رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

"طحين ملطخ بالدماء".. كواليس المجزرة الدموية بشارع الرشيد في غزة

نشر
الأمصار

في حادثة مروعة هزت العالم، تعرضت أرواح الفلسطينيين للخطر أثناء انتظارهم للمساعدات في شارع الرشيد بغزة، حيث أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي النار، محولة الانتظار الصبري إلى مأساة.

وباتت تعرف بـ "مجزرة الطحين"، حيث  يقول فلسطينيون إنهم تعرضوا لوابل من الرصاص من قبل الجيش الإسرائيلي عندما كانوا بصدد أخذ حصصهم من الطحين الذي اختلط بالدماء"

حيث أسفر الحادث عن سقوط أكثر من 100 قتيلًا وعشرات الجرحى، وفقًا للتقارير الصادرة عن الهلال الأحمر في غزة. 

وطالب الفلسطينيون بالمساعدة الإنسانية الضرورية، لكن الانتظار تحول إلى مأساة بعدما أفادت إسرائيل بأن شاحنات المساعدات دهست العديد من المواطنين.

 غزة: 104 قتلى و700 جريح جراء تفجير الأوضاع في شارع الرشيد

 

و ارتفعت حصيلة الضحايا جراء فتح القوات الإسرائيلية النيران في شارع الرشيد بشمال قطاع غزة، حيث كان آلاف الفلسطينيين ينتظرون وصول شاحنات المساعدات. وفقًا لوزارة الإعلام الفلسطينية، فإن أكثر من 104 شخص قتلوا، وأصيب أكثر من 700 آخرين.

 

تعليق إسرائيل على الحادث

 

ردًا على الحادث، شككت إسرائيل في التصريحات الطبية وقالت إن حوادث منفصلة وقعت أثناء مرور قافلة المساعدات، تأتي هذه التصريحات في ظل تزايد التوترات بين الطرفين.

وعلق متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، على الحادث بأنه"مأساة" نتجت عن اندفاع سائقي توصيل المساعدات وسط الحشد المتزايد.

 

أما أفيخاي قال عبر منصة "إكس" : إن فلسطينيين اعترضوا شاحنات مساعدات مما سبب في مقتل العشرات نتيجة الازدحام الشديد والدهس.

في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إن الدبابات أطلقت طلقات تحذيرية لكنها "لم تطلق النيران" على الشاحنات، مضيفاً أن عدداً كبيراً من القتلى تعرضوا للدهس.

تحقيق أميركي بالحادث

ومن جانبه، أعلن البيت الأبيض أنه سيجري تحقيقًا في الحادث، مشيرًا إلى الحاجة إلى فهم دقيق للأحداث.

حيث وصف البيت الأبيض، الحادث بالخطير، وأعلن أنه سيبحث في التقارير بشأن ما حصل، وقال الرئيس الأميركي، جو بايدن، إن الولايات المتحدة تتحقق من "الروايتين المتضاربتين" عن إطلاق نار وقع عند نقطة توزيع مساعدات في غزة، مؤكدا أن من شأن ما حصل أن يعقّد مفاوضات وقف إطلاق النار.

أمريكا تُطالب «نتنياهو» بفتح تحقيق في حادث دوار النابلسي بغزة

وطالبت «الولايات المتحدة»، رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، بفتح تحقيق بحادث مقتل الفلسطينيين خلال انتظار شاحنات المساعدات عند دوار النابلسي قرب شارع الرشيد بمدينة غزة،حسبما أفاد مصدر لشبكة «سكاي نيوز»، اليوم الجمعة.

الرئاسة الفلسطينية تدين مجزرة "دوار النابلسي"

ومن جانبها أدانت الرئاسة الفلسطينية، اليوم الخميس، المجزرة البشعة التى ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق المواطنين الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون وصول شاحنات المساعدات عند دوار النابلسى قرب شارع الرشيد بمدينة غزة، ما أدى إلى وفاة وإصابة المئات منهم.

وقالت الرئاسة ، في بيان لها اليوم  :"إن سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا المدنيين الأبرياء الذين يخاطرون من أجل لقمة العيش يعتبر جزءًا لا يتجزأ من حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها حكومة الاحتلال ضد الشعب الفلسطينى وتتحمل سلطات الاحتلال الإسرائيلية المسؤولية كاملة والمحاسبة عليها أمام المحاكم الدولية".

وأكدت أن هذه الجريمة تضاف إلى سلسلة المجازر التي ارتكبها الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني منذ بداية العدوان الأخير ، والذي خلّف الآلاف من الشهداء والجرحى أغلبيتهم من الأطفال والنساء..مشددة على أن الصمت الدولي هو الذي شجع الاحتلال على التمادي في سفك الدم الفلسطيني والقيام بجرائم إبادة غير مسبوقة في التاريخ الحديث.

