما في ذلك الصواريخ والطائرات بدون طيار التي تستهدف السفن وكذلك الأسلحة التي كانت معدة للإطلاق.