رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

كواليس تحركات الآلية الأفريقية رفيعة المستوى بشأن السودان

نشر
الأمصار

عقدت الآلية الأفريقية رفيعة المستوى بشأن السودان لقاءً نادرا بالقاهرة، مع ممثلين لحزب المؤتمر الوطني المحلول ضمن لقاءات تعقدها الآلية مع أطراف وقوى سياسية سودانية لوقف الحرب.

وأكدت مصادر  إن اللقاء الذي تم في فندق شيراتون بالعاصمة المصرية اعقب اجتماع مماثل عقدته الآلية الأفريقية رفيعة المستوى مع ممثلين لقوى الحرية والتغيير – الكتلة الديمقراطية.

 

وخلال اليومين الماضيين عقدت الآلية الأفريقية رفيعة المستوى لقاءات ببورتسودان شملت قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وحزب المؤتمر الشعبي جناح هيئة الشورى وآخرين، وينتظر أن تلتقي الآلية الأفريقية رفيعة المستوى تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” بأديس أبابا هذا الأسبوع.

أثار اشتراط قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان الانخراط في الحلول الأفريقية بإعادة عضوية السودان المجمدة في الاتحاد الأفريقي، جدلا حول الدور الذي يمكن أن تلعبه أفريقيا لحل الأزمة الحالية في البلاد الناجمة عن الحرب المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع لأكثر من 10 أشهر.

وقال البرهان لوفد آلية الاتحاد الإفريقي رفيعة المستوي المعنية بالسودان برئاسة محمد بن شمباس في أول لقاء به في مدينة بورتسودان شرقي البلاد: “السودان يثق في الاتحاد الأفريقي وما يمكن أن يقدمه من حلول شريطة أن تعيد الدولة ثقتها في الاتحاد بالتعامل معها كعضو كامل الحقوق في هذه المنظمة”.

 

وكان الاتحاد الأفريقي قد أعلن في السابع والعشرين من أكتوبر 2021 تعليق عضوية السودان احتجاجا على الانقلاب الذي اطاح بالحكومة المدنية، لكنه ظل منخرطا في الجهود التي هدفت لإنهاء الأزمة السودانية وكثف من تلك الجهود في أعقاب اندلاع الحرب في منتصف أبريل، وسط مصاعب كبيرة واجهتها المبادرات الأفريقية خلال الأشهر الماضية.

وناقش لقاء الآلية الأفريقية رفيعة المستوى مع وفد حزب المؤتمر الوطني المحلول الذي ضم القياديين بالحزب أميرة الفاضل وأسامة فيصل، الأزمة السودانية وكيفية انهاء الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل من العام الماضي.

وقالت المصادر إن ممثلي حزب المؤتمر الوطني المحلول أبلغا الآلية الأفريقية رفيعة المستوى بأنهما ليس لديهما تفويض لمناقشة الأجندة المطروحة قبل أن ينصحا الآلية بالاجتماع بقيادة الحزب الموجودة داخل السودان.

وشكلت مفوضية الاتحاد الأفريقي في 18 يناير الماضي آلية رفيعة المستوى من أجل استعادة الاستقرار والنظام الدستوري في السودان، على أن تعمل مع الأطراف العسكرية والقوى المدنية والمجتمع الإقليمي والدولي لتنفيذ ولايتها.

وفي أغسطس الماضي انتقد المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير ياسر عرمان، ما قال إنها ترتيبات يجريها الاتحاد الأفريقي لعقد حوار موسع يجمع القوى السياسية في السودان متوقع أن تشارك فيه قيادات بارزة في حزب المؤتمر الوطني المحلول، وهو ما قامت به الآلية الأفريقية رفيعة المستوى.

وأوضح عرمان حينها أن مشاركة قيادات حزب البشير في الحوار سيكون مكافأة للمؤتمر الوطني وحلفائه وواجهاته على حربهم في السودان وموقفهم المعادي للإيقاد والاتحاد الأفريقي ومكافأتهم على عقود من نشاطهم التخريبي ضد الاستقرار في بلدانهم.

وأطاحت ثورة ديسمبر 2018 بحزب المؤتمر الوطني ورئيسه عمر البشير الذي حكم السودان لثلاثين عاما بعد أن وصل إلى السلطة عبر انقلاب عسكري في 30 يونيو 1989.