ردود الفعل الدولية

أثارت المجزرة تنديدًا دوليًا واسعًا، حيث وجهت دول العالم العربية والأجنبية انتقادات حادة لإسرائيل، مؤكدة على أهمية تحقيق عدالة لضحايا هذا الحادث المأساوي.

وفي هذا الصدد، دعا رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، ورئيسة المفوضية أورسولا فون ديرلاين، حكومة الاحتلال الإسرائيلي، إلى إجراء "تحقيق مستقل على الفور" في المجزرة التي وقعت الخميس في شارع الرشيد شمال قطاع غزة، وأودت بحياة أكثر من 115 فلسطينيًا، تجمعوا للحصول على مساعدات إنسانية.

وأعرب رئيس المجلس الأوروبي -في منشور على منصة "إكس"- عن شعوره "بالصدمة والاشمئزاز إزاء مقتل مدنيين أبرياء في غزة، بينما كانوا ينتظرون بشدة المساعدات الإنسانية"، مشدداً على أن "القانون الدولي لا يسمح بمعايير مزدوجة، وينبغي فتح تحقيق مستقل على الفور ومحاسبة المسؤولين عن ذلك

ومن جانبه، أكد وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، أن مقتل سكان غزة الذين كانوا ينتظرون قافلة المساعدات أمس كان مروعا، وذلك حسبما جاء في نبأ عاجل لـ"الجزيرة

وعلقت وزيرة الخارجية الهولندية، على الاستهداف الإسرائيلي للمدنيين الفلسطينيين خلال توزيع المساعدات التي دخلت قطاع غزة، وأسفرت عن مقتل عدد من الفلسطينيين.

وأوضحت أن ما حدث في غزة أثناء توزيع المساعدات مأساة مروعة، مشددة على أن هولندا طلبت من إسرائيل توضيحا بشأنه.
أدانت وزيرة الخارجية الكندية «ميلاني جولي»، حادث سقوط ضحايا بين سكان قطاع غزة أثناء توزيع المساعدات الإنسانية، واصفة إياه بأنه «كابوس»، داعية لضمان الحماية للسكان، حسبما أفادت وسائل إعلام كندية، في أنباء عاجلة، اليوم الجمعة.

وقالت جولي للصحفيين: «عندما يصل الأمر لما حدث في غزة اليوم... علي أن أقول إنه كابوس».

وتابعت الوزيرة قائلة: "علينا أن نتأكد من أن المساعدات الدولية يتم إرسالها إلى غزة وأن السكان يتمتعون بالحماية عندما يتوجهون إلى هناك للحصول على تلك المساعدات

ومن ناحيتها، أدانت وزارة  الخارجية الصينية بشدة، اليوم الجمعة، استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي المدنيين اللاجئين في "دوار النابلسي" قرب شارع الرشيد شمال قطاع غزة، والذي خلف العشرات من الضحايا والمصابين المدنيين، من أبناء الشعب الفلسطيني.

كما أعربت الخارجية الصينية، عن صدمتها إزاء استهداف المدنيين أثناء تلقيهم المساعدات الإنسانية في قطاع غزة.

 

وقالت الخارجية الصينية: "غزة تشهد كارثة إنسانية غير مسبوقة وعلى مجلس الأمن الدولي التحرك لوقف فوري لإطلاق النار، ونحث جميع الأطراف المعنية خاصة إسرائيل على وقف القتال وضمان وصول المساعدات الإنسانية".

وكان أدان رئيس الدبلوماسية الأوروبية «جوزيب بوريل»، بشدة المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين على دوار النابلسي بشارع الرشيد شمالي غزة، وأسفرت عن مقتل أكثر من 100 شخص، حسبما أفادت وسائل إعلام دولية، في أنباء عاجلة، اليوم الجمعة.

وقال بوريل في تغريدة عبر منصة "إكس": "شعرت بالرعب من التقارير عن وقوع مذبحة جديدة بين المدنيين في غزة. إن مقتل المدنيين في غزة وحرمان الناس من المساعدات الغذائية يعد انتهاكا خطيرا للقانون الدولي الإنساني". وأضاف: "يجب السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون أي عراقيل.

فتح تحقيق مستقل

وطالبت فرنسا بإجراء "تحقيق مستقل"، اليوم الجمعة، حول مجزرة شارع الرشيد حيث استهدف الاحتلال وقتل العديد من الفلسطينيين أثناء توزيع مساعدات في غزة.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان إن "إطلاق عسكريين إسرائيليين النار على مدنيين يحاولون الوصول إلى الغذاء أمر غير مبرر"، مشيرة إلى أن "هذا الحدث المأسوي يأتي في وقت يشكّل فيه الوضع الإنساني في غزة حالة طوارئ مطلقة" مع "أعداد متزايدة لا تحتمل من المدنيين الفلسطينيين الذين يعانون من الجوع والمرض".

فرنسا: سخط عميق إزاء الصور الآتية من غزة

وقال الرئيس الفرنسي ماكرون في منشور على منصة إكس: سخط عميق إزاء الصور الآتية من غزة حيث استُهدف مدنيون من قبل جنود إسرائيليين، أُعرِبُ عن إدانتي الأشدّ لعمليات إطلاق النار هذه وأطالب بالحقيقة والعدالة واحترام القانون الدولي.

وأعلنت وزير الخارجية الفرنسية، كريستوف لوموان، في بيان: تقع على عاتق إسرائيل مسؤولية الالتزام بقواعد القانون الدولي وحماية توزيع المساعدات الإنسانية على السكان المدنيين.

ردود فعل عربية على الحادث

ومن جانبها، أعلنت وزارة الخارجية المصرية، إدانة مصر  الاستهداف الإسرائيلي اللاإنساني لتجمع من المدنيين الفلسطينيين العُزّل الذين كانوا ينتظرون وصول شاحنات المساعدات الإنسانية في دوار النابلسي شمال قطاع غزة، الأمر الذي أسفر عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا والمصابين.

وقالت وزارة الخارجية في بيانها، إن مصر اعتبرت أن استهداف مواطنين مسالمين يهرولون لالتقاط نصيبهم من المساعدات الإنسانية جريمةً مشينةً، وانتهاكاً صارخاً لأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، واستهتاراً بقيمة الإنسان وقدسية روحه.

ووفقا للبيان، فإن مصر تطالب الأطراف الدولية الرئيسية، ومجلس الأمن، لاسيما الدول التي تعيق قدرة المجلس عن المطالبة بوقف إطلاق النار، بتحمل المسئولية الإنسانية والأخلاقية والقانونية عن وقف الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، والضغط على إسرائيل للامتثال لأحكام القانون الدولي وتحمل مسئولياتها باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال، ومحاسبة مرتكبي تلك الإنتهاكات.

ومن جانبه،أدان لبنان بشدة القتل المتعمد لعشرات المدنيين الفلسطينيين العزل وجرح المئات جراء قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي لطوابير المساعدات الإنسانية في غزة.

وأصدرت وزارة الخارجية اللبنانية بياناً اعتبرت فيه أن العمل الإسرائيلي يندرج ضمن إطار سياسة تجويع الشعب الفلسطيني وإبادته بصورة جماعية، مما يضعف فرص السلام العادل والشامل.

ودعا البيان إلى إنشاء لجنة تحقيق دولية لتحديد المسؤوليات وللحؤول دون إفلات الجهة المسؤولة عن هذه الجريمة من المحاسبة والعقاب.

ومن جانبها، نددت دولة «الكويت»، بالإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين المدنيين في «قطاع غزة»، والتي تسببت في وفاة أكثر من 30 ألف شخص وأكثر من 70 ألف جريح وفقيد تحت الركام، حسبما أفادت وسائل إعلام كويتية، اليوم الجمعة.

وأكد مندوب دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف السفير ناصر الهين أمام مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في إطار استعراض البند السابع من أعمال المجلس في دورته الـ55 المتواصلة من 26 فبراير الجاري وحتى الخامس من إبريل المقبل.

وأدانت وزارة الخارجية الأردنية ، اليوم الخميس، الاستهداف الوحشي لقوات الاحتلال الإسرائيلي لتجمع مواطنين غزيين كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات إنسانية على دوار النابلسي قرب شارع الرشيد في قطاع غزة، مما أسفر عن استشهاد العشرات وإصابة المئات.

وأدانت واستنكرت الجمهورية اليمنية، استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي المدنيين اللاجئين في "دوار النابلسي" قرب شارع الرشيد شمال قطاع غزة، والذي خلف العشرات من الشهداء والمصابين المدنيين، من أبناء الشعب الفلسطيني.

وأشارت وزارة الخارجية اليمنية في بيان لها، إلى أن الاستمرار في ارتكاب هذه المجازر وقصف مراكز النزوح واماكن تقديم المساعدات جرائم حرب وعقاب جماعي للأبرياء تستهدف التهجير القسري بالقتل والقوة

ومن جانبه علّق الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط على حادث مقتل فلسطينيين خلال انتظار شاحنات المساعدات عند دوار النابلسي قرب شارع الرشيد بمدينة غزة.

ووصف أبو الغيط الحادث بأنه "تصرف همجي وممعن في الوحشية والاستهانة بأرواح البشر".

وعبّر الأمين العام عن "استهجانه الشديد لاستمرار قوات الاحتلال في استهداف المدنيين على نحو يمثّل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، وذلك بعد حرب التجويع التي تفرضها على 2.3 مليون فلسطيني من أبناء القطاع، وكأنها تحاصر الفلسطينيين بالجوع والرصاص